الإجابة للدكتور عجيل النشمي
الكلام في النقال أثناء الطوف
ما حكم الكلام أثناء الطواف؛ حيث رأيت شخصاً يتكلم بالهاتف أثناء طوافه، فنصحته، فقال: إن الكلام جائز، وأنا أكلم أهلي؟
– ذهب الفقهاء إلى جواز الكلام في الطواف إذا كان لحاجة، وبعضهم كرهه لغير حاجة، وقالوا: يستحب أن يدع الحديث والكلام في الطواف إلا بذكر الله تعالى، أو قراءة القرآن، أو الأمر بالمعروف، أو النهي عن المنكر، أو ما لا بد منه من الكلام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الطواف حول البيت مثل الصلاة إلا أنكم تتكلمون فيه، فمن تكلم فيه فلا يتكلمن إلا بالخير» (أخرجه الترمذي 3/284).
وبناءً عليه؛ نرى أن الكلام لغير حاجة مكروه، وإذا كان الكلام عبر جهاز نقال فهو لا ريب داخل في الكلام، وهو محادثة قد يصاحبها تبسط كبير، خاصة وإن المخاطب على الطرف الآخر لا يستشعر الموقف، ولا ما فيه من عبادة وازدحام، ولا ما يناسبه من خشوع، وفي هذه المحادثة تقليل من أهمية ومكانة هذه العبادة، فالكراهة أشد في الكلام في بيت الله وحول الكعبة عبر هذا الجهاز، وينبغي أن يمنع ذلك سداً لذريعة الاستهانة، وفقدان الشعيرة مكانتها، والتشويش على الطائفين لما يحتاجه من رفع الصوت غالباً وسط التهليل والتكبير والقراءة والدعاء.
الحج باستخدام بطاقة الائتمان
هل يجوز للمسلم أن يحج باستخدام بطاقة الائتمان، التي تعتبر من الديون المؤجلة وتستحق في العشرين من كل شهر ميلادي؟
– يجوز أن يحج ويستخدم البطاقة إذا لم يترتب عليه فوائد ربوية، ولو كان السداد متأخراً، ما دام نظام البطاقة يسمح بذلك دون فوائد ربوية، وهذا في بطاقة السحب الآلي، أما بطاقة الائتمان، فإن البنك يعتبر ما يسحب بواسطتها قرضاً ويرتب عليه فائدة، فعليك ألا تستخدمها إلا للضرورة، وينبغي أن تكون نفقة الحج من طيب الكسب لا يخالطها ما هو محرم، فإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً.
الإجابة للشيخ عبدالعزيز بن باز يرحمه الله
أدعية خاصة بمزدلفة
هل هناك أدعية خاصة يقولها الحاج في مزدلفة؟
– المشعر الحرام يدعو عنده الإنسان مثلما شرع الله الذكر، يذكر الله وهو يدعو، قال الله جل وعلا: {فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ (198)ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّه} (البقرة).
فإذا أتى المشعر يذكر الله؛ إذا أتى مزدلفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، ويجتهد في الدعاء أيضاً، ويستغفر ربه سبحانه وتعالى.
تحية المسجد الحرام بركعتين
سمعنا أن تحية المسجد الحرام هو الطواف حول البيت، ونحن نقيم عدة أيام بعد العمرة وقبل الحج، ونكثر زيارة البيت، لكن يشق علينا الطواف كلما دخلنا؛ حيث الازدحام أحياناً، فهل نكتفي بركعتين كتحية للمسجد؟
– نعم، الطواف هو تحية المسجد الحرام إذا تيسر ذلك، فإذا لم يتيسر ذلك بأن كان هناك زحام، وكان الرجل ليس عنده النشاط الكافي؛ فليصلِّ ركعتين مثل بقية المساجد، وليس هناك حاجة إلى الطواف، لكن إذا تيسر الطواف فهو أفضل، يعني كونه يطوف كلما دخل حتى يدرك فضل الطواف هذا خير كثير، ولكن إذا شق عليه ذلك، أو وجد الزحام، أو كان عنده فتور، أو لم ينشط لهذا الشيء، فما هو بواجب وليس بلازم، إنما الواجب طواف العمرة، وطواف الحج، وطواف الوداع، فقط، هذه ثلاثة:
الأول: طواف العمرة أول ما يقدم.
الثاني: طواف الحج بعد النزول من عرفات يوم العيد وبعده.
الثالث: طواف الوداع عند الخروج.
هذه الأطوفة الواجبة الثلاثة، أما بقية الأطوفة فهي مستحبة ليست بواجبة، فإذا جاء دخل المسجد يصلي الظهر أو العصر أو المغرب، إن تيسر له الطواف طاف وإلا صلى ركعتين.
الإجابة للدكتور يوسف القرضاوي
الجمع بين الحج والأعمال الدنيوية
هل يجوز الجمع بين الحج والأعمال الدنيوية، كبيع الأشياء للحجاج، أو صنع الأشياء لهم، أو خدمتهم بأجر ونحو ذلك؟
– هذا سؤال يسأله الكثيرون من مقاولي الحج، ومن يعمل معهم لخدمة الحجيج بأجر، كالسائقين وأمثالهم.
ومثلهم الأطباء والممرضون الذين يذهبون في البعثة الطبية لخدمة الحجاج، من الدول المختلفة، وكذلك يسأله أهل مكة الذين يبيعون الأشياء للحجاج؛ كالطعام والفاكهة وغيرها، والذين يصنعون لهم الخبز، ويوفرون لهم الماء، ونحو ذلك.
وهؤلاء جميعاً وأشباههم يؤدون شعيرة الحج مع أعمالهم هذه التي يتقاضون عليها أجراً، أو يكسبون من ورائها ربحاً، فهل حجهم هذا يعتبر شرعاً؟ وهل هم مثابون ومأجورون عليه؟
ومما لا شك فيه أن حج هؤلاء معتبر شرعاً، ما دام مستوفياً لأركانه وشروطه، وهم مأجورون عليه على قدر نيتهم وإخلاصهم، وحسن تعاملهم مع الحجيج، ورفقهم بهم، وتفانيهم في خدمتهم، ولكل مجتهد نصيب، وإنما لكل امرئ ما نوى، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملاً.
على أن أجر الواحد من هؤلاء لا يكون كأجر من كان متجرداً للحج وحده دون مزاحم إلا من كان له فضل خاص، فهو يثاب عليه.
الحج بغرض الراحة النفسية
هل يمكن للمسلم أن يطلب الحج بغرض الراحة النفسية، إذا كانت هناك ضغوط نفسية ومعاناة معينة (فيما إذا كان قد أدى الفريضة)؟
– لا مانع أن يذهب المسلم -أو المسلمة- إلى الحج أو العمرة، طلباً لسكينة النفس، وطمأنينة القلب، وخصوصاً إذا أصابته في حياته متاعب وآلام ضاق بها صدره، وناء بها ظهره، ولكن مع نية الامتثال لله سبحانه وتعالى، فالمفروض أن الحج هجرة في سبيل الله تعالى، والإنسان يستجيب لأمر الله تعالى، ونداء إبراهيم: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}(الحج)، فيجعل هذه ضمن المنافع.
فالمنافع ليست مقصورة على المنافع المادية أو التجارية، بل هذه تعتبر من المنافع النفسية؛ انشراح الصدر وطمأنينة القلب عندما يرى الإنسان البيت الحرام، ويرى المسلمين من كل أنحاء العالم في هذا الموسم العظيم، لكن على الإنسان أن يجعل غايته إرضاء الله سبحانه وتعالى، ثم هذه المكاسب تأتي تبعاً، مثل الذي يريد أن يتاجر في الحج، فلا مانع أن يقصد الراحة النفسية والمتعة الروحية، وليس هذا ممنوعاً، لكن هذا يكون مع قضية الامتثال لله سبحانه وتعالى، وابتغاء مرضاته، حتى يتحقق التعبد لله جل جلاله؛ أي أن الامتثال والتعبد غاية للحج، والسكينة والراحة النفسية ثمرة له، وبالله التوفيق.
الإجابة للجنة الفتوى بوزارة الأوقاف الكويتية
«الوداع» و«الإفاضة» للحائض
هل على المرأة الحائض طواف الإفاضة مع السعي، أم فقط السعي وهي تريد السفر إلى بلدها؟ وماذا عليها كذلك بالنسبة لطواف الوداع؟
– لا يجوز للمرأة أن تطوف بالبيت وهي حائض إلا إذا خافت فوات الرفقة؛ فقد أجاز لها بعض العلماء أن تعتصب وتطوف بالبيت وعليها بدنة، ويسقط طواف الوداع عن الحائض والنفساء، والله أعلم.