استطاع المزارع فوزي غانم (70 عاماً) من قرية أماتين غرب مدينة نابلس من انتزاع حقه في أرضه بعد صراع مع المستوطنين في مستوطنة عمانويل منذ عام 1991م.
المزارع فوزي غانم لم تسعه الدنيا من الفرحة عندما أخبره المحامي بهذا القرار، وسحب الاحتلال معداته من الأرض، وأصبح بوسعه العودة إليها وزراعتها وإعمارها بعد معركة مريرة.
فرحة لا توصف
يقول المزارع فوزي غانم لـ”المجتمع”: عندما كنت أشاهد الجرافات والمستوطنين يجرفون الأرض، كنت أمرض من هذا المنظر، إلا أنني لم أستسلم أبداً لهم، وتوجهت للمحكمة العليا وإلى المحامين، فأنا من واجبي مقاومة المستوطنين وعدم الاستسلام إلى الواقع، فهذه أرضي وأرض أجدادي، وأصغر شجرة زيتون أكبر عمراً من دولة الاحتلال ومن المستوطنين، ومن حقي وأنا أمتلك كل الأوراق الثبوتية ألا أستسلم للمستوطنين الذين يحاولون سرقة حياتنا من خلال مصادرة أرضنا وطردنا منها.
قرار بالإخلاء
يقول المزارع غانم: القرار صادر من لجنة التنظيم والبناء اللوائية يتضمن وقف العمل في الأرض، باعتبارها ملكاً خاصاً ويجب استكمال إثبات الملكية من خلال إحضار كل ما يلزم، ولدي كل الأوراق الثبوتية التي تثبت حقي وحق عائلتي بهذه الأرض.
ويضيف: الأرض مساحتها 37 دونماً، حاول المستوطنون اقتطاع 12 دونماً منها لضمها إلى مستوطنة عمانويل، وأحضروا الجرافات وقاموا بعمليات التجريف وطردوني من المكان وهددوني أنا وأولادي بالقتل، وزعموا أن الأرض اشتروها من أصحابها، وتوجهت إلى المحكمة العليا لإثبات كذبهم، وصدر قرار بذلك واللجنة اللوائية أخذت بقرار المحكمة، فلا يوجد للمستوطنين أي إثبات على كذبهم وادعائهم، لذا كان القرار بوقف العمل وسحب كل المعدات من المكان، والسماح لي بالعودة لزراعتها من جديد.
عدم الاستسلام
يتحدث المزارع غانم عن طبيعة الصراع مع المستوطنين قائلاً: على كل فلسطيني عدم الاستسلام للاستيطان، فأنا أخوض معهم المعركة منذ عام 1991م، وهددوني وهددوا أولادي، حتى إن البعض نصحني بترك هذا الصراع خوفاً على أولادي وعلى نفسي، ورفضت الاستسلام لهم، فهم غرباء عن هذه الأرض ونحن أصحابها ويحاولون إظهار أن ملكيتهم للأرض جاءت عن طريق البيع والشراء، وهذا كذب في معظم الأحيان، والذي يبيع أرضه يبيع دينه وعرضه، ومرضى النفوس لا يملكون أي حق في بيع أرضهم للمستوطنين.
حوادث مؤلمة
يستذكر المزارع غانم ما جرى له من اعتداء وضرب وحرق للمزروعات وتهديد بالقتل من قبل المستوطنين.
ويضيف قائلاً: الأرض عزيزة على صاحبها، وعندما كنت أذهب إليها وأقوم بعمارتها كنت أتعرض للضرب والطرد والتهديد بالاعتقال، وقاموا بحرق 250 شجرة زيتون، وحرقوا معها قلبي، فأشجار الزيتون المحروقة والمقلوعة هي عنوان حياتي، وهم يعلمون مدى حبنا لأرضنا وما فيها من أشجار؛ لذا قام المستوطنون بحرقها عمداً في إرهاب منظم ضد شجرة مباركة في عقيدتنا.
عمانويل تحاصر المنطقة
ويقول الباحث في الاستيطان محمد زيد: مستوطنة عمانويل أقيمت في أواخر السبعينيات بالقرب من وادي قانا الشهير، وأقيمت فيها منطقة صناعية ضخمة، لترسيخ الاستيطان في المنطقة، وهي تتمدد في كافة الاتجاهات وتحاصر التجمعات السكنية وتقطع عليهم آمال التوسع في المستقبل، وفي الآونة الأخيرة تم توسيع المنطقة المحيطة بالمنطقة الصناعية باتجاه وادي قانا لزيادة مساحة المستوطنة ومرافقها على حساب أصحاب الأرض الممنوعين من استخدامها.