أثار توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الجمعة، وثيقة ضم 4 مناطق أوكرانية إلى بلاده ردود فعل عدد من قادة العالم.
وبعد دقائق من توقيع وثيقة الضم، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تقديم بلاده طلباً للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) بموجب إجراءات معجلة.
وقال زيلينسكي، في منشور على “تيليجرام”: في الواقع، لقد شققنا طريقنا بالفعل إلى حلف الناتو، وأثبتنا توافقنا مع معايير الحلف.
وأضاف أن هذا الأمر أصبح حقيقة بالنسبة إلى أوكرانيا في ساحة المعركة وفي جميع جوانب تعاوننا مع الحلف.
وتابع الرئيس الأوكراني: نثق ببعضنا، ونساعد ونحمي بعضنا، هذا هو التحالف.
وزاد: بطريقة عاجلة، نتخذ خطواتنا الحاسمة من خلال توقيع طلب أوكرانيا للحصول على العضوية المعجلة في “الناتو”.
إدانة تركية
وأعربت وزارة الخارجية التركية عن رفضها قرار روسيا ضم 4 مناطق أوكرانية.
وقالت “الخارجية”، في بيان، أمس الجمعة: لا يمكننا قبول هذا القرار الذي يعد انتهاكاً خطيراً لمبادئ القانون الدولي الراسخة.
وأشار البيان إلى أن تركيا لم تعترف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم في استفتاء غير شرعي أجرته في عام 2014م، وشددت في كل مناسبة على دعمها القوي لسلامة أراضي أوكرانيا واستقلالها وسيادتها.
وأردف البيان: تماشياً مع هذا الموقف الذي اتخذناه في عام 2014، نرفض قرار روسيا بضم مناطق دونيتسك، ولوهانسك، وخيرسون، وزاباروجيا الأوكرانية.
وشددت “الخارجية” بالقول: لا يمكننا قبول هذا القرار الذي يعد انتهاكاً خطيراً لمبادئ القانون الدولي الراسخة، ونجدد دعمنا لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية التي اتخذت أبعاداً أكثر خطورة، على أساس السلام العادل الذي يمكن التوصل إليه من خلال المفاوضات.
عقوبات جديدة
وفي تعليقه على القرار الروسي، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال خطاب ألقاه في البيت الأبيض: إن بلاده وحلفاءها لن يخافوا من بوتين وتهديداته.
وأوضح أن الروس سيواصلون المسيرة، إلا أننا سنواصل أيضاً توفير المعدات العسكرية حتى تتمكن أوكرانيا من الدفاع عن نفسها وعن أراضيها.
وأكد الرئيس الأمريكي أنه لا يمكن لبوتين الاستيلاء على أراضي جيرانه، والإفلات من العقاب.
كما فرضت الإدارة الأمريكية، أمس الجمعة، عقوبات على مئات الأفراد والمؤسسات الروسية، بينهم رئيسة البنك المركزي، على خلفية ضم موسكو مناطق أوكرانية.
وذكر بايدن، في بيان، أن الولايات المتحدة تدين اليوم محاولة روسيا الاحتيالية لضم أراضي أوكرانيا ذات السيادة.
وشدد على أن روسيا، عبر قرار الضم الأخير، انتهكت بشكل صارخ القانون الدولي، وداست على ميثاق الأمم المتحدة.
وأكد أن الأعمال الروسية غير قانونية، وأن الولايات المتحدة ستواصل احترام وحدة أراضي أوكرانيا، ومساعدة هذا البلد.
وأوضح أن الولايات المتحدة فرضت مع شركائها وحلفائها عقوبات جديدة ضد روسيا رداً على الضم الزائف للمناطق الأوكرانية.
ولفت إلى أن العقوبات تستهدف الأفراد والمؤسسات داخل روسيا أو خارجها ممن يقدمون الدعم السياسي أو الاقتصادي للجهود المبذولة لتغيير وضع الأراضي الأوكرانية بشكل غير قانوني.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحفي مشترك في واشنطن مع نظيرته الكندية ميلاني جولي: إن الولايات المتحدة لن تعترف أبداً بأي من مزاعم الكرملين بالسيادة على أجزاء من أوكرانيا التي استولت عليها بالقوة، وتزعم الآن اندماجها في روسيا.
وأضاف أن هذه المناطق أوكرانية وستظل كذلك، وأوكرانيا لها كل الحق في الدفاع عن شعبها واستعادة أراضيها التي استولت عليها روسيا.
وفي السياق، استدعت المملكة المتحدة السفير الروسي في لندن أندريه كيلين، للاحتجاج على قرار موسكو ضم 4 مناطق أوكرانية، وفرضت عقوبات جديدة عليها.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، في تغريدة: إنه استدعى السفير الروسي في لندن؛ للاحتجاج على قرار الضم غير القانوني.
وجاء، في التغريدة: استدعيت السفير الروسي أندري كيلين للاحتجاج بأشد العبارات على إعلان (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين الضم غير القانوني لأراض أوكرانية ذات سيادة.
وأوضح مكتب الخارجية البريطانية لشؤون الكومنولث والتنمية، في بيان، أن لندن فرضت عقوبات جديدة على موسكو تشمل منع روسيا من إمكانية الوصول إلى الخدمات الغربية الرئيسة التي تعتمد عليها، بما في ذلك استشارات تكنولوجيا المعلومات، والخدمات المعمارية والهندسية، وخدمات الاستشارات القانونية لأنشطة تجارية معينة.
وتشمل العقوبات أيضاً حظر المملكة المتحدة تصدير نحو 700 سلعة ضرورية للقدرات الصناعية والتكنولوجية لروسيا، حسب البيان.
الأمن العالمي في خطر
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتبرغ: إن الحلف لن يعترف أبداً بضم روسيا مناطق أوكرانية.
وأكد، في مؤتمر صحفي بمقر الحلف بالعاصمة البلجيكية بروكسل، أن ضم روسيا 4 مناطق أوكرانية غير قانوني، واصفاً ذلك بأكبر محاولة ضم قسري شهدتها أرض أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
من جانبه، رفض الاتحاد الأوروبي بشدة ضم روسيا غير القانوني لـ4 مناطق أوكرانية.
وقالت الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي، في بيان مشترك: إن روسيا تعرّض الأمن العالمي للخطر.
وجاء في البيان أن التكتل لن يعترف بالاستفتاءات غير القانونية التي دبرتها روسيا ذريعة لهذا الانتهاك الإضافي لاستقلال أوكرانيا وسيادتها ووحدة أراضيها، ولا بعملية الضم غير القانوني لتلك المناطق.
وشدد على أن القرم ودونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا هي مناطق أوكرانية.
وأضاف أن هذه القرارات باطلة وملغاة، ولا يمكن أن ينتج عنها أي أثر قانوني على الإطلاق.
وأعلنت مجموعة الدول الصناعية السبع، أنها لن تعترف أبداً بعمليات الضم المزعومة التي نفذتها روسيا تجاه أراض أوكرانية.
وقالت المجموعة، في بيان، ندين بالإجماع، وبشدة الحرب العدوانية لروسيا والانتهاك المستمر لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها واستقلالها.
وأضاف البيان أن دول مجموعة السبع لن تعترف أبداً بضم روسيا مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا الأوكرانية.
وفي وقت سابق الجمعة، وقع الرئيس بوتين وثيقة ضم مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا الأوكرانية (شرقاً)، وسط رفض وتنديد غربي واسع.
وسيطرت روسيا على المناطق الأربع بعد هجوم عسكري أطلقه جيشها في فبراير الماضي، تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعده الأخيرة تدخلا في سيادتها.