يعيش الأردنيون حالة من الترقب مع عودة فتح المدارس وبدء العام الدراسي الجديد مطلع سبتمبر الجاري، بعد أطول عطلة في تاريخ المملكة؛ إثر انتشار فيروس كورونا.
وسجل الأردن، حتى مساء أمس الإثنين، 2034 إصابة بفيروس كورونا، بينها 15 وفاة، و1531 حالة شفاء، حسب الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة.
مواقف متباينة صدرت عن العديد من الجهات الرسمية، بشأن شكل العام الدراسي الجديد، إلا أن وزارة التربية والتعليم حسمت الجدل، بالإعلان عن أن التعليم سيكون عبر الحضور في المدارس بشكل عام، إلا في حالات استثنائية، سيطبق فيها نظام التعليم عن بُعد.
واختلف خبراء بشأن قرار وزارة التربية والتعليم بين معارض يراه “جريمة قد تزيد من أعداد إصابات كورونا”، ومؤيد يرى أن نظام “التعليم عن بُعد” أثبت فشله، وأن الوزارة قادرة على إدارة العام الدراسي لكن بضريبة عالية.
إجراءات رسمية
والثلاثاء الماضي، قال وزير التربية والتعليم تيسير النعيمي: “إن دوام المعلمين في المدارس بدأ اليوم (آنذاك)، ودوام الطلاب في موعده (1 سبتمبر)”.
وكان الأردن قد اعتمد نظام التعليم عن بُعد للعام الدراسي المنتهي بعد أن قرر، منتصف مارس الماضي، تعليق دوام المؤسسات التعليمية، لمواجهة وباء كورونا.
وأضاف النعيمي أن “قرار العودة للمدارس وازن بين مطلبين أساسيين؛ التعليم والصحة”، لافتاً إلى أن “القاعدة العامة أن الدوام قائم لكنه سيبقى خاضعًا لتطورات الوضعِ الوبائي في المملكة”.
وأشار إلى أن “الدوام بالمناطق المفتوحة سيبقى بحسب البروتوكول الصحي كاملاً بالمدارس التي تحقق شروط التباعد الجسدي، وسيكون بالتناوب بين الأيام، بالحضور وعن بُعد، في المدارس التي لا تحقق شروط التباعد الجسدي”.
أما المناطق المغلقة بحظر شامل، بيّن أن الحضور بالمدارس سيعلق ويطبق فيها التعليم عن بُعد، إضافة لمنع طلبة البنايات المعزولة من الدوام في المدارس.
وتابع: “في حال ظهور إصابة بالمدرسة، سيعلق الدوام فيها ويطبّق التعليم عن بُعد، ويطبّق الحجر المنزلي على كل طلبة المدرسة”.
وأوضح أنه “في حال اعتماد التعليم عن بُعد كخيار، سيعتمدُ التقييم عبر المنصات، وسيتواصل تقديم المحتوى التعليمي عبر المنصات والقنوات المتلفزة في جميع الأحوال”.
ومن بين الإجراءات المتبعة في المدارس، حسب النعيمي، “تعليق بعض العمليات والخدمات المدرسية، من أنشطة رياضية وثقافية وفنية، وتقنين الاجتماعات وإغلاق المقصف المدرسي”.
ومنتصف يوليو الماضي، أعلن النعيمي أن العام الدراسي المقبل سيكون اعتيادياً في المدارس، اعتماداً على استقرار الوضع الوبائي.
الحضور جريمة
الخبير التربوي ذوقان عبيدات، اعتبر أن “إعادة الطلاب إلى المدارس، في ظل الوضع الوبائي الحالي، مغامرة وجريمة قد تزيد من أعداد الإصابات”.
وقال عبيدات: إن “وزارة التربية فكرت في الوضع القائم وضغوط الأهالي، ومن يتخذ القرارات لا يراعي إلا عوامل جزئية”.
وأضاف أن “التعليم عن بُعد هو المستقبل والخيار الأنسب”، معربًا عن اعتقاده بأن “وزارة التربية أخذت بعين الاعتبار في قرار العودة مسألة المدارس الخاصة، وتعطل 40 ألف معلم فيها عن العمل والاصطدام معهم”.
في المقابل، اعتبر الخبير التربوي في الإرشاد النفسي خليل الزيود أن “التعليم عن بُعد أثبت فشله؛ لعدم وجود نسق ثابت وملائم لتطبيقه في المملكة”.
وذكر الزيود أن “المعطيات المتعلقة بالوضع الوبائي تؤكد أن التعليم سيكون في ظرف غير طبيعي، يحتاج لإجراءات غير اعتيادية”.
وأوضح أن “الوضع الطبيعي لعودة العام الدراسي يحتاج نحو أسبوعين من الترتيبات اللازمة داخل المدارس، من تنظيم وتسليم المقررات المدرسية وغير ذلك”.
وتابع: “لذا فحديث الوزارة عن تخصيص الأسبوع الأول للمراجعة غير منطقي؛ لأن الطلاب سيعودون إلى صفوفهم بعد أطول عطلة في تاريخ المملكة”.
وشدد: “نحن أمام حالة وحدث غير اعتيادي، فالأولى أن يخصص شهر كامل من العام الدراسي القادم حتى إعادة التكييف النفسي للطلبة بعد انقطاع طويل عن مدارسهم، إضافة للأزمة الوبائية التي تمر بها المملكة”.
ورأى أن الإجراءات الحكومية المعلن عنها لآلية العودة إلى المدارس ستنجح، ولكن “ضمن ضريبة عالية”، وقال: “أعتقد أن أبناءنا أولوية في ظل الوضع الوبائي القائم”.