أكدت صحيفة “ليدرز” التونسية اليوم الخميس أن العمل الخيري والإنساني قيمة مترسخة في شخصية المواطن الكويتي، مشيرة في هذا السياق إلى مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق الذي استضافته العاصمة الكويتية في فبراير الماضي، ونجح في حشد دعم دولي سيسهم في تحسين ظروف العراقيين المعيشية.
وخصصت الصحيفة الشهرية في عددها لشهر مارس الجاري أكثر من عشر صفحات لملف عن الكويت تطرقت فيه بتقارير ومقابلات عدة إلى ثلاثة محاور رئيسية بعناوين (إلى الكويت مجددا … لإعمار العراق) و(تونس -الكويت: تباشير ديناميكية جديدة) و(التونسيون في الكويت).
وقال رئيس تحرير (ليدرز) توفيق حبيب الذي زار البلاد أخيرا إن “الكويت نجحت في تحقيق تعبئة دولية ومشاركة واسعة في مؤتمر إعادة إعمار العراق”، مضيفا أن نتائج المؤتمر “فاقت كل التوقعات”.
وأشار إلى أن عقد مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق “ليس المبادرة الوحيدة التي تقوم بها دولة الكويت لفائدة العراق”، مؤكدا أن “هذا العمل ينبع من صميم قيم الكويتيين الذين جبلوا على إسداء المعونة وإبداء التضامن مع الذين يعانون من العوز.. فذلك من سمات الكويتيين”.
وشدد على أن “العمل الخيري والإنساني هو سمة مترسخة في شخصية المواطن الكويتي” موضحا أن “الأسر الكويتية تؤدي الزكاة التي تخصص لتمويل عديد من الأعمال الاجتماعية والتربوية والصحية وغيرها في شتى البلدان وفق مشاريع مضبوطة بأحكام تتعلق ببناء قاعات للتدريس ومستوصفات ومساكن ريفية ومساجد وبإسداء منح دراسية وكفالة اليتيم ومهور زواج وتقديم مبالغ مالية تتيح الشروع في إنجاز بعض المشاريع الصغيرة”.
وأوضح أن الكويت شهدت طفرة عمرانية “فقد تكاثرت الأبراج والأحياء السكنية الفخمة لكن روح البلد ظلت هي نفسها لم تتغير ولا يزال قائما عبق البيوت المشبع بمختلف أنواع العطر والبخور وكرم الضيافة وتنوع المأكولات والعادات الاجتماعية الأصيلة والكياسة وحسن الخلق… الزمن تغير لكن الكويت تبقى على الحال التي ألفناها وهي الكويت التي نحبها”.
وفي المحور الثاني بعنوان (تونس – الكويت: تباشير ديناميكية جديدة) ذكرت الصحيفة أنه تحكم العلاقات بين البلدين اتفاقات تغطي العديد من القطاعات تربو على 50 اتفاقا بما فيها تلك المتعلقة بعدم الازدواج الضريبي، مشيرا إلى أن اللجنة المشتركة بين البلدين انعقدت بعد طول انقطاع وستنعقد مجددا خلال النصف الأول من العام الجاري في إطار دورة جديدة ستتوج بالتوقيع على اتفاقات تشمل مجالات الدفاع المدني وتكنولوجيات الإعلام والاتصال ومجالات أخرى.
وأشارت إلى أن قصر الرئاسة التونسية بقرطاج شهد خلال العام الماضي زيارات مهمة قامت بها وفود رسمية كويتية وشخصيات ثقافية ورجال أعمال مؤكدة أن العلاقات بين تونس والكويت لا تقتصر على المجال الاقتصادي وحده “فهناك سعي حثيث إلى استكشاف العديد من المجالات الأخرى كالثقافة والتربية والصحة والبحث العلمي”.
وفي محور (التونسيون في الكويت) أوضحت صحيفة (ليدرز) أن عدد التونسيين المقيمين بالكويت يبلغ قرابة خمسة آلاف شخص “وهي جالية رفيعة المستوى تحظى بقدر كبير من التقدير قوامها خبراء وكوادر سامية وقضاة وأطباء واختصاصيون شبه طبيين وباحثون ومدرسون ومهندسون وممرنون رياضيون ومتخصصون في الإعلام وصحفيون بالإضافة إلى اختصاصات أخرى… وهم جميعا يتمتعون باحترام وتقدير كاملين نظرا لما عرف عنهم من خبرة ومهنية”.
وقالت إن القطاع الخاص في الكويت يستقطب القدرات والكفاءات التونسية ويستوعبها بكثرة، مشيرة إلى أن وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل والتخطيط والتنمية في الكويت هند الصبيح قامت في شهر نوفمبر الماضي بزيارة إلى تونس التقت خلالها رئيس الحكومة واجتمعت بنظرائها التونسيين.