يفرض الاحتلال وإدارة السجون سياسة الحرمان على الأسرى الذين يقبعون خلف القضبان منذ عدة عقود، ويمارس عليهم إجراءات عنصرية تنال من حياتهم وكرامتهم وكسر معنوياتهم وصمودهم في وجه السجان، لذا فالحرمان له صور وأشكال في حياة الأسير تبدأ من أبسط الأمور وتستمر على مدار الساعة بدون شفقة أو رحمة.
فقدامى الأسرى يتحدثون عن تفاصيل حياة مؤلمة في حياة الأسر تبدأ من الحياة اليومية بكل تفاصيلها المؤلمة.
المحرر المبعد إلى قطاع غزة منصور ريان، من بلدة كراوه بني حسان في محافظة سلفيت، يتحدث بإسهاب عن سياسة الحرمان التي يعيشها الأسرى في سجون الاحتلال، وكيف أن أبطال نفق الحرية تحدثوا عن ممارسة حياة جديدة خلال ساعات الحرية التي انتزعوها من السجان خلال عملية التحرر.
حرمان من أبسط الحقوق
يقول المحرر ريان: الأسرى القدامى محرومون من أبسط الحقوق في حياتهم داخل الأسر، فعلى سبيل المثال لا يستطيع الأسير النظر إلى السماء بدون شبك وتحصينات أمنية، فهم يرون السماء في ساحة الفورة من خلال ثقوب في سطح الفورة المكوّن من الحديد والشبك المقوى، مضيفاً: كما أن الأسير يعيش حياة بعيدة عن الحنان ورؤية الأطفال، فهناك أسرى مكثوا في الأسر ثلاثة عقود ولن تلمس يده يد طفل أو يحتضنه، فهذا أمر غريب عليه، وهو متعمَّد ومقصود من قِبَل إدارة السجون العنصرية التي تطبق إجراءات قاسية على الأسرى خلال فترة سجنهم.
ويتابع ريان: حتى إن الأمر يصل إلى درجة حرمان الأسير من التمتع بأي منظر طبيعي خلاب خلال عملية نقله إلى سجن آخر، فالبوسطة عبارة عن صندوق حديدي متحرك محصن من الداخل ومقيد بزنازين ضيقة داخل هذا الصندوق، ويحاول الأسرى استراق بعض المناظر خلال عملية النقل لعلهم يصطادون مشهداً يخفف عليهم وطأة السجن وعذابه.
وعن أوضاع الزيارة، يشير ريان إلى أنها أصبحت بين حاجز زجاجي، والحديث عبر هاتف مراقَب، فلا يستطيع الأسير في الزيارة المصافحة لعائلته أو سماع صوتهم دون هاتف مراقَب، فكل شيء تم استهدافه لمنع الأسير من أي تواصل محتمل.
ويختم قائلاً: الحرمان عنصر ثابت في حياة الأسير، يتعايش معه رغماً عنه، وبذريعة شماعة الأمن المزعومة التي تتذرع بها إدارة السجون العنصرية.