قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان: إنهم يعتزمون إعلان 2019 عام “البروفيسور فؤاد سيزغين لتاريخ العلوم الإسلامية” في البلاد.
جاء ذلك في كلمة ألقاها، اليوم الأحد، خلال مراسم تشييع جثمان المؤرخ التركي الكبير فؤاد سيزغين، في جامع الفاتح بمدينة إسطنبول.
وأشاد أردوغان بمكانة سيزغين الذي توفي أمس، على مستوى تركيا والعالم.
وأضاف الرئيس التركي: “منذ أن تعرفت على أستاذنا فؤاد سيزغين، رأيت مدى إصراره الكبير على العلم”.
وأوضح أن سيزغين كتب مؤلفات عديدة طيلة حياته عن الإسلام والعلوم والفيزياء والفكر والطب والفلك وغيرها.
ولفت إلى استمرار الجهود والإجراءات من أجل جلب مؤلفات المؤرخ التركي من الدول الأخرى، والتي ستضفي قوة على متحفه ومكتبته بإسطنبول.
وولد فؤاد سيزغين، بولاية “بتليس” جنوب شرقي تركيا، في 24 أكتوبر 1924، وهو أحد أبرز الضالعين في التراث العربي والإسلامي، على مستوى العالم.
ويعد سيزغين، أحد طلاب المستشرق الألماني هلموت ريتر، الذي أقنعه بدراسة التاريخ الإسلامي، حيث بدأ بتعلم اللغة العربية، وحصل على الدكتوراه في 1954 بأطروحة “مصادر البخاري”.
وأصبح سيزغين، أستاذًا في جامعة إسطنبول في عام 1954، ونُشرت له رسالة الدكتوراه تحت عنوان “دراسات حول مصادر البخاري” في عام 1956.
غادر تركيا إلى ألمانيا بعد أن منعته حكومة الانقلاب العسكري عام 1960 مع 146 أكاديمياً تركياً من الاستمرار في جامعات البلاد، ليواصل دراساته في جامعة فرانكفورت.
وفي العام 1965، قدّم سيزغين، أطروحة دكتوراه ثانية عن عالم الكيمياء العربي، جابر بن حيان، وحصل على لقب البروفيسور بعد عام، وتزوج بعد فترة وجيزة المستشرقة أورسولا سيزغين.
وقبل وفاته، كان يواصل كتابة المجلد الـ18 من “تاريخ التراث العربي” الذي صدرت أولى مجلداته في عام 1967، ويعد أوسع مؤلف يتناول تاريخ البشر.
أتقن المؤرخ التركي عددا كبيرا من اللغات، من بينها السريانية والعبرية واللاتينية والعربية والألمانية، بشكل جيد جدًا.
وأنشأ في عام 2010، وقف أبحاث تاريخ العلوم الإسلامية بهدف دعم أنشطة متحف العلوم والتكنولوجيا الإسلامية في إسطنبول.
وحصل على جوائز وأوسمة دولية عديدة طيلة حياته، من مؤسسات مختلفة مثل مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ومجمع اللغة العربية بدمشق، ومجمع اللغة العربية في بغداد، وأكاديمية العلوم في تركيا.
وتوّج بالدكتوراه الفخرية من قبل جامعات عديدة، مثل “أتاتورك” في ولاية أرضروم التركية، و”سليمان ديميرال” في ولاية إسبارطة، وجامعة إسطنبول، فضلًا عن درع تكريم “Frankfurt am Main Goethe”، وميدالية الخدمة الاتحادية للدرجة الأولى بألمانيا، والجائزة الرئاسية الكبرى للثقافة والفنون بتركيا.