أيادٍ متشابكة وأرجل تضرب الأرض تتمايل يميناً ويساراً على وقع أغانٍ فلكلورية، إنها رقصة “الدبكة” الشامية لفلسطينيين يحنون للعودة من الشتات إلى أرض الوطن.
إذ تجمع فلسطينيون وناشطون مصريون، اليوم السبت، بأحد النوادي النهرية على نيل العاصمة المصرية، لإحياء فعاليات “السوق الخيرية” الفلسطينية السنوية التي أقامها الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية.
الفعالية شهدها السفير الفلسطيني بالقاهرة دياب اللوح، وتوشح عدد من الحضور فيها بـ”الكوفيات” الفلسطينية المعروفة، وحمل عدد منهم العلم الفلسطيني.
وعلى مدار نحو 7 ساعات، انبعثت رائحة الزعتر وزيت الزيتون من مكان الفعالية، التي شهدت عرضًا لمنتجات ومشغولات يدوية تجسد التراث الفلسطيني.
وتخلل الحفل فقرات فنية على وقع الأغاني الملحمية لأهل قطاع غزة ورقصة “الدبكة” الفلكلورية التي تنتشر ببلاد الشام وتعتبر موروثًا فلسطينيًا ذات طابع وطني.
وعلى طاولة مربعة بإحدى زوايا المكان، عرضت شابة فلسطينية تدعى زينب مخبوزات وأعشاباً وزيوتاً من بينها الزعتر والزيتون، أقبل عليها مجموعة من الحضور للشراء.
وعلى مقربة منها، عرضت أخريات مشغولات يدوية من بينها الشال الفلسطيني، وإكسسوارات مرسوم عليها العلم الفلسطيني وعلامة النصر (الإصبعان السبابة والوسطى)، تتخللها زخارف خشبية على هيئة “مفتاح العودة”، والخريطة الفلسطينية شاملة الأراضي المحتلة حاليًا.
ويعتبر مفتاح العودة رمزاً للاجئين الفلسطينيين، للتأكيد على تمسكهم ببيوتهم التي طردوا منها عام 1948 على أيدي العصابات الصهيونية.
ووزعت ناشطات فلسطينيات على الحضور منشورات حملت رسائل تحيي صمود المرأة الفلسطينية وترفض التهجير القسري من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
عدة أهداف
وفي حديث لـ”الأناضول”، من داخل التجمع الفلسطيني، قالت آمال الأغا، نائب رئيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية: إن فعاليات يوم التراث الفلسطيني (السوق الخيرية) بالقاهرة، تحمل عدة أهداف منها إحياء مظاهر التراث في جو مليء برائحة الوطن.
وأشارت الأغا إلى أن الفعاليات تشمل أيضًا بعدًا اقتصاديًا، يتمثل في بيع منتجات اتحاد المرأة الفلسطينية كالمنسوجات والمأكولات التي تحمل دلالات التراث الفلسطيني الموجود منذ آلاف السنين.
كما يستهدف اليوم الفلسطيني، حسب الأغا، تسليط الضوء إعلاميًا على القضية الفلسطينية وتأكيد التمسك بالقدس عاصمة لفلسطين وأهمية تمكين المرأة.
وعن مبادرة السوق الخيرية الفلسطينية بالقاهرة، قال باسم الجنوبي، الباحث المصري المهتم بالشأن الثقافي وإدارة المبادرات التطوعية: إنه يوم “يأتي كنوع لإظهار الهوية الفلسطينية داخل مصر”.
وأشار الجنوبي، لـ”الأناضول”، إلى أن عدم وجود كيانات فلسطينية قوية على غرار التجمعات السورية واليمنية يجعل من السوق الخيرية الفلسطينية فرصة للمبادرين الفلسطينيين في تقديم تراثهم الوطني بشكل قوي داخل مصر.
والسوق الخيرية الفلسطينية بالقاهرة، يقيمها الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية (غير حكومي يتبع منظمة التحرير الفلسطينية)، سنويًا دون التقيد بيوم معين، وذلك منذ تدشين الاتحاد رسميًا في ستينيات القرن الماضي، حسب ما أوضحه لـ”الأناضول” مسؤول إعلامي بسفارة فلسطين بالقاهرة.