دعا ملك المغرب محمد السادس الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون “للعمل سويا، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية” بين البلدين، وقال إن “الوضع الحالي لهذه العلاقات لا يرضينا، وليس في مصلحة شعبينا، وغير مقبول من طرف العديد من الدول”.
وأضاف الملك محمد السادس -في خطاب ألقاه مساء أمس السبت في الذكرى 22 لتوليه عرش المغرب- “نجدد الدعوة الصادقة لأشقائنا في الجزائر، للعمل سويا، دون شروط، من أجل بناء علاقات ثنائية، أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار”.
وقال إنه لا هو ولا الرئيس الجزائري الحالي ولا حتى الرئيس السابق (عبد العزيز بوتفليقة) مسؤولون على قرار إغلاق الحدود بين البلدين منذ 1995، معتبرا أن “الحدود المفتوحة، هي الوضع الطبيعي بين بلدين جارين، وشعبين شقيقين، لأن إغلاق الحدود يتنافى مع حق طبيعي، ومبدأ قانوني أصیل، تكرسه المواثيق الدولية”.
مسؤولية أخلاقية
وتابع “ولكننا مسؤولون سياسيا وأخلاقيا، على استمراره (قرار الإغلاق)؛ أمام الله، وأمام التاريخ، وأمام مواطنينا”. وقال إنه “ليس هناك أي منطق معقول، يمكن أن يفسر الوضع الحالي، لا سيما أن الأسباب التي كانت وراء إغلاق الحدود، أصبحت متجاوزة، ولم يعد لها اليوم أي مبرر مقبول”.
وأكد محمد السادس أن “المغرب يحرص على مواصلة جهوده الصادقة، من أجل توطيد الأمن والاستقرار في محيطه الأفريقي والأورو-متوسطي، وخاصة في جواره المغاربي”.
وتابع “أؤكد هنا لأشقائنا في الجزائر، أن الشر والمشاكل لن تأتيكم أبدا من المغرب، كما لن یأتیکم منه أي خطر أو تهديد؛ لأن ما يمسكم يمسنا، وما يصيبكم يضرنا”.
وأضاف “نعتبر أن أمن الجزائر واستقرارها، وطمأنينة شعبها، من أمن المغرب واستقراره”، وأن “ما يمس المغرب سيؤثر أيضا على الجزائر؛ لأنهما كالجسد الواحد”، لأن “المغرب والجزائر أكثر من دولتين جارتين، إنهما توأمان متكاملان”.
وعبر ملك المغرب عن أسفه “للتوترات الإعلامية والدبلوماسية، التي تعرفها العلاقات بين المغرب والجزائر، والتي تسيء لصورة البلدين، وتترك انطباعا سلبيا، لا سيما في المحافل الدولية”.
معركة كورونا
وعلى المستوى الداخلي، شكر الملك محمد السادس “كل الفاعلين في القطاع الصحي، العام والخاص والعسكري، والقوات الأمنية، والسلطات العمومية، على ما أبانوا عنه من تفان وروح المسؤولية، في مواجهة وباء كوفيد-19”.
وقال إنه بفضل “المجهود الوطني الجماعي، يسجل الاقتصاد الوطني مؤشرات إيجابية، على طريق استعادة قدراته الكاملة”. وعبر عن “اعتزازه بنجاح المغرب في معركة الحصول على اللقاح”، وكذا “بحسن سير الحملة الوطنية للتلقيح، والانخراط الواسع للمواطنين فيها”.
وأضاف أن ما سماه “السيادة الصحية عنصر أساسي في تحقيق الأمن الإستراتيجي للبلاد”، لذلك أطلق المغرب “مشروعا رائدا في مجال صناعة اللقاحات والأدوية والمواد الطبية الضرورية”.
وقال إن المغرب أطلق أيضا “خطة طموحة لإنعاش الاقتصاد، من خلال دعم المقاولات (الشركات) الصغرى والمتوسطة المتضررة، والحفاظ على مناصب الشغل، وعلى القدرة الشرائية للأسر، بتقديم مساعدات مادية مباشرة”.