أغلق متظاهرون معظم الطرق الرئيسة المؤدية للعاصمة الباكستانية إسلام آباد احتجاجاً على قرار أصدرته المحكمة العليا، أمس الأربعاء، ينص على الإفراج عن مسيحية حكم عليها بالإعدام عام 2010 لإساءتها للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ونجح المتظاهرون في إغلاق طريق سريع يربط العاصمة بمدينة لاهور، وإغلاق طريق سريع آخر يربط بين بيشاور والعاصمة.
وقد أدان أنصار حزب حركة “لبيك باكستان” الإسلامي الحكم الصادر، وأغلقوا الشوارع في مدن رئيسة ورشقوا الشرطة بالحجارة في مدينة لاهور بشرق البلاد.
ودعت قيادة الحزب لقتل القضاة الذين أصدروا الحكم، وقال المتحدث إيجاز أشرفي: إن الراعي الرئيس لحركة لبيك باكستان محمد أفضل قادري أفتى بأن كبير القضاة وكل من أمروا بإطلاق سراح آسيا يستحقون القتل.
ودعا الحزب أيضاً إلى الإطاحة بحكومة رئيس الوزراء عمران خان.
واتسع نطاق الاحتجاجات بالشوارع بعد ظهر أمس مما أدى لشلل النشاط في أجزاء من إسلام آباد ولاهور ومدن أخرى، وأعادت بعض المدارس التلاميذ لمنازلهم مبكراً واصطفت طوابير طويلة أمام محطات الوقود مما يعكس خوف السكان من احتمال طول أمد الاحتجاجات.
وكانت المحكمة العليا أصدرت، صباح الأربعاء، قراراً بالإفراج عن المسيحية آسيا بيبي المدانة بالإساءة للرموز الدينية، وذلك في استجابة لطلب استئناف تقدم به محامي الدفاع عنها.
وأثناء قراءته للحكم، استشهد كبير قضاة المحكمة ثاقب ناصر بآيات قرآنية تدعو إلى التسامح، وأشار إلى أن الدين الإسلامي يدين الظلم والقمع.
يُذكر أن بيبي أم لأربعة أطفال وتنفي تهمة الإساءة للرموز الدينية، وأثارت قضيتها انقسامات حادة في البلاد خلال السنوات الماضية، وقد اغتيل سياسيان حاولا مساعدتها.
ورحب حقوقيون بقرار المحكمة، وقال عمر ورايش، نائب مدير جنوب آسيا في منظمة العفو الدولية: إنه حكم تاريخي، ظلت حياة آسيا بيبي على المحك طول السنوات الثماني المنصرمة.
يُذكر أن المسيحيين يمثلون نحو 2% من سكان البلاد.