أعلنت شركة أمريكية متخصصة في التكنولوجيا الطبية، عن نجاحها لأول مرة، في طباعة نسيج قلب بشري قادر على استيعاب دم المريض، وذلك بالاستعانة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، في أمل جديد قد ينقذ مرضى قصور القلب.
وأوضحت شركة “Biolife4D”، التي تتخذ من مدينة شيكاغو الأمريكية مقرًا لها، أنها تهدف في هذا المجال إلى إنتاج أجهزة لجسم الإنسان تعمل بشكل كاملٍ في حال تعطل أي جهاز لديه والقيام بعملية زراعة فورية لهذا الجهاز.
وأضافت في بيان اليوم، أن تلك التقنية يمكن أن تستخدم يوما ما للمساعدة في علاج المرضى الذين يعانون من قصور حاد في القلب، من أجل استعادة انقباض عضلة القلب المفقودة، وقدرة القلب على ضخ الدم في جميع أنحاء الجسم مرة أخرى.
وعادة ما يفقد مرضى قصور القلب قدرتهم على ضخ الدم بشكل سليم، وبالتالي لا يتم إمداد أعضاء الجسم بكميات وفيرة من الدم والأكسجين، ما يؤدي إلى الشعور المستمر بالإنهاك والتعب.
وقال ستيفن موريس، الرئيس التنفيذي للشركة: إن “نسيج القلب البشري الذي تمت طباعته يتميز بأمرين أساسيين، أولهما قدرته على استيعاب خلايا دم المريض الخاصة، ومن ثم برمجتها لأجل تحويلها إلى خلايا جذعية لإبقاء القلب البشري على قيد الحياة”.
وأضاف موريس أن “الأمر الثاني يتمثل في أن هذه المرة الأولى التي يحتوي نسيج مطبوع على أنواع مختلفة من الخلايا التي يتكون منها القلب البشري”.
وأشار إلى أن “هناك محاولات سابقة لطباعة نسيج قلبي، ولكن لم يحتوي النسيج الذي تمت طباعته من قبل على أي من هذه الخلايا إلى جانب الأوعية الدموية التي تسمح للجسم بتغذية الخلايا وإزالة مخلفاتها”.
وتأمل شركة “Biolife4D” في استمرار تطوير هذه النسيج من أجل البدء بالاختبارات السريرية على البشر خلال 6 أشهر، وستستمر الشركة أيضًا بالتطوير من أجل طباعة مكونات أخرى مثل الصمامات والأوعية الدموية.
وأصبحت تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد واحدة من أهم المجالات العلمية التي تشغل بال العلماء في السنوات الأخيرة، ويسعون لتطويرها واستخدامها في العديد من المجالات الصناعية وحتى الطبية.
وباستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد بات بالإمكان حاليًا طباعة أعضاء بشرية وأجزاء من جسم الإنسان تماثل الطبيعية منها في الوظيفة، مثل الأذن المطبوعة التي تكاد تبدو حقيقية.
وتقوم فكرة الطباعة ثلاثية الأبعاد على استخدام مواد مثل البلاستيك المنصهر أو الحديد أو الراتنج السائل، أو أي معدن آخر، لإنتاج مجسمات وأشكال قابلة للاستخدام العادي، واستخدمت هذه التقنية في مجالات مثل صناعة الإكسسوارات ولعب الأطفال وبعض قطع غيار السيارات والأسلحة.
وفي المجال الطبي تمثل هذه التقنية فتحًا طبيًا جديدًا، بعد أن استخدمت في إنتاج أنسجة وأعضاء بشرية باستخدام الخلايا الجذعية.