الفلسطينيون نكبوا بالمستوطنات التي أقيمت على أراضيهم بقرارات مصادرة من قبل سلطات الاحتلال، ولم يقف خطر هذه المستوطنات عند مصادرة الأرض، بل أصبحت هذه المستوطنات مصدر تلويث لمصادر مياههم وأراضيهم الزراعية.
الجهة الغربية لمدينة قلقيلية في شمال الضفة الغربية التي تمر منها المياه العادمة من مستوطنات إيال وسوريجال حاولت البلدية إقامة قناة إسمنتية لتفادي تسرب المياه العادمة إلى الأراضي الزراعية المجاورة لها.
المزارع عصام جعيدي الذي تمتلك عائلته عدة دونمات زراعية مع دفيئة زراعية يقول لـ”المجتمع”: هذه المياه تسبب لنا مكرهة صحية ووجود قناة إسمنتية خفف من أضرار هذه المياه القادمة من المستوطنات القريبة، إلا أن الضرر ما زال قائماً من خلال الروائح الكريهة المنبعثة من هذه القناة المكشوفة، إضافة إلى تسرب هذه المياه في فصل الشتاء مع نزول الأمطار الغزيرة؛ حيث لا تستوعب القناة المياه العادمة والأمطار الغزيرة في آن واحد؛ ما يتسبب في تراكم هذه المياه الزائدة في المناطق الزراعية وتبقى أضرارها طوال العام.
المزارع السبعيني عبدالكريم عدل الذي يمتلك أرضاً زراعية مجاورة للقناة على امتداد مئات الأمتار ويقوم بتشغيل بئر ارتوازية في المنطقة يقول: نحن نعيش بجانب نهر من المياه العادمة القادم من المستوطنات الشمالية لقلقيلية، ورغم وجود قناة إسمنتية في المنطقة فإن استمرار مرورها من المنطقة الزراعية يشكل كابوساً للشجر والبشر، فالمتضرر المزارع الفلسطيني ولو كان مستوطناً لقامت الدنيا ولم تقعد.
رئيس بلدية قلقيلية د. هاشم المصري، أكد أن البلدية قامت بتشييد هذه القناة الإسمنتية للتخفيف من الأضرار الخطيرة لهذه المياه، وتقوم البلدية باستمرار بتنظيف القناة ورش المبيدات طوال العام لمكافحة آثار هذه المياه التي ينجم عنها كارثة صحية.
وفي منطقة مشابهة للمنطقة الغربية في مدينة قلقيلية، تعاني ينابيع وادي المطوي في سلفيت من تدفق مياه كبرى مستوطنات الضفة الغربية وهي مستوطنة أريئيل التي يقطنها أكثر من 50 ألف مستوطن ووجود 4 مناطق صناعية.
رئيس بلدية سلفيت عبدالكريم زبيدي قال لـ”المجتمع”: قامت البلدية بعمل بنية تحتية في المكان للتقليل من خطر تلوث هذه الينابيع، من خلال إقامة جدران إسمنتية وتركيب مضخات، وإضافة بعض المباني، وتأهيل بعض البرك كي تخدم المزارعين الذين يعتاشون من الزراعة في المكان.
أما المختص بشؤون البيئة أشرف زهد من سلفيت قال: تأهيل ينابيع المطوي قلل من التلوث القادم من مستوطنة أريئيل بنوعيه البيولوجية والكيمائية والتقليل من نسب النيترات داخل النبع.
وأضاف أن هذه المشاريع المتواضعة من البنى التحتية تساهم بشكل بسيط في حماية مصادر المياه، فالاحتلال يلوث الينابيع على سطح الأرض ويسرق المياه الجوفية ويحرم الفلسطيني من حصته فيها ويمنحها للمستوطن الذي يستهلك المياه الفلسطينية بأضعاف كثيرة عن المواطن الفلسطيني.
يشار إلى أن الاحتلال يسيطر بشكل كامل على الثروة المائية ويستفيد المستوطنون منها، ويتم سرقتها إلى الداخل الفلسطيني كما هي الحال في محافظة قلقيلية حيث تنقل أنابيب ضخمة المياه من داخل المستوطنات القريبة إلى المدن “الإسرائيلية” المجاورة كمدينة كفارسابا المجاورة لمدينة قلقيلية.