قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده بدأت التحقيق في مؤشرات على صلة الإرهاب باندلاع عشرات من حرائق الغابات جنوبي البلاد، لا تزال السلطات تكافح للسيطرة على ما تبقى منها، وقد ارتفع عدد ضحايا الحرائق إلى 6 فضلا عن عشرات المصابين.
وذكر الرئيس أردوغان مساء أمس السبت، أمام حشد من المواطنين بمنطقة مرمريس بولاية موغلا التي تتواصل فيها الحرائق، أنه “في حال تثبتنا من وجود صلة للإرهاب بحرائق الغابات، وقد توصلنا إلى بعض المؤشرات، فإننا سنتابع الأمر حتى النهاية ونقوم بما يلزم“.
وأضاف الرئيس التركي “قواتنا الأمنية بمختلف أذرعها والاستخبارات تقوم بالتحقيقات بخصوص الحرائق، ومثلما يتبادر إلى أذهانكم، يتبادر أيضا إلى أذهاننا أنه ربما يكون للتنظيمات الإرهابية يد في اندلاع هذه الحرائق، وقد أعلن التنظيم الإرهابي العام الماضي أنه سيحرق غاباتنا“.
ليست مصادفة
وكان أردوغان قال أول أمس الجمعة -في تصريحات صحفية- إن موضوع الحرائق “ليس مصادفة، فقد بدأت الحرائق في وقت واحد تقريبا في أكثر من محافظة في الجنوب التركي”، مضيفا “علينا أن نقف معا في هذا اليوم ونتخذ قرارا موحدا ونخطو خطوات موحدة باتجاه واحد معا“.
وقال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو في اليوم نفسه من منطقة منافغات المنكوبة “من أشعل هذه الحرائق؟ لدينا شكوك. كل مؤسساتنا تجري تحقيقا دقيقا في هذا الموضوع، وقُبض على مشتبه بهم“.
وأوقفت السلطات 5 أشخاص في منطقة عثمانية للاشتباه بصلتهم باندلاع حرائق في هذه المنطقة، وذكرت وكالة الأنباء الخاصة “ديميرورين” (DHE) أنه يعتقد أيضا أن ولدين أشعلا النار التي اجتاحت مرمريس بطريق الخطأ.
واندلعت حرائق غابات منذ الأربعاء الماضي في ولايات عدة جنوب وجنوب غربي تركيا، ضمنها أنطاليا، وأضنة، وموغلا، ومرسين، وعثمانية، التي أعلنها الرئيس أردوغان أمس مناطق منكوبة، ووعد بتعويض المنكوبين، وقال وزير الزراعة وشؤون الغابات التركي بكر باكدميرلي إن 101 حريق اندلع في الأيام الأربعة الماضية تمت السيطرة على 91 منها.
الوفيات والإصابات
وارتفعت حصيلة ضحايا الحرائق التي اندلعت خلال الأيام الأخيرة إلى 6 وفيات وأزيد من 300 إصابة حتى مساء أمس السبت، في حين تمكنت السلطات المعنية من إطفاء معظم الحرائق.
وقالت قناة “سي إن إن ترك” (CNN Turk) إن اثنين من رجال الإطفاء قضوا أمس السبت خلال جهود السيطرة على الحرائق في منطقة منافغات في ولاية أنطاليا، وقد تم إجلاء الآلاف من منازلهم في المنطقة السياحية.
وذكر مراسل الجزيرة في منافغات بولاية أنطاليا -المعتز بالله حسن- أن كثيرا من المناطق المنكوبة في منطقة منافغات يصعب الوصول إليها عبر مركبات الدفاع المدني، بسبب طبيعتها الجبلية ومن ثم يتم اللجوء إلى الطائرات المتخصصة التي ترش الحرائق بالمياه لقرب المنطقة من البحر.
وأظهرت صور التُقطت بالأقمار الصناعية وصول الدخان المنبعث من أنطاليا ومرسين إلى جزيرة قبرص التي تبعد نحو 150 كيلومترا.
وقالت محطات إذاعية وتلفزيونية تركية إن حريقا جديدا اندلع أمس السبت في بلدة بودروم، وهي منتجع شهير ومقصد لقضاء العطلات على ساحل بحر إيجه، وتم إخلاء بعض المناطق السكنية والفنادق.
ويحاول رجال الإطفاء السيطرة على الحريق قبل أن يمتد إلى المناطق السكنية.
ويشهد الجنوب التركي عادة حرائق غابات خلال أشهر الصيف الساخنة لكن السلطات المحلية تقول إن الحرائق الأخيرة غطّت مساحات أكبر، وساعد على تأجيجها ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة وسرعة الرياح.