حصل موضوع فيروس نيباه (Nipah virus) على تفاعل كبير للغاية من القراء في العالم عمومًا والعالم العربي خصوصًا، مما دفع السفارة الصينية في القاهرة للتعليق، كما عدلت صحيفة الغارديان (The Guardian) البريطانية في تقريرها الذي نشرته قبل أيام وتناول الفيروس.
وكانت صحيفة الغارديان نشرت يوم 26 يناير الماضي تقريرًا للكاتبة جوليا كوليوي، تحدثت فيه عن عدم استعداد شركات الأدوية للوباء القادم، وتطرقت فيه لفيروس نيباه وفيروسات أخرى، وذكرت الصين بناء على تصريح لمديرة لمؤسسة أكسيس تو ميديسين (Access to Medicine)، الأمر الذي أطلق موجة من التفاعلات حول الفيروس من القراء عالميًا وعربيًا.
ونيباه هو فيروس حيواني المنشأ، ينتقل من الحيوانات إلى البشر، ويمكن أيضا أن ينتقل عن طريق الطعام الملوث أو مباشرة بين الناس، ويقدر معدل وفيات الإصابة به بحوالي 40% إلى 75%، وفق منظمة الصحة العالمية.
ونبدأ من الرد الصيني، حيث نفت سفارة الصين في العاصمة المصرية القاهرة أن يكون فيروس نيباه فيروسا “صينيا” مثلما تروّج له عن قصد أو من دونه بعض وسائل الإعلام، وفقا لما نقل موقع روسيا اليوم ومواقع إخبارية أخرى.
وقالت السفارة في بيان بشأن هذا الموضوع إن “ربط هذا الفيروس بالصين أمر غير صحيح لأن الفيروس موجود فى جنوب آسيا وليس الصين تحديدا”، مؤكدة عدم وجود أي دليل علمي يسند هذه الادعاءات.
الغارديان تعدّل تقريرها
وكانت الكاتبة كوليوي تحدثت في مقالها المشار إليه عن تقرير مستقل حذر من أن كبرى شركات الأدوية في العالم ليست مستعدة للوباء القادم، على الرغم من الاستجابة المتزايدة لتفشي “كوفيد-19“.
ونقلت عن جايسري كي آيير المديرة التنفيذية لمؤسسة أكسيس تو ميديسين (Access to Medicine)، ومقرها هولندا وهي منظمة غير ربحية تمولها الحكومتان البريطانية والهولندية وغيرهما، حديثها عن تفشي فيروس نيباه في الصين، مع معدل وفيات يصل إلى 75%، كخطورة جائحة كبيرة محتملة.
وقالت “فيروس نيباه مرض معد آخر ناشئ يسبّب قلقا كبيرا.. يمكن أن يهب في أي لحظة.. يمكن أن يكون الوباء التالي عدوى مقاومة للأدوية“.
ولكن في مساء الأحد 31 يناير الماضي، عدلت الغارديان في تقريرها لتحذف أي إشارة إلى الصين في تصريح جايسري كي آيير، وكتبت الغارديان “تم تعديل هذه المقالة يوم 31 يناير 2021م. ذكرت نسخة سابقة -من المقال- أن جايسري كي آيير سلطت الضوء على تفشي فيروس نيباه في الصين، مع معدل وفيات يصل إلى 75%، باعتباره خطر الوباء الكبير القادم. تحدثت آيير عن فيروس نيباه بشكل عام، وأن تفشي المرض في بلد كبير مثل الصين قد يكون كارثيًا، لا يوجد حاليا تفشٍ لنيباه في الصين“.
وهذا يعني أن فيروس نيباه حاليا ليس متفشيا في الصين.
أماكن الانتشار
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية تم التعرف على فيروس نيباه لأول مرة عام 1999م أثناء تفشي المرض بين مربي الخنازير في ماليزيا. ولم يتم الإبلاغ عن حالات تفش جديدة في ماليزيا منذ عام 1999م.
كما تم التعرف عليه في بنغلاديش عام 2001م، وحدثت فاشيات سنوية تقريبا في ذلك البلد منذ ذلك الحين. كما تم التعرف على المرض بشكل دوري شرقي الهند.
وقد تكون مناطق أخرى معرضة لخطر الإصابة، حيث تم العثور على دليل على الفيروس بالمستودعات الطبيعية لدى خفافيش من نوع بتروبس (Pteropus) والعديد من أنواع الخفافيش الأخرى بعدد من البلدان، بما في ذلك كمبوديا وغانا وإندونيسيا ومدغشقر والفلبين وتايلند.
حقائق من منظمة الصحة العالمية
وفيما يلي معلومات وفقا لصحيفة حقائق رئيسية (key facts) لمنظمة الصحة العالمية:
1– نيباه فيروس حيواني المنشأ ينتقل من الحيوانات إلى البشر، ويمكن أيضا أن ينتقل عن طريق الطعام الملوث أو مباشرة بين الناس.
2– تسبب عدوى فيروس نيباه بالبشر مجموعة من الأعراض السريرية، من العدوى عديمة الأعراض إلى عدوى الجهاز التنفسي الحادة والتهاب الدماغ القاتل.
3– يقدر معدل إماتة الحالات بحوالي 40% إلى 75%. ويمكن أن يختلف هذا المعدل حسب الفاشية اعتمادا على القدرات المحلية للمراقبة الوبائية والإدارة السريرية.
4– خفافيش الفاكهة من فصيلة “تيروباديدي (Pteropodidae) هي المضيف الطبيعي لفيروس نيباه.
5– لا يوجد علاج أو لقاح متاح للبشر أو الحيوانات لفيروس نيباه.