توفي اليوم المحسن الكبير عيسى عبدالله عبدالعزيز العثمان عن عمر 94 عاماً وهو من النواخذة المهرة والذين أدركوا فترة السفر الشراعي في الكويت، وكلمة النوخذة بمعنى ربان السفينة.
ويعد العم عيسى العثمان من أشهر الشخصيات النواخذة، ومن أكبر بناة المساجد في الكويت، ولد في الكويت سنة 1923م، ولخبرته في العمل البحري فهو يعتبر مدرسة في التوجيه.
النوخذة عبدالعزيز العثمان قدم إلى الكويت من نجد هو وأخوه عبدالله وشقيقتهم هيا في سنة 1857م، وقدم إلى الكويت وعمره 12 عاماً، كان رجلاً عصامياً لم يتزوج حتى امتلك سفينة في سنة 1879م ثم بنى بيته في سنة 1885م ثم بعد ذلك بنى مسجده رحمه الله، بحسب المؤرخ الكويتي عبدالعزيز العويد.
يشير د. عبدالمحسن الخرافي، الأمين العام السابق للأمانة العامة للأوقاف، إلى أن المرحوم لديه مؤلف “المختار في مجال البحار” في هذا المجال يشرح فيه المجاري البحرية استهداء بالنجوم والمطالع والإحداثيات تجاه النجوم، وقد ترجمه من العربية للغة الإنجليزية والفرنسية، وطبعه على نفقته الخاصة، وهو – أي المؤلف – يعد أحد مراجع السفر الشراعي في زمنه.
وفي الجانب الخيري، يقول د. الخرافي: النوخذة العثمان من أكبر بناة المساجد في الكويت، وعددها كبير جداً، ولا أعلم أحداً ينافسه في ذلك سوى العم عبدالرحمن يوسف الزبن رحمه الله، وكلاهما يهتمان بالمساجد الضخمة ذات الأفنية الواسعة، وخصصا مبالغ كبيرة مما يملكان لهذا الأمر.
وأنجبت أسرة العثمان 21 نوخذة طافوا سواحل الهند واليمن وشرق أفريقيا، وصاروا مضرب المثل في السمعة الحسنة.
كما أن أسرة العثمان النواخذة من أشهر الأسر الكويتية التي ركبت السفن الشراعية، وهم من الوهبة من بني تميم قدموا إلى الكويت في منتصف القرن التاسع عشر وأصبحوا من أكبر تجار الخليج.
ديوان أسرة العثمان الذي يقع في فريج العثمان وهو مكان مجلس الأمة اليوم كان مفتوحاً للزوار وأرباب الحاجات ليل نهار.