أفاد سكان مخيم الركبان للنازحين في البادية السورية على الحدود مع الأردن جنوبي البلاد، اليوم الإثنين، أن النظام السوري يمنع منذ 10 أشهر دخول أي مستلزمات طبية إلى المخيم.
المخيم الذي يعيش فيه نحو 60 ألف شخص، يقع تحت سيطرة الجيش السوري الحر، ويعاني ظروف إنسانية صعبة للغاية، وورد ذكره مؤخرا في عدد من تقارير الأمم المتحدة، وكثر الحديث عنه خاصة في الأسابيع القليلة الماضية.
وعبر جان إيغيلاند، مستشار المبعوث الأممي إلى سورية إستيفان دي مستورا، في 25 سبتمبر الماضي، عن “قلقه العميق” بسبب عدم السماح لدخول المساعدات إلى المخيم، والوضع الإنساني فيه.
وبين الخيم العشوائية في بادية قاحلة، يحاصر النظام المخيم وسكانه الذين جاؤوا من مدن سورية مختلفة هربا من قصفه ومن إرهاب تنظيم “داعش”.
وقال سكان المخيم، لمراسل “الأناضول”: إن المساعدات الأممية كانت قبل 10 أشهر تدخل عبر الأردن، لكنهم منذ ذلك الوقت يواجهون قدرهم وحدهم.
موفق سعدون، أحد قاطني المخيم، أوضح لـ”الأناضول” أن الوضع الصحي صعب للغاية فلا يوجد منظمات أو أطباء أو أدوية، وسط ارتفاع معدل الأمراض لدى الأطفال والنساء خاصة.
أما السيدة أم محمد، فأعربت للأناضول، عن حزنها لوضع المخيم الذي تعيش فيه قائلة “الأطفال لا يفهمون سوء الوضع، لا نمتلك القدرة على إشباعهم، ولا يوجد أدوية ولا مكان نلجأ إليه، فنحن في وسط الصحراء، تعبنا كثيراً”.
وأوضحت أم محمد، أن ابنها مريض منذ أربعة أيام، لكن لا يوجد أطباء لعلاجه، مطالبة الأمم المتحدة بسماع صوتهم ومساعدتهم.
بدوره، قال رئيس البلدية في المخيم، محمد حيان: إن المنظمات التابعة للأمم المتحدة نسوا المخيم.
وأضاف أن المخيم يجب أن يطلق عليه اسم “مخيم الموت” أو “مخيم المنسيين”.
وعبر حيان، عن حيرته من “تناسي وإهمال المخيم وأوضاعه الإنسانية الصعبة التي لا يوجد لها مثيل حتى في إفريقيا”.
وأشار إلى أن المراكز الصحية تكاد تنعدم في المخيم، ولا يوجد أجهزة طبية، أو حتى أدوية مسكّنة للألم، إلى جانب غرق المخيم بالنفايات.
ولفت إلى أن “الأطفال هناك لم يتلقوا تعليمهم منذ 3 سنوات، وبعضهم يأكل من النفايات”.
وخلال اللقاءات التي أجراها مراسل “الأناضول”، خرج مجموعة من أطفال المخيم يهتفون “نحن جائعون”، ورفعوا لافتات كتب عليها “أطفال مخيم الركبان يناشدون الإنسانية” و”أطعمونا من طعامكم لنبقى على قيد الحياة” و”مخيم الركبان مخيم الأموات الأحياء”.