قال محللون في دويتشه بنك: إن الركود الاقتصادي المرتبط بالفيروس التاجي “كورونا المستجد” في جميع أنحاء العالم سيكون ركوداً سيئاً جداً، وبالنسبة لبعض الدول الصناعية الكبرى في العالم، فإنه سيكون الأسوأ في المائة عام الماضية.
ففي تقرير واسع النطاق يستخدم بيانات تعود في جزء منها إلى 800 عام ماضية، وجد جيم ريد وهنري ألين أن حالات الانكماش في العديد من الحالات التي درسوها ستكون أعمق من تلك التي عانت منها تلك الدول في أعقاب الأزمة المالية العالمية منذ 12 عامًا.
وعلى الرغم من صعوبة التنبؤ في ظل عدم اليقين السائد الآن، فقد خفض دويتشه بنك، مثل الآخرين، توقعاته للنمو وسط جائحة فيروس كورونا التي أجبرت أكثر البلدان على فرض قيود غير مسبوقة على النشاط الاقتصادي.
ويتوقع البنك أن ينكمش اقتصاد فرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة بنسبة تتراوح بين 4 و9% في عام 2020، وهي أرقام لم يتم تجاوزها في معظم الحالات إلا في العقود التي تلت الحرب والكساد العظيم في الثلاثينيات، فألمانيا خرجت وقد دمر حوالي أربعة أخماس اقتصادها بعد هزيمة النازيين في الحرب العالمية الثانية، وشهدت اليابان حليفة ألمانيا النازية تقلصاً لاقتصادها لنحو النصف في عام 1945.
يقول ريد وألين: هذه أرقام لا يمكن تصورها بالنسبة للاقتصادات المتقدمة اليوم، حيث لم يتم رؤيتها منذ الحرب العالمية الثانية.
ويقولون: إن أوجه الشبه الوحيدة في العصر الحديث ستكون الدول التي دمرتها الحرب أو الأزمة العميقة، مثل ليبيا أو فنزويلا.
إن الانخفاض السنوي بنسبة 4.2% في الناتج المحلي الإجمالي الذي توقعه الاقتصاديون في دويتشه بنك للولايات المتحدة في عام 2020 سيجعل عام 2020 في المركز التاسع من حيث الحجم منذ عام 1900، وأعمق من أي معدل تم تسجيله في أي عام بعد الأزمة المالية العالمية، ويتوقع بنك دويتشه انكماشاً بنسبة 9.5% على أساس ربع سنوي للربع الثاني في الولايات المتحدة، وهذا يجعله بسهولة أكبر انكماش ربع سنوي منذ عام 1947، وهو أقرب تاريخ فيه أرقام معادلة.
بالنسبة لفرنسا وألمانيا وإيطاليا، فإن أسوأ سنوات الكساد كانت تحدث نتيجة للحرب، لكن الركود المتوقع المرتبط بالفيروس يعتبر الأعمق في وقت السلم، ويتوقع محللو دويتشه بنك انكماشاً بنسبة 5.3% في ألمانيا، وأن يكون هذا العام هو أسوأ عاشر عام منذ عام 1851، وأن الانكماش الذي بلغ نسبة 5.6% المسجل في عام 2009 يعتبر بالنسبة له انكماشاً خجولاً.
ومن المتوقع أن يصل الركود المتوقع في اليابان لنسبة 3.9% -وهو انكماش متواضع جداً مقارنة مع الاقتصادات الرئيسة الأخرى– وهو سادس أسوأ معدل في اليابان منذ عام 1871.
وتمتلك إنجلترا، التي أصبحت الآن جزءًا من المملكة المتحدة، أطول مجموعة بيانات متاحة، حيث يوفر بنك إنجلترا معدلات نمو سنوية على طول الطريق منذ القرن الثالث عشر.
وعلى الرغم من أن السنوات العشر الأسوأ كانت كلها قبل الثورة الصناعية عندما كان الاقتصاد الزراعي يعتمد بشكل أساسي على التغيرات المناخية، يقول ريد وألين: إن توقعات دويتشه بنك للانكماش المتوقع بنسبة 6.5% هذا العام ستكون ثالث أكبر انكماش منذ عام 1900، بعد ركود عامي 1919 و1921 اللذين كانا الأسوأ.
ويقول ريد وألين: لا شك أن عام 2020 سيكون عامًا استثنائيًا في كتب التاريخ.
_______________
AP