رحبت إحدى المنظمات الإسلامية الرئيسة في ألمانيا بالإعلان عن تأسيس معهد جديد لتأهيل أئمة المساجد ومعلمي الدين الإسلامي في جامعة همبولدت بالعاصمة برلين.
وعبرت لديا نوفل، نائبة رئيس فرع المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا ببرلين، بالإعلان عن تأسيس المعهد الجديد، وأكدت انفتاح مجلسها على التعاون معه، وقالت نوفل في تصريح لـ”الجزيرة نت”: إن أداء هذا المعهد لعمله باستقلالية سيتيح فرصة نادرة للتعاون والإثراء المتبادل بين مسلمي برلين وسلطات الولاية ومؤسساتها البحثية.
وقال رئيس الحكومة المحلية لولاية العاصمة الألمانية ميشائيل مولر: إن حكومته رصدت 13 مليون يورو لتمويل المعهد الجديد الذي يكتسب وجوده أهمية بالغة، وأصبح ضرورة ملحة خاصة فيما يتعلق بتدريس الدين الإسلامي للآلاف من التلاميذ المسلمين في مدارس برلين الرسمية.
تميز بالاندماج
وأشار مولر، أثناء الإعلان بمقر حكومة برلين عن تأسيس المعهد الجديد، إلى أن خطة تأسيس المعهد الجديد للدراسات الإسلامية حصلت على موافقة حكومة وبرلمان برلين المحليين، واعتبر أن المعهد سيؤدي دوراً مميزاً في مجالات عدة؛ من أهمها تفعيل اندماج مئات الآلاف من مسلمي العاصمة الألمانية في مجتمعها.
وكلف مولر ورئيسة جامعة هومبولدت البرلينية زابينا كونست أستاذ تاريخ العصور الوسطى وعلاقة أوروبا بالإسلام بالجامعة ميشائيل بورغولتا بتأسيس المعهد الجديد.
ويمثل معهد الدراسات الإسلامية بجامعة هومبولدت السادس في ألمانيا بعد خمسة معاهد مماثلة تأسست منذ عام 2003م بجامعات مونستر وأوسنا بروك وتوبينغين وفرانكفورت وإيرلانغن، وتهدف المعاهد الخمسة – التي يدرس بها سنوياً نحو 2000 طالب – لتأهيل أئمة ومعلمين مسلمين من مناهج تدرس بالألمانية، ليكونوا بديلاً للأئمة والمعلمين الذين يتم استقدامهم من تركيا ودول عربية.
وأبرزت وسائل إعلام ألمانية طيلة السنوات الماضية خلافات بين المنظمات الإسلامية المشرفة على إعداد المناهج الدينية بهذه المعاهد وإدارات الجامعات التابعة لها، وتركزت أغلب هذه الخلافات على الأساتذة الذين يتولون التدريس، وعلى مضمون المناهج الدراسية.
وتبدأ الدراسة بمعهد تأهيل الأئمة ومعلمي الدين الإسلامي بجامعة هومبولدت – حسب رئيسة الجامعة التي تأسست عام 1810م – في الفصل الدراسي الشتوي 2018/ 2019م، على أن تتخرج أول دفعة منه عام 2021م، ويمنح هذا المعهد – الذي تواصل الجدل حول تأسيسه طيلة السنوات الماضية – مؤهلاً جامعياً ودرجة الماجستير في مجالات تأهيل الأئمة والمعلمين ودراسات الإسلام والمجتمع.
دور المنظمات
وأشارت البروفيسورة زابينا كونست إلى أن المجلس العلمي المعني بالمناهج الدراسية بالمعهد الجديد سيتشكل من خمس منظمات إسلامية رئيسة، من بينها الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية (ديتيب)، والمجلس الأعلى للمسلمين، في المقابل أوضح المكلف بتأسيس المعهد أن المنظمات الإسلامية لن يكون لها الحق باختيار الأساتذة الأربعة الذين سيكلفون بالتدريس في المعهد الجديد، بخلاف ما هو موجود بالمعاهد الخمسة القائمة.
ورداً على سؤال لـ”الجزيرة نت” عن الجهة التي ستتولى سداد رواتب الأئمة والمعلمين المتخرجين في معهد جامعة هومبولدت في وقت تعاني فيه معظم مساجد برلين من مشكلات كبيرة بتمويل مقارها وأنشطتها، قالت كونست: إن كل ما يتعلق بهؤلاء الأئمة والمعلمين بعد تخرجهم، ولا سيما الرواتب، سيقع ضمن مسؤولية المساجد أو المؤسسات التي سيعملون بها.
ولفت رئيس حكومة ولاية برلين مولر إلى أن الجدل السياسي والإعلامي الذي تشهده ألمانيا حول منظمة ديتيب التركية لن يمثل عائقاً أمام التعاون مع هذه المنظمة الإسلامية، ومن جانبه، قال المؤرخ بورغولتا: إنه لم يجد أي نقاط خلافية مع “ديتيب” ولا يتوقع حدوث مشكلات مع هذه المنظمة.
وأشار إلى أن منظمة “ديتيب” ستكون ممثلة بمعهد الدراسات الإسلامية الجديد بـ15 شخصاً، وأشار إلى أن هذا العدد يقل بكثير عن مشاركة المنظمة بالمعاهد المماثلة الموجودة بالجامعات الألمانية الأخرى.
المصدر: “الجزيرة نت”.