نفى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تصريحات بثتها قناة فرانس 24، بشأن زيارة فريق طبي صيني إلى الجزائر، والذي قالت القناة إنه ذهب إلى المستشفى العسكري لفحص جنرالات، بدلا من مساهمته في جهود شفاء مرضى فيروس كورونا، وهي تصريحات قالها محلل سياسي على النسخة الناطقة بالفرنسية من القناة.
وكان تبون خلال لقائه مع الصحافة قد أكد أن الجيش يمتلك كفاءات طبية عززت جهود السلطات الصحية المدنية في مكافحة فيروس ”كورونا“ المستجد، وأنه سيتم الاستنجاد أكثر بهذه الإمكانيات في حال ما إذا زاد الفيروس انتشارا، منتقدا ما سماه ”تحامل جهات أجنبية” على بلاده من خلال تقارير إعلامية ”بغيضة“ نشرتها منابر فرنسية، خلال الأشهر الماضية حول الوضع العام في بلاده.
{source}ويأتي كلام تبون لنفي ما جاء على لسان المحلل السياسي غيلاس فرانسيس بخصوص زيارة الوفد الطبي الصيني إلى الجزائر، والمساعدات التي قدمتها دولة الصين، مدعيا أن الفريق الصيني ذهب مباشرة إلى مستشفى عين النعجة العسكري، وأن تلك المساعدات أيضا تم تحويلها إلى هناك، وهو الكلام الذي أثار جدلا واسعا.
ونقلت وسائل إعلام جزائرية نفي السفارة الصينية بالجزائر ما جاءت به القناة الفرنسية، قائلة إن ”ما تم بثه أكاذيب حاقدة وجاهلة لعلاقتنا مع الجزائر، وإن بكين والشعب الصيني يتذكران دائما مساعدات الجزائر، وقد حان دورنا لتقديم الدعم والمساعدة للجزائر والجزائريين“.
وكانت الخارجية الجزائرية قد استدعت السفير الفرنسي في الجزائر إكزافييه دريانكورت للاحتجاج على ما بثته القناة الفرنسية المملوكة بنسبة كبيرة لوزارة الخارجية الفرنسية، بشأن استقدام وفد طبي صيني خصيصا لمواجهة وباء كورونا لعلاج أو لفحص جنرالات بدلا من علاج عموم الشعب.
واستنكرت الخارجية الجزائرية قيام القناة الحكومية ببث تصريحات خطيرة ضد الجزائر، مشددة على أن هذه القناة الفرنسية تصرّ على تشويه صورة الجزائر.
وإذا تم تناول الأمر من زاوية مهنية فإن القناة غير مسؤولة عن تصريح ضيوفها، لكن معلقين قالوا إن مسؤوليتها قائمة عندما يلتزم صحافي القناة الصمت أمام تصريح خطير أو فيه اتهام دون الإتيان بدليل، إذ إن الممارسة المهنية الصحيحة كانت تفرض على صحافي القناة الفرنسية أن يوقف الضيف ويسأله عن مصادره، وعن الجهة التي أتى منها بتلك المعلومات، وإذا لم يقدم الدليل يعقب قائلا إن ما ورد على لسانه مجرد اتهامات غير مؤسسة وإنه يتحمل مسؤوليتها.
وقال معلقون جزائريون إن القناة الفرنسية عندما تتعاطى مع الشأن الجزائري تضع معايير المهنية جانبا، أما الجهة الثانية من الحقيقة بالنسبة لآخرين فهي أن السلطات الجزائرية ما زالت تتعامل مع الشأن الإعلامي بنوع من السذاجة، وتنتظر من القنوات الأجنبية أن تتعامل مع الشأن الجزائري دائما باحترافية ومهنية، وفشلت هي في إنشاء مشروع إعلامي إقليمي يكون قادرا على الدفاع عن صورة الجزائر، أو حتى توظيفه للرد على ما تسميه هي تحامل جهات أجنبية، كما أن استدعاء السفير لن يجعل أي قناة تغير من خطها الافتتاحي.