تزايدت وتنوعت خلال هذه الأيام التي نمر بها الرسائل الإعلامية الخاصة بالأمور الصحية لهذا المرض، وكيفية الوقاية منه، وضرورة البقاء بالمنزل وعدم الخروج، واتباع التعليمات، ولكنها أغفلت الوسائل التي تبث هذه الرسائل ضرورة أن تكون هناك رسائل إعلامية نفسية واجتماعية للتعامل النفسي مع هذا الحدث، وكيفية التعامل مع ما قد يترتب من هذا الحدث من مشكلات اجتماعية ونفسية، خاصة مع وجود جميع أفراد الأسرة بالمنزل وعدم الخروج، وهو ما لم يعتد عليه الكثير من الناس.
أيضاً لم تهتم هذه الوسائل بأن هناك خوفاً من الجميع بأن يتعرضوا للإصابة بهذا المرض؛ مما جعلهم دائماً في حالة الإحساس بعدم أمان وخوف.
نحتاج إلى رسائل اجتماعية ونفسية لكيفية التعامل مع هذه الأزمة، وكيفية التعامل مع المشكلات الاجتماعية التي قد تنتج من هذه الأزمة، وكيفية التعامل مع وجودنا شبه الدائم مع الأسرة في المنزل، وكيفية استغلالنا للوقت.
نحتاج أن تكون هناك رسائل إيجابية أكثر من كونها رسائل سلبية، ونحتاج إلى رسائل اجتماعية لكيفية الاستفادة من هذه الأزمة التي نمر بها، ونحن بحاجة لدراسة ماذا نرسل؟ ولم نرسل؟ وتوقيت الإرسال.
نعم.. فنحن بحاجة لإعادة النظر في الرسائل الإعلامية التي تبث من الناحية العلمية والأكاديمية، فللأسف في ظل وجود الوسائل الإعلامية والاجتماعية المنتشرة، أصبح الجميع إعلاميين يبعثون رسائل إعلامية بطريقة غير مهنية، وقد تُحدث رد فعل سلبياً أكثر من أن يكون إيجابياً.
علينا الحذر ثم الحذر من الرسائل التي نستقبلها، والرسائل التي نبعثها، وقد آن الأوان لأن تتحول رسائلنا إلى رسائل نفسية واجتماعية أكثر من كونها صحية.
__________________
(*) أستاذ الإعلام.