يبدو أن بعض الزملاء “الليبرال” يعانون من وقت فراغ كبير في حياتهم، لذلك تجدهم كثيراً ما يشغلوننا بتوافه الأمور، ويشغلون الساحة الإعلامية، والسياسية أحياناً، في قضايا هامشية لا تستحق كل هذا التركيز، مثل قضية خطبة الجمعة وموضوعها عن سفور المرأة، حيث جعلوا منها قضية العام، وخلقوا مشكلة من خيالهم المريض، وسخروا كل طاقاتهم وإمكاناتهم للنيل من الشريعة الإسلامية والتطاول على الثوابت الدينية، حتى تبجح مدعي الثقافة فيهم إلى التفاخر بأنه استطاع أن يجعل الفتاة في الكويت تتجرأ على نزع الحجاب الشرعي وانتشار السفور بين النساء! بل وصل الأمر بأحد رموزهم إلى رفع شكوى ضد الحكومة لإهانتها لزوجته السافرة! كل هذه الضجة وهم يعلمون أن تحركهم وألاعيبهم لن تغير من حقيقة أن سفور المرأة محرم في الإسلام، وأن كشف المرأة شعرها ونحرها وجزءاً من ساقيها وسواعدها وغير ذلك محرم في الشريعة بإجماع علماء الأمة، بل إن علماء البلاط ومشايخ السلاطين لم يتجرّؤوا على الإفتاء بخلاف ذلك.. حتى وإن كانت المرأة السافرة على خلق وسلوك طيب في حياتها العامة والخاصة وتعاملها مع الآخرين، فإن هذا لا يغيّر من حرمة السفور.. أمّا الادعاء بأن الخطبة نعتت المرأة السافرة بالانحطاط الأخلاقي، فهذا ادعاء باطل لم يرد في الخطبة، ومن يستمع إلى شريط الخطبة بتمعن وحيادية يدرك ذلك، لكن الحرام يظل حراماً، رضي من رضي وأبى من أبى.
**********
التيار العلماني وحليفه التيار الجامي كانا يراهنان على عدم استمرار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وصمودها في وجه التحالف الصهيو – غربي المدعوم اليوم من بعض الدول العربية، وعلى قدرتها في قيادة الشعب الفلسطيني في غزة، بعد أن تآمرت عليهم الأمم وحاصروها وقطعوا عنها كل أسباب المعيشة ومارسوا على شعب القطاع سياسة التجويع؛ ظنّاً منهم بأن ذلك يساهم في تركيعهم أو تحريكهم للثورة على «حماس»! وبالأمس جاءت مسيرة العودة التي تقودها «حماس» لتوجه صفعة لهذا التحالف ولتثبت للعالم أن «حماس» ما زالت تقود الجماهير في غزة، وأن هذه الجماهير تثق ثقة مطلقة بهذه القيادة، وأن المبادئ أقوى من التجويع! فالرسائل التي نقلتها هذه المسيرة أكبر بكثير من أن يفهمها الجبناء والمتخاذلون، حقّاً إن «حماس» أحرجت أعداءها وخصومها، وكأنها تقول لهم: ابحثوا لكم عن قصة أخرى تلطمون عليها من جديد! فليس بعد الشيطنة والحصار والتجويع وسيلة يمكن استعمالها.
**********
سبحان الله.. اللهم لا شماتة..
ويستمر انكشاف وتساقط خصوم التيار الإسلامي واحداً تلو الآخر.
بالأمس، انكشف أحد الإعلاميين على حقيقته عندما حرّض إحدى الدول على الكويت، البلد الذي تربى فيها وبنى لحم أكتافه من خيرها، وغادرها إلى دولة شقيقة!
واليوم تأتي إحدى العابثات إعلامياً لتسخر من بلدها الكويت وتستهزئ بمسيرته طوال ثلاثين عاماً، وليتها قالت الحقيقة عندما قارنت بينها وبين دولة أخرى بأنها عملت تنمية في أربع سنوات ما لم تعمله الكويت في ثلاثين سنة! تقول ذلك بكل فخر وزهو، وهي تعلم أن عملة هذه الدولة تم تعويمها قبل أشهر قليلة! طبعاً لن يعاتبها أحد على ما قالت، لأن لديها جوازاً يمسح لها زلاتها، وهو تخصصها في شتم التيار الإسلامي في الكويت وتلفيق الشبهات إليه!