من جديد، أعاد الأسير خليل عواودة في انتصاره على السجان، مُذكرة تاريخ أبطال الحركة الأسيرة الذين خاضوا تجارب مماثلة نجحوا عبرها في انتزاع حريتهم بواسطة أمعائهم الخاوية.
وليس سهلًا أن يتخذ الأسير قرارًا بالإضراب عن الطعام، فهو مدرك أن الموت خيار مُرجح، لكنّ في ظل سياسة الاحتلال العنصرية، أصبح الإضراب وسيلتهم لانتزاع حقوقهم المشروعة.
وعادةً ما تهدف الإضرابات إلى تحقيق مطالب قد تكون جماعية أو فردية، أو لتحسين الأوضاع داخل السجون، وأحيانًا يكون الإضراب احتجاجًا على ممارسة معينة.
وفي وقتٍ سابق اليوم، علق الأسير خليل عواودة إضرابه عن الطعام بعد التوصل إلى اتفاق مكتوب يقضي بتحديد سقف الإداري والإفراج عنه بتاريخ 2 أكتوبر المقبل.
وأضرب الأسير عواودة (40 عامًا) من بلدة إذنا غرب الخليل، عن الطعام لمدة 172 يومًا؛ رفضاً لاعتقاله الإداري، علمًا قوات الاحتلال اعتقلته في 27 ديسمبر 2021، وحوّلَ للاعتقال الإداري دون أن توجه له لائحة اتهام.
وانضم عواودة لقائمة طويلة سبقته، تضم مئات الأسرى الإداريين الذين اختاروا معركة الأمعاء الخاوية لانتزاع حريتهم، فضّلوا سماع قرقعة أمعائهم بكرامة على الانحناء أمام السجان لتناول مجاش الطعام من طاقة الزنزانة.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على ملف الإضراب الفردي المفتوح عن الطعام للأسرى الإداريين وتُعرّج على أهم المحطات المقاتلة بالجوع لنيل الحرية بالتسلسل الزمني والتي يعتبر إحدى أيقوناتها الحالية الأسير عواودة.
سجل المضربين
برزت معركة الإضرابات الفردية بشكل جلي، بعيد خوض الأسير المحرر خضر عدنان، لإضراب طويل عن الطعام عام 2012، نجح عبرها بانتزاع حريته؛ ليطلق عليه مفجر معركة الأمعاء الخاوية.
خضر عدنان (جنين 2012):
اعتقل عدنان مرات عدة، وخاض أول إضراب في 12 يناير 2012، واستمر إضرابه 66 يومًا، وحقق مطالبه بالإفراج عنه في أبريل من العام ذاته، ولقّب بـ”مفجر معركة الأمعاء الخاوية”.
وخاض إضرابين آخرين: في عام 2015 مدة 52 يوماً، وفي عام 2018 أضرب 59 يوماً، احتجاجاً على اعتقاله الإداري، ثم في مايو 2021 اعتقل وخاض إضرابًا استمر 25 يوماً، وأفرج عنه في يونيو.
ثائر حلاحلة (الخليل) وبلال ذياب (جنين) (2012):
شرع ثائر حلاحلة، وبلال ذياب في إضرابهما يوم 28 فبراير 2012، واستمر 76 يوماً انتهت بتحديد سقف اعتقالهما.
هناء الشلبي (جنين- 2012):
خاضت هناء الشلبي عام 2012 إضرابًا مفتوحًا استمر 44 يوماً، وانتهى بموافقتها على إبعادها إلى قطاع غزة في الأول من أبريل 2012.
سامر العيساوي (القدس- 2012):
سجّل سامر العيساوي أطول إضراب فردي عن الطعام في السجون “الإسرائيلية”، استمر 265 يوماً.
ونفذ الأسير إضرابه بين أغسطس 2012 وأبريل 2013، احتجاجًا على اعتقاله الإداري (من دون محاكمة)، فأفرج عنه، لكن أعيد اعتقاله وأعيد له الحكم الذي كان يقضيه قبل الإفراج عنه في صفقة وفاء الأحرار عام 2011.
أيمن الشراونة (الخليل- 2012):
يعدّ الأسير المبعد إلى غزة أيمن شراونة صاحب ثاني أطول إضراب بعد الأسير سامر العيساوي، فقد بلغت أيام إضرابه 261 يومًا.
وبدأ الشراونة إضرابه عن الطعام في الأول من أغسطس 2012، احتجاجًا على إعادة اعتقاله في يناير 2012 بعد تحرُّره في صفقة وفاء الأحرار.
وفي 17 مارس 2013 أُبعد إلى قطاع غزة بعد التوصُّل إلى صفقة مع السلطات “الإسرائيلية”.
أيمن حمدان (الخليل- 2012):
اعتقل أيمن حمدان في 22 أغسطس 2012 وحُوّل إلى الاعتقال الإداري، فشرع في 28 أبريل 2013 في إضراب مفتوح استمر 130 يوماً، وانتهى في الرابع من سبتمبر بتحديد موعد الإفراج عنه.
عادل حريبات (الخليل- 2013):
في 25 مايو 2013 شرع عادل حريبات في إضراب عن الطعام استمر 129 يوماً، وانتهى في الرابع من سبتمبر من العام نفسه مقابل عدم تجديد اعتقاله الإداري.
أيمن أطبيش (الخليل- 2013 و2014):
اعتقل أيمن اطبيش مرات عدة، أبرزها في التاسع من مايو 2013 إذ حُوّل إلى الاعتقال الإداري، وفي 23 من الشهر نفسه قرر الإضراب المفتوح عن الطعام واستمر 104 أيام، وانتهى بتحديد سقف اعتقاله.
وفي 28 فبراير 2014 خاض إضراباً آخر استمر 123 يوماً، وانتهى باتفاق يحدد سقفاً زمنياً لاعتقاله.
أكرم الفسيسي (الخليل- 2014):
في 1 أبريل 2014 حددت المحكمة “الإسرائيلية” العليا تاريخاً للإفراج عن الأسير الإداري أكرم الفسيسي من الخليل، وذلك استجابة لمطلبه بعد إضراب استمر 70 يوماً.
محمد القيق (الخليل- 2015 و2017):
في عام 2015 خاض الصحفي محمد القيق إضرابًا ضد اعتقاله الإداري استمر 94 يومًا، وانتهى في 26 فبراير 2016 بعد اتفاق بالإفراج عنه في 21 مايو 2016، والسماح لعائلته بزيارته.
وفي العاشر من مارس 2017 علّق القيق إضراباً آخر استمر 32 يوماً، إثر اتفاق يقضي بالإفراج عنه في منتصف أبريل من العام نفسه.
بلال كايد (2016):
في 24 أغسطس 2016، علّق الأسير بلال كايد إضراباً استمر 71 يومًا، وذلك بعد التوصّل إلى اتفاق يقضي بتحديد فترة الاعتقال الإداري.
وبدأ كايد إضرابه المفتوح يوم 15 يونيو 2016 احتجاجًا على قرار اعتقال إداري لمدة 6 أشهر في يوم الإفراج عنه من حكم استمر 14 عامًا ونصف العام.
محمد علان (نابلس- 2014 و2017):
اعتقل محمد علان في 6 نوفمبر 2014م وفي منتصف يونيو 2015 شرع في الإضراب رفضاً لاعتقاله الإداري، واستمر الإضراب 65 يوماً، وانتهى بتحديد سقف اعتقاله.
وفي 8 يونيو 2017، اعتقلت قوات الاحتلال محمد علان مجدداً وحوّلته إلى الاعتقال الإداري، وفور اعتقاله شرع في إضراب عن الطعام استمر حتى 11 يوليو (43 يوماً).
أحمد غنام (الخليل- 2019):
في 23 أكتوبر 2019، وفي يومه الثاني بعد المائة، علّق الأسير أحمد غنام من مدينة دورا في جنوب الخليل إضرابه المفتوح عن الطعام بعد تحديد مدة اعتقال.
ماهر الأخرس (جنين- 2020):
في 27 يوليو 2020 خاض الأسير ماهر الأخرس إضرابًا استمر 103 أيام رفضًا لاعتقاله الإداري، وانتهى باتفاق مع إدارة سجنه بالإفراج عنه في 26 من الشهر نفسه.
كايد الفسفوس (الخليل- 2020):
اعتقل كايد الفسفوس في يوليو 2020، وبعد تحويله إلى الاعتقال الإداري خاض إضراباً استمر 131 يوماً، وانتهى باتفاق ينهي اعتقاله الإداري، وأفرج عنه في الخامس من ديسمبر 2021.
الغضنفر أبو عطوان (2021):
اعتقال الغضنفر أبو عطوان في أكتوبر 2020، وفي الثامن من يوليو 2021 تحققت له الحرية بعد إضراب استمر 65 يوماً، رفضا لاعتقاله الإداري.
هشام أبو هواش (الخليل- 2022):
في الرابع من يناير 2022 علّق الأسير هشام أبو هواش إضراباً مفتوحاً عن الطعام استمرّ 141 يوماً رفضًا لاعتقاله الإداري.
وتوصل أبو هواش إلى اتفاق يقضي بالإفراج عنه في 26 فبراير من العام نفسه.
