دخلت مريضة السرطان ياسمين حشيش في حالة نفسية سيئة، وهي تنتظر سمنذ أكثر من شهرين فتح السلطات المصرية معبر رفح البري؛ للعودة إلى زوجها وبناتها في غزة، بعد أن تقطعت بها وأمها المسنة السبل، ووصلت إلى حالة يرثى لها.
حشيش التي تبلغ من العمر 26 عاماً وتعاني من سرطان في الغدة الدرقية، واحدة من آلاف الفلسطينيين الذين ينتظرون فتح معبر رفح البري، المغلق منذ أكثر من شهرين، بعد أن نفدت كل أموالهم سواء المتواجدين في مصر، أو بقية الدول الأخرى، أو المحاصرين في قطاع غزة.
وقالت حشيش لـ”قدس برس”: وصلت في 5 نوفمبر الماضي إلى مصر، برفقة والدتي المسنة (54 عاماً) للعلاج، حيث أتمته بعد شهر، وبدأت أنتظر فتح معبر رفح، لكي أعود إلى عائلتي لكن دون جدوى.
وأضافت: خلال هذه الفترة نفدت كل الأموال التي كانت معنا وتواصلت مع زوجي، الذي اقترض 1000 دولار وأرسلها لنا، ونفدت أيضاً، وأنا أنتظر فتح المعبر للعودة إلى قطاع غزة.
وأشارت حشيش إلى أنها توجهت عدة مرات للسفارة الفلسطينية في القاهرة من أجل مساعدتها في مصاريف العلاج والمعيشة فصرفت لها 1000 جنيه مصري (60 دولاراً).
وأكدت أنها توجهت مجدداً قبل أسبوعين للسفارة الفلسطينية في القاهرة، كي تساعدها دون أن تتمكن من مقابلة أي من المسؤولين فيها، واكتفت بأخذ أوراقها دون عمل شيء لها.
وطالبت حشيش بضرورة فتح معبر رفح بأسرع وقت ممكن، مؤكدة أن كل يوم تبقى فيه في مصر يكلفها 400 جنيه من مصاريف إيجار، معيشة وعلاج، منوهة إلى أنها لا تمتلك أموال المواصلات للعودة إلى غزة التي قد تصل إلى 500 دولار، ولا تعرف قيمة غرامة التأخير التي ستفرضها السلطات المصرية عليها وأمها، نظراً لتأخرها داخل الأراضي المصرية، على الرغم من أن سبب ذلك قهري وهو إغلاق المعبر.
وقالت حشيش: أريد أن أعود إلى بيتي وزوجي وبناتي سارة، سلمى، وملك، وهذا الوضع يفاقم حالتي الصحية، حيث إن التوتر والضغط العصبي يزيد من إفراز الغدة الدرقية هرمون ينشط الخلايا السرطانية التي بدأت بالنزول على الرئتين وتتحوصل فيها.
وأضافت: “حسبي الله ونعم الوكيل على من كان سبب في هذه الحالة التي نحن فيها، معقول ينتظروا فينا نتسول بالشوارع ولا حاطين بالهم يموتونا حسرة وقهراً على اشتياقنا لصغارنا”.
من جهتها، تحدثت منسقة شبكة معبر رفح ديما خيال عن أوضاع صعبة يعيشها العالقون في مصر وبقية الدول، بعدما تقطعت بهم السبل بسبب إغلاق معبر رفح.
وقالت خيال لـ”قدس برس”: ماذا بقي حتى تشعروا بوضع العالقين بالخارج والداخل، بعدما تم رميهم في الشوارع لنفاد أموالهم دون أن تتحركوا لفتح المعبر.
وأضافت: زوجات بتن مهددات بالطلاق، وطلاب سيخسرون منحهم الدراسية وسوف يضيع مستقبلهم، ومرضى يموتون في كل دقيقة، وغيرهم من الحالات الإنسانية الصعبة، يجب الوقوف إلى جانبهم، وفتح المعبر بأسرع وقت ممكن إنقاذاً لحياتهم.
بدوره، أكد رئيس مكتب الإعلام الحكومي في غزة سلامة معروف، أن 8 آلاف شخص مسجلين لدى وزارة الداخلية، بانتظار فتح معبر رفح البري.
وقال معروف لـ”قدس برس”: هناك استعداد ومسعى فلسطيني لفتح معبر رفح منذ أسابيع؛ إدراكاً لأوضاع العالقين خارج غزة والراغبين بالخروج منها.
وأضاف: حتى اللحظة لا جديد بخصوص فتح معبر رفح من الجانب المصري.
وأما الطالبة هالة عبدالله التي جاءت في زيارة لأهلها في سبتمبر الماضي، فإنها تخشى على مستقبلها الدراسي بعد بدء الدراسة.
وأكدت عبدالله، في حديثها لـ”قدس برس”، أن الحديث عن فتح معبر رفح مرة كل أسبوعين شجعها على أن تأتي في زيارة لغزة لتطمئن على أهلها في ظل جائحة “كورونا”، إلا أنها الآن عالقة منذ 5 شهور ولا تعرف متى ممكن أن يفتح المعبر.
وقالت: قمت بالتسجيل في وزارة الداخلية في غزة للسفر، ولكنهم لم يعطوني موعداً لفتح المعبر، وأخذت رقماً تسلسلياً للسفر.
وأضافت: أخشى إذا استمر إغلاق المعبر أن أخسر دراستي، خاصة بعد موافقة الجامعة على خطة الماجستير لي، وهي لمدة محددة.
وكانت السلطات المصرية فتحت آخر مرة معبر رفح في نوفمبر الماضي لمدة 3 أيام، وتغلقه منذ ذلك الحين؛ مما تسبب في أزمة إنسانية كبيرة جراء زيادة عدد العالقين.
وأمس السبت، أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، أن السلطات المصرية قررت معبر رفح البري (جنوبي قطاع غزة)، أمام حركة المسافرين في كلا الاتجاهين، وذلك لمدة 4 أيام.
ومن المقرر فتح معبر رفح البري في الاتجاهين، من الإثنين حتى الخميس 4 فبراير القادم.
ومنذ بدء أزمة جائحة، “كورونا”، في مارس الماضي، قررت السلطات المصرية إغلاق المعبر، وفتحه استثنائياً بين الفينة والأخرى لمرور الحالات الإنسانية.