قالت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، اليوم الإثنين: إن عدد النازحين من مدينة الموصل (شمال) وصل إلى 600 ألف نازح منذ بدء الهجوم لاستعادة المدينة من قبضة تنظيم “داعش” الإرهابي، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي بيان تلقت “الأناضول” نسخة منه، أوضح وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد الجاف، أن 133 ألفاً من هؤلاء النازحين (أكثر من 22% من إجمالي نازحي الموصل) عادوا إلى مناطقهم المحررة.
وأضاف أن “العدد المتبقي من النازحين في المخيمات يبلغ 467 ألف نازح (أكثر من 77%)؛ منهم 425 ألفاً نزحوا من الجانب الغربي للمدينة (91% من إجمالي النازحين المتبقين، وقرابة 71% من إجمالي النازحين من الموصل)، والذي لا يزال مسرحاً لمعارك عنيفة بين القوات العراقية ومسلحي “داعش”.
وأشار “الجاف” إلى أن “الوزارة من خلال إطاراتها مستمرة، وبالتنسيق مع الجهات الأمنية والجهات المساندة لها، بإجلاء ونقل العوائل من مناطق النزوح إلى مناطق الإيواء، كما تعمل في الوقت نفسه على تأمين عودة العوائل النازحة إلى مناطقهم المحررة”.
ويأتي العدد الجديد ارتفاعاً من 500 ألف نازح، أعلنت الوزارة عنهم في 15 أبريل/نيسان المنصرم.
ولا يزال “داعش” يُحكم قبضته على نحو 30% من الشطر الغربي لمدينة الموصل، والذي يشهد معارك ضارية بين القوات العراقية ومسلحي التنظيم منذ 19 شباط/فبراير الماضي.
وعندما شنت القوات العراقية الهجوم لاستعادة الموصل من قبضة “داعش” في 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، توقعت الأمم المتحدة نزوح ما يصل إلى مليون شخص من المدينة من أصل نحو مليوني شخص.
وتصاعدت حركة النزوح في الأسابيع الأخيرة؛ حيث يفضل الكثير من المدنيين الفرار من الجانب الغربي بعد مقتل المئات منهم، خلال الأسابيع الماضية، عندما انهارت منازلهم عليهم جراء السيارات الملغومة لـ”داعش”، أو القصف الجوي لطائرات التحالف الدولي.
ويسلك المدنيون دروباً محفوفة بالمخاطر داخل المدينة، وصولاً إلى المناطق الخاضعة للقوات العراقية، في جنوب غربي الموصل، تمهيداً لنقلهم إلى مخيمات النازحين المنتشرة في أطراف المدينة.
وقال عاصم السرمد، وهو قائد فريق ميداني لوزارة الهجرة والمهجرين في الجانب الغربي للموصل: إن حركة النزوح سوف تتصاعد أكثر خلال الأسابيع المقبلة.
وأوضح السرمد، في حديثه للأناضول عبر الهاتف من منطقة تقع على الطرف الجنوبي للموصل، أن من تبقى من المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة داعش غربي المدينة، ينتهزون الفرصة للفرار والوصول إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، لأنهم يعانون من الجوع وسط شح كبير في المواد الغذائية.
وأشار إلى أن بعضهم يغامرون ويفرون تحت جنح الظلام على أمل الخروج من المدينة، رغم أنهم يخاطرون بحياتهم، حيث لا يرحم “داعش” من يحاول الفرار ويعتبرونهم “مرتدين”.
ووفق أرقام الحكومة العراقية فإن أربعة ملايين عراقي نزحوا من مناطق سكناهم منذ اجتياح تنظيم “داعش” لنحو 40% من مساحة العراق في المحافظات الشمالية والغربية، في صيف 2014. وعاد منهم نحو مليوني شخص إلى منازلهم، بينما يقطن معظم من تبقى في مخيمات منتشرة في أرجاء البلاد.