عادت قضية الإمام المغربي حسن إيكويسن -الذي قررت السلطات الفرنسية طرده من فرنسا- مجدداً للواجهة، بعد أن كشف محافظ منطقة أوت دو فرانس (شمالاً) عن هروبه خارج البلاد.
وقال المحافظ فرانس جورجي فرانسوا، خلال ندوة صحفية: إن من المحتمل أن يكون إيكويسن قد فرّ إلى إحدى الدول المجاورة بعد صدور قرار ترحيله من أعلى هيئة إدارية في فرنسا، وأغلب الظن أنه موجود على التراب البلجيكي، بحسب تعبيره.
وأضاف أنه إذا كان إيكويسن في بلد أجنبي فسيتم العمل مباشرة وفق القانون الدولي من أجل إلقاء القبض عليه ووضعه في الاعتقال الإداري بفرنسا.
ونقلت قناة “بي إف إم” الفرنسية عن “وكالة الأنباء الفرنسية” أن قرار الطرد الذي أصدرته فرنسا اعتبرته السلطات المغربية “أحادي الجانب”، حيث لم يتم التشاور معها بشأنه، وأن الرباط لم تعط موافقتها على استقباله.
وقد أثارت قضية هروب إيكويسن امتعاضاً بين أنصار اليمين المتطرف وأبرز وجوهه زعيمة التجمع الوطني مارين لوبان، التي أكدت بلهجة متهكمة أن الإسلامي الوحيد الذي طرده وزير الداخلية هو الآن غير موجود وعلّق المغرب إجراءات ترحيله، مضيفة أنه يجب على فرنسا أن تفرض احترامها مجدداً.
إهانة لفرنسا
وقال القيادي في حزب الجمهوريين النائب إريك سيوتي، عبر حسابه في “تويتر”: إن ما حدث هو إهانة جديدة لفرنسا ونظامها.
كما دعا المرشح الرئاسي السابق نيكولا دوبون أنيان إلى تعديل القوانين من أجل عدم انتظار قرار مجلس الدولة بشأن طرد الأشخاص الذي ينتهجون خطاباً معادياً لفرنسا.
يشار إلى أن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان كان قد أعلن، في 28 يوليو الماضي، عن قرار طرد الداعية الإسلامي حسن إيكويسن المغربي الجنسية والمولود في فرنسا.
وكان دارمانان أرجع، في تغريدة له على حسابه بـ”تويتر”، ترحيل هذا الداعية إلى المغرب إلى أنه يتبنى منذ أعوام خطاب كراهية ضد قيم فرنسا، يتنافى ومبادئ العلمنة والمساواة بين الرجال والنساء، بحسب زعمه.
ورداً على هذه التصريحات، وقتها، أعربت الجالية المسلمة في فرنسا عن استيائها، وأكدت أن إيكويسن يقوم بالدعوة الإرشادية ومحبوب ومتابع بين فئة الشباب.
وقالت لوسي سيمون، محامية إيكويسن: إن القضاء هو الذي سيقرر، مبينة أن الإمام لا يمثل خطراً على الأمن العام.
وفي وقت سابق الشهر الماضي، علقت محكمة باريس الإدارية قرار ترحيل الإمام المغربي.
وأكد وزير الداخلية في مقابلة نشرت في صحيفة “لوجورنال دو ديمونش” (Le Journal du Dimanche) أنه تفاجأ بالقرار.
جدير بالذكر أن الداعية إيكويسن (58 عاماً) يتمتع بشخصية جذابة ساعدته في إقناع عشرات الآلاف من الشباب بمنهجه، خاصة في العالم الافتراضي عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يتابعونه على صفحته في “فيسبوك” وقناته في “يوتيوب” (150 ألف متابع).