أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء في حكومة الاحتلال الصهيوني يائير لبيد، أمس الأربعاء، بأن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران مطلقاً بامتلاك سلاح نووي، في ظل سعي طهران للحصول على ضمانات أقوى من واشنطن لإحياء الاتفاق النووي مع القوى العالمية.
وقال البيت الأبيض، في بيان له: شدد الرئيس على التزام الولايات المتحدة بعدم السماح لإيران مطلقاً بامتلاك سلاح نووي، خلال اتصال بحث فيه أيضاً مع لبيد التهديدات التي تشكلها إيران.
وقال مكتب لبيد، في بيانه الخاص بشأن اتصال الزعيمين: إنهما تحدثا بإسهاب عن المفاوضات بشأن إبرام اتفاق نووي، والتزامهما المشترك بمنع تقدم إيران نحو امتلاك سلاح نووي.
وأشار إلى أن الرئيسين بحثا مطولاً المفاوضات التي تجريها الدول العظمى حول الاتفاق النووي مع إيران، والجهود المختلفة التي يتم بذلها من أجل وقف سعي إيران نحو امتلاك السلاح النووي.
كما أوضح البيان أن الزعيمين بحثا آخر التطورات والأنشطة الإرهابية التي تمارسها إيران في الشرق الأوسط وخارجه.
الدفاع عن النفس
وقال في هذا الإطار: هنّأ رئيس الوزراء (لبيد) الرئيس الأمريكي على الغارات الأخيرة التي شنّتها الولايات المتحدة في سورية، موضحاً أن الرئيسين متفقان على حق “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها، بحسب البيان.
وتقود حكومة الاحتلال هجوم اللحظة الأخيرة كما يصفه البعض، في محاولة لإقناع الدول الغربية بعدم إحياء الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني (خطة العمل الشاملة المشتركة) الذي أُبرم عام 2015، وانسحبت منه الولايات المتحدة بعد 3 سنوات في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.
وقال لبيد، خلال لقاء مع الصحافة الأجنبية في القدس الأسبوع الماضي: إن على القوى الغربية أن تتوقّف عن التفاوض، لأن الصفقة ستُكسب إيران مليارات الدولارات وتزعزع استقرار الشرق الأوسط.
ومن المقرر أن يتوجّه رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) إلى واشنطن الأسبوع المقبل لمناقشة البرنامج النووي الإيراني، بعد زيارة قام بها وزير دفاع جيش الاحتلال الصهيوني بيني غانتس، ومستشار الأمن القومي، للهدف نفسه.
كما ذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن لبيد يعتزم زيارة ألمانيا يومي 11 و12 سبتمبر المقبل، من أجل مناقشة موضوع التنازلات حول قضايا أساسية تتعلق باستعادة الاتفاق النووي الإيراني.
ومن المتوقع أن يجتمع لبيد مع المستشار الألماني أولاف شولتز، ويُبلغه اعتراض “تل أبيب” على الاتفاق النووي الذي بدأ يتبلور مع إيران، وعلى استمرار محادثات أوروبا والولايات المتحدة مع طهران.
وتخشى “إسرائيل” بشكل خاص أن يسمح رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران في إطار اتفاق حول برنامجها النووي، بزيادة دعمها لحلفائها الإقليميين مثل “حزب الله” في لبنان وحركة “حماس” في غزة وعناصر مسلّحة مؤيدة للإيرانيين في سورية واليمن.
انهيار المفاوضات
وتعارض “إسرائيل” العودة إلى الاتفاق المبرم عام 2015، وقد بدت إعادة إحيائه وشيكة في مارس الماضي، لكن المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن انهارت بسبب عدة قضايا، من بينها إصرار طهران على إغلاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيقاتها في آثار اليورانيوم التي عُثر عليها في 3 مواقع غير معلنة قبل إحياء الاتفاق النووي.
يشار إلى أن كلاً من بايدن، ولبيد وقعا، في يوليو الماضي، تعهداً مشتركاً بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، في تعبير عن الوحدة بين الحليفين المنقسمين منذ فترة طويلة فيما يتعلق بالجهود الدبلوماسية مع طهران، غير أن لبيد قال، قبل أيام: إنه إذا تم إحياء الاتفاق النووي فإن “إسرائيل” لن تكون ملزمة به.