أثارت التصريحات التي أدلى الجندي “أزاريا” الذي قتل بدم بارد الشهيد الفلسطيني عبدالفتاح الشريف في الخليل قرب المسجد الإبراهيمي عام 2016 وهو جريح -والتي تضمنت عدم ندمه وأنه إذا تكرر المشهد أمامه فسوف يكرر جريمته- الغضب في أوساط الفلسطينيين الذين اعتبروها دليلا واضحا على عقلية جنود الاحتلال في التعامل مع الفلسطيني وأن الطريقة المثلى لديهم إعدامه .
الشاب عمرو عبدالحفيظ قال للمجتمع: “نحن أمام احتلال يعتبر الدم الفلسطيني مستباحا، وأن المساءلة معدومة، وفترة السجن التي قضاها كانت رحلة استجمام؛ فتصريحاته شاهدة على نظام عنصري فاشي، ولو أن فلسطينيا تباهى بقتل يهودي لقامت الدنيا ولم تقعد، ولذا يتم قتل الفلسطيني على الحواجز بدون أية مبررات”.
أما الشاب عزام دولة من قلقيلية فقال: “قبل أيام وقع حادث سير طبيعي شرق قلقيلية أدى إلى مقتل مستوطنة، وبالرغم من أن الحادث ليس له أي دوافع أمنية إلا أن المستوطنين تصرفوا بهمجية على الطرقات، ورشقوا المركبات الفلسطينية بالحجارة، مع أن عمر السائق 63 عاماً، وهذا دليل أن الفلسطيني متهم دائما، بينما الجنود والمستوطنون في مربع البراءة من أية عقوبات .
تفاعل صفحات التواصل
صفحات التواصل اجتماعي كانت أيضا ميدانا للتعبير عن الغضب الشديد، والمطالبة بمحاكمة الجندي القاتل في محكمة دولية .
الناشط د. حكمت نزار قال: “نحن أمام جريمة مركبة؛ فالعقوبة كانت وهمية وصورية، وتصريحات الجندي جاءت للتحريض على القتل المتعمد للفلسطينيين حتى لو كانوا جرحى، وهذا الواقع المرعب الذي يعيشه الفلسطيني أثناء تنقله بين الطرقات وعلى الحواجز والمعابر -كما حدث مع أحد القضاة على معبر الكرامة، وقتله بصورة متعمدة- يؤكد أن الاحتلال ماض في إعدام الفلسطينيين دون أية قيود؛ فقد تم تحرير إصبع الزناد للجنود، وقرار القتل لا يحتاج إلى ضابط كبير”.
بدورها علقت والدة الشهيد محمد حرب الذي استشهد على حاجز زعترة عام 2016 أنها عندما سمعت بتصريحات هذا الجندي العنصري المجرم تذكرت حادثة ابنها الشاب الذي قتله الجنود بدم بارد .
أما والد الشهيدة رشا عويصي التي استشهدت برصاص جنود حاجز معبر إلياهو شرق قلقيلية فقال: “الجنود قتلوا ابنتي الشهيدة رشا على الحاجز، وهي متوجهة إلى زيارة خطيبها في الداخل الفلسطيني، وتصريحات هذا الجندي تؤكد لكل عائلات الضحايا أن عملية القتل كانت مدبرة وبشكل متعمد؛ فتصريحات الجندي خطيرة جدا وهي دعوة لإعدام الفلسطينيين على الحواجز وفي الطرقات بزعم الخطر الوهمي؛ فقد قتلوا ابنتي وهي بعيدة عنهم عدة أمتار، ولم تشكل أي خطر عليهم”.