على الرغم من بعض التقارير التي تفيد بأن العقاقير المخفضة للكوليسترول قد تبطئ أو تمنع مرض الزهايمر، فإن دراسة جديدة لا تجد أي دليل على النظرية.
وفي حين أن بعض الدراسات الحيوانية تؤيد هذا الاحتمال، لم يثبت أن هذا ينطبق علي البشر كما يقول الباحثون.
فقد قال الباحث الرئيس د. زوي أرفانيتاكيس، أستاذ مشارك في علم الأعصاب في المركز الطبي لجامعة راش في شيكاغو: “لم نعثر على علاقة بين استخدام العقاقير المخفضة للكوليسترول وخطر الإصابة بمرض الزهايمر أو انخفاض في القدرة على التفكير”.
وقال أرفانيتاكيس: إنه بالإضافة إلى ذلك، لم يعثر في تشريح الدماغ على أي تأثير للعقاقير المخفضة للكوليسترول على السببين الرئيسين للخرف، وهما مرض الزهايمر والسكتة الدماغية.
وفي هذه الدراسة، جمع فريق أرفانيتاكيس البيانات عن 929 من رجال الدين الكاثوليك الذين شاركوا في دراسة الأوامر الدينية، التي تنظر في الشيخوخة ومرض الزهايمر. وفي بداية الدراسة، كان جميع المشاركين حوالي 75 سنة وليس لديهم أي علامات على الخرف. وقد شرحت جثثهم بعد الموت، وكانوا يتعرضوا لاختبارات لمعرفية سنوية لمدة تصل إلى 12 عاماً.
ونشرت النتائج في 16 يناير على الإنترنت في موقع “Neurology ” علم الأعصاب.
وعندما بدأت الدراسة، كان 119 شخصاً فقط يتناولون العقاقير المخفضة للكولسترول، وعلى مدى 12 عاماً من الدراسة، أصيب 191 شخصاً مرض الزهايمر كان من بينهم 16 فقط يتناولون العقاقير المخفضة للكولسترول.
وعلاوة على ذلك، فشلت عمليات تشريح الدماغ على أكثر من 250 شخصاً توفوا خلال الدراسة في العثور على أي دليل على أن تناول العقاقير المخفضة للكولسترول كان له تأثير على أمراض مرض الزهايمر أو السكتات الدماغية.
وأضاف أرفانيتاكيس أن هذه الدراسة تضيف إلى الدليل المتزايد على أن العقاقير المخفضة للكولسترول لا تقلل من خطر مرض الزهايمر.
ومع ذلك، يعتقد خبير واحد أن هذه الدراسة ليست قاطعة، والتجارب السريرية التي هي قيد التنفيذ يجب أن توفر جواباً نهائياً حول هذه المسألة، وقال وليام ثيس، نائب رئيس الشؤون الطبية والعلمية لجمعية الزهايمر: “سنرى نتائج هذه التجارب قريباً”.
وقال ثيس: “تتفق هذه النتيجة مع قدر كبير من الأعمال الأخرى التي تم القيام بها على العقاقير المخفضة للكولسترول، “معظم هذه الدراسات تظهر فائدة، ولكن هذه ليست الأولى التي تظهر أنه ليس هناك فائدة”.
و”ستيسين” هي أدوية ممتازة لخفض الكولسترول، كما قال ثيس، وأضاف: “لكن لا توجد توصية بتناول ستاتينات لمرض الزهايمر”.
ولاري سباركس، مدير مختبر روبرتس لبحوث أمراض الأعصاب في معهد بحوث الصحة في ولاية أريزونا وأحد أول من ربط الستاتين (العقاقير المخفضة للكولسترول) بالوقاية من الزهايمر، لا يعتقد أن الدراسة كانت كبيرة بما فيه الكفاية لإعطاء نتيجة نهائية.
وقد وجد سباركس في عمله، فائدة من الستاتينات (العقاقير المخفضة للكولسترول) في علاج المرضى الذين يعانون من مرض الزهايمر الخفيف إلى المعتدل، ومع ذلك، فإنه يعتقد أن تناول الستاتين يحدث فرقاً.
ويقول سباركس: “تشير الأبحاث إلى أن الستاتينات (العقاقير المخفضة للكولسترول) التي لا تدخل إلى الدماغ قد تمنع أو تبطئ تطور مرض الزهايمر”، “ومازال البحث مستمراً”.