“نؤمن إيماناً نابعاً من عقيدتنا وقرآننا أن الوسيلة الوحيدة لتحرير فلسطين وحل مشكلتها هو الجهاد في سبيل الله ولا طريق غيره ولا حل سواه.. فاليهود أخذتهم العزة بالإثم وتغطرسوا وظنوا أن ذلتهم التاريخية التي ضربها الله عليهم ولازمتهم خلال تاريخهم كله بعد قتلهم الأنبياء ظنوا أن تلك الذلة قد فارقتهم فسعوا في الأرض فساداً.. وما الإفساد والضلال والانحلال والتخريب الفكري والحزبي والاجتماعي والسياسي وغيره الذي يمارسه اليهود في العالم وفي صنوف المسلمين خاصة إلا لتأخير ظهور هؤلاء العباد الذين ذكرهم الله: (وبعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار)” (مجلة “المجتمع” السنة الأولى، العدد الأول، 17 مارس 1970م).
منذ العدد الأول لـ”المجتمع”، ومنذ أكثر من نصف قرن، والمجلة تتبنى القضية الفلسطينية وقضية القدس بشكل خاص، وخلال نصف قرن لم تتغير قناعتنا ولم تتبدل مواقفنا ولم تهتز ثقتنا بنصر الله.. خلال نصف قرن ظهرت منظمات لتحرير فلسطين وأجنحة وجماعات ومليشيات قومية ويسارية وشيوعية تهدف لتحرير فلسطين، ولكن تبدلت قناعاتها وتغيرت أيديولوجياتها وانتقلت من خنادق القتال إلى طاولات المفاوضات لتركن لمنظومة السلام الخادعة أحادية الطرف، ونحن في “المجتمع” نتابع هذه التحولات مع قناعتنا التامة بأن الجهاد هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين وفك أسر المسجد الأقصى.
خلال نصف قرن تابعنا أحداث القضية الفلسطينية بدءاً من حرب عام 1973م إلى اتفاقيات “كامب ديفيد” إلى الانتفاضة الأولى واتفاقية “أوسلو” والانتفاضة الثانية والثالثة، وانتهاءً بالحرب الأخيرة والمسماة “سيف القدس”، وخلال هذه المراحل التاريخية والتنقلات السياسية كنا ندافع ونكافح عن الأقصى وفق رؤيتنا المستمدة من عقيدتنا الإسلامية الثابتة، ومن إيماننا المطلق بأن الجهاد هو السبيل الوحيد لتحرير الأقصى.
واليوم تزيد قناعتنا أكثر وأكثر بما تبنيناه من آراء ونحن نرى “كتائب القسام” وهي تدك المستوطنات الصهيونية في تل أبيب وأسدود وغيرهما من المستوطنات، ونرى هروب اليهود إلى الملاجئ وهرولة ساستهم إلى دول التطبيع لإيجاد الوساطات لوقف القتال.
كنا نظن أن اليوم الذي نرى فيه الصواريخ تنطلق من المناطق الفلسطينية لتدك المستوطنات بعيد، وأن رحلة الجهاد سوف تستمر لسنوات خاصة مع التخذيل العربي والإسلامي الرسمي والتسارع للتطبيع مع اليهود وظهور المتصهينين العرب، ولكن الله يراه قريباً، فحقق الله وعده ونصر عباده.. ولدينا قناعة أن الوعد الرباني سوف يتحقق، وأننا نعيش مرحلة من مراحل المعركة الفاصلة بيننا وبين اليهود.
سوف تستمر رحلتنا في مجلة “المجتمع” لدعم القضية الفلسطينية والدفاع عن المسجد الأقصى؛ انطلاقاً من واجبنا الشرعي، ويتعداه الأمر للدفاع عن جميع قضايا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.. فلقد أوقفنا أنفسنا وأقلامنا للدفاع عن قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الإسلامية الأولى “القدس”، ونسأل الله التوفيق والسداد.
_____________________________________________
نائب رئيس تحرير “المجتمع”.