تعرض محمد علي جونيور، ابن أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي، لاستجواب من قبل السلطات الأمريكية في مطار فورت لودردايل بولاية فلوريدا، وذلك لدى عودته إلى الولايات المتحدة قادماً من جامايكا مطلع فبراير الجاري، بسبب انتمائه للإسلام.
وقال محمد علي جونيور على خلفية توقيفه هو ووالدته بسبب اسمه العربي وهويته الإسلامية: أنا أمريكي، ولكنّي لا أشعر الآن بالراحة والأمان.
وأضاف أن مسؤولاً في قسم الجوازات بالمطار سأله بعد وصوله إلى المطار برفقة والدته، إذا ما كان مسلمًا، فأجابه بأنه مسلم، فقام بتوقيفه واستجوابه لمدة تقارب الساعتين، بحسب “الأناضول”.
وتابع: في 7 فبراير الجاري، وأثناء وصولي إلى قسم الجوازات برفقة والدتي، أوقفني المسؤول هناك، سألني عن اسمي، قلت: محمد علي جونيور، سألني: من أعطاك هذا الاسم؟ فقلت: أمي وأبي، ثم سألني: ما دينك؟ لم أستطع إخفاء دهشتي أمام هذا السؤال! قلت له: إني مسلم، لم يقتنع بإجابتي وأخذ بي إلى غرفة أخرى، هناك وجهوا لي نفس الأسئلة، وبعد احتجاز لقرابة الساعة والـ45 دقيقة أطلقوا سراحي دون أي اعتذار.
ولفت جونيور إلى أن حقوقه تعرضت للانتهاك، وأن هذا الوضع سوف يستمر طالما بقي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في البيت الأبيض، وقال: شعرت نفسي لوهلة أني في جنازة والدي، لم أعرف ما الذي ينبغي عليَّ القيام به، لو كان والدي على قيد الحياة، لقال لي: “أنت مسلم تحدث واسمع ماذا يقول الدستور”، أنا أمريكي، ولكن لا أستطيع الشعور بالراحة والأمان، سؤال المرء عن دينه يخالف الدستور ويقيد الحرية.
وأشار جونيور إلى أنه يشعر بالقلق من احتمال احتجازه من قبل السلطات الأمريكية مرة أخرى عند عودته من الحج، وأن تسليط الضوء على الخلفية الدينية للشخص أمر يبعث على الانزعاج، وقال: هل سوف يطردون أيضًا الأمريكيين المسلمين العائدين إلى ديارهم؟
من جهتها، أوضحت خليلة كماشو علي، والدة جونيور والزوجة السابقة للملاكم محمد علي كلاي، أن مسؤولين في المطار وجهوا إليها أسئلة مماثلة، وقالت: في قسم الجوازات تقدمني ابني، أخذوا جوازات سفرنا ثم نقلونا إلى مكان آخر، قلت لهم: إني الزوجة السابقة لمحمد علي، إن جونيور ابني، وبالرغم من ذلك سألوني من أين أنت؟ قلت لهم: إني من مواليد شيكاغو، سألوني إن كنت مسلمة، فأجبتهم: هذه مسألة شخصية، ثم قلت لهم: إني مسلمة، عاودوا توجيه بعض الأسئلة قبل إطلاق سراحي.
وأضافت خليلة كماشو أن الإسلام يعني السلام، هو لا يحض على القتل والكراهية، كما أن اتخاذ إجراءات تخص المسلمين إنما تعبر عن نظرة شمولية تستهدف الإسلام والمسلمين وتعلنهم فعلاً على أنهم إرهابيين.
وعند سؤالها عن رد فعل الملاكم محمد علي لو كان على قيد الحياة؟ ضحكن وقالت: “لذهب إلى البيت الأبيض وضرب ترمب بالضربة القاضية”!
هذه دكتاتورية
من جهته، قال محامي العائلة كريس مانشيني: إن عائلة الملاكم محمد علي كلاي تلقت الكثير من الاتصالات والرسائل الإلكترونية من المسلمين في جميع أنحاء العالم، وإن جميع الرسائل عبرت عن تضامن المسلمين مع العائلة.
وأشار المحامي إلى أن على الولايات المتحدة أن تكون قبلة لحرية المعتقد، معبرًا عن شعوره بالحزن عندما سمع بأن بعض المسؤولين في الجوازات يسألون المسلمين أسئلة من قبيل: “هل تصلي خمس مرات؟ وهل أنت من السُّنة أو الشيعة، وهل أنت عضوٌ في أي جماعة إسلامية؟ وماذا تقرأ خارج القرآن؟”.
ولفت مانشيني أن الإدارة الأمريكية تتجاهل الدستور بتلك الإجراءات، مشددًا على أن تلك الإجراءات لا يمكن وصفها إلاّ بـ”الدكتاتورية”، وأن المحاكم موجودة أساسًا لمنع مثل أولئك الأشخاص من فعل ما يحلو لهم.