لم تكن الطفلة هيام تعلم أن خروجها لجلب الماء لوالدتها التي تعاني من إعاقة، من منزل أحد الأشخاص الميسورين في الموصل سيقودها إلى الموت، وتنضم إلى قوافل الضحايا الذين يسقطون يومياً نتيجة للقصف العراقي والدولي المتكرر على الأحياء المكتظة بالسكان في الساحل الأيمن للمدينة.
ويقول أحد أقارب الضحية، ويدعى حسام الحمداني: إن والدة هيام أخبرته عبر الهاتف أنها فقدت ابنتها نتيجة القصف العشوائي، ونقل عن والدة هيام قولها: إن حي الزنجيلي حيث يسكنون يتعرض لقصف مكثف لم يستثن أي شارع أو زقاق في الحي، وإن كماً هائلاً من الصواريخ والقنابل يسقط على المنطقة من اتجاه القوات العراقية التي تتمركز على مسافة قريبة من الزنجيلي.
وأشارت بحسب الحمداني إلى أنها أرسلت ابنتها الوحيدة ليل الجمعة – السبت لجلب ماء للشرب من أحد منازل الأشخاص الميسورين، الذي يخزن كميات من الماء والغذاء، قبل أن يأتي بها شباب من المنطقة وقد فارقت الحياة نتيجة سقوط صاروخ عراقي قربها، وإصابتها بعدد من الشظايا.
ولفت الحمداني إلى تواصله مع والدة هيام، كلما توافرت خدمة الاتصال، بعد أن أصبحت وحيدة في منزلها وهي غير قادرة على الحركة، إذ بترت إحدى ساقيها في وقت سابق نتيجة إصابتها بمرض السرطان، وعدم توافر العلاج اللازم في المدينة المحاصرة منذ ثلاث سنوات.
وأوضح لـ”العربي الجديد” أن هذه الحالة تمثل واحدة من عشرات القصص المؤلمة التي تمر على الموصليين، لافتاً إلى مقتل وإصابة آخرين عددهم غير مؤكد أثناء جلبهم الماء من المنزل ذاته.
وأكد مصدر في قيادة عمليات الجيش في نينوى، اليوم السبت، تعرض أحياء الرفاعي والثورة والنجار والزنجيلي و17 تموز لقصف جوي ومدفعي عراقي عنيف، بدأ منذ الليلة الماضية، ولم يتوقف حتى صباح اليوم.
وأشار بحديثه لـ”العربي الجديد” إلى إن القصف يمثل محاولة لإضعاف دفاعات تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، والتقدم باتجاه أحياء الموصل القديمة المحاصرة منذ أسابيع.
وتجدد القصف العراقي على الموصل على الرغم من الانتقادات المحلية والدولية لسقوط مئات المدنيين في الموصل الجديدة.
وطالب محافظ الموصل السابق، وقائد حرس نينوى، أثيل النجيفي، بتحقيقات دولية يمكن الاعتماد عليها لتحديد المتسبب في مجزرة الموصل، داعياً في بيان أمس الجمعة أهالي الموصل إلى مساعدة ذوي الضحايا بإقامة دعاوى قانونية خارج العراق اعتماداً على تلك التحقيقات سواء كانت ضد التحالف الدولي، أو المسؤولين العراقيين.