نظم قطاع الدعوة والتثقيف الشرعي بجمعية الإصلاح الاجتماعي، للعام الثاني على التوالي، ملتقى “عزز يقينك- الثاني”، تحت رعاية رئيس مجلس إدارة جمعية الإصلاح الاجتماعي د. خالد المذكور، الذي أكد أن هذا الملتقى يأتي إسهامًا من الجمعية -باعتبارها مؤسسة مجتمع مدني- في القيام بدورها المنوط في التوعية والإرشاد وخلق وعي مجتمعي حول الكثير من القضايا الشائكة.
من جانبه، أكد د. علي السند، أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية التربية الأساسية بالتطبيقي، في أولى محاضرات الملتقى “قواعد الحوار والمناظرة”، أن هذه الملتقيات ضرورية جدًا لمجتمعاتنا التي تعاني من زعزعة اليقين.
وأضاف: ديننا الإسلامي يعزز في عقلية المسلم فكرة الحوار والمناظرة والمناقشة، ويجب على المسلمين عامة والشباب خاصة أن يتعلموا قواعد وآداب وأخلاقيات ومنهجيات الحوار، حتى تكون حواراتنا اليومية منتجة ومثمرة، ولها مردودها الإيجابي على المجتمع.
بدوره، أشاد د. عيسى زكي، عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية الأساسية في التطبيقي، بالملتقى، مبينًا أهميته في تعزيز قضية اليقين، التي هي قيمة حامية لكل القيم الدينية، وتحمي من كل الشبهات والمفاهيم الخاطئة، ومن كل ما يضعف الدين في قلوب المسلمين.
وأوضح في محاضرته التي جاءت تحت عنوان “تساؤلات شرعية حول الحجاب” أن الأمور اليقينية في الدين كثيرة جدًا، وهي تمثل أساس الدين، وعلينا أن نحصن أنفسنا ضد موجات التشكيك التي تجتاح مجتمعاتنا الإسلامية، ثم استعرض جانبًا من الشبهات المثارة حول قضية الحجاب، مفندًا إياها ومبينًا زيفها بالحجة والدليل والبرهان.
وفي المحاضرة الثالثة من الملتقى “فقه الحرية”، بيّن د. عجيل النشمي، أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت وعميدها الأسبق، أن الحرية في الفقه الإسلامي هي الأصل في تصرفات العبد، ولا عبرة لأي تصرف قائم على الإكراه، مؤكدًا أن الحرية لا تنافي الدين، بل إن الإسلام عزز الحرية عند المسلم، وربط بينها وبين الإنسانية، ثم عرّف الحرية وبيّن أقسامها، وقارن بين مفهومها الغربي والإسلامي، وأوضح كيف جاءت الحرية قولًا وفعلًا وسلوكًا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم الصحابة من بعده.
وأضاف أن الإسلام وضع ضوابط وقيودًا للحرية، حتى لا يتحول الأمر إلى فوضى، يثيرها الهوى والشهوة، محذرًا من الانجرار خلف دعاوى الشذوذ الفكري والجنسي بدعوى الحرية، كما حذر مما تبثه الفضائيات غير المسؤولة، وأثر ذلك على زعزعة اليقين وإضعافه في قلوب المسلمين.
وصرح د. حمد المزروعي، رئيس قطاع الدعوة والتثقيف الشرعي بجمعية الإصلاح، أن الملتقى كان على يومين، واستضاف عددًا من العلماء المتخصصين للحديث حول عدد من القضايا المهمة، إسهامًا في الجهود المبذولة لحماية المجتمع والشباب خاصة من الانحراف الفكري وموجات التشكيك في دين الإسلام.
متقدمًا بالشكر الجزيل لضيوف الملتقى والحضور الكريم، ومبينًا أن هذا الملتقى إن شاء الله ستتبعه ملتقيات أخرى فكرية ودعوية، في إطار المسؤولية المجتمعية المشتركة نحو وطننا، وواجبنا الشرعي نحو ديننا.