الشخص السام هو أي شخص يضيف بسلوكياته السلبية نوعاً من المشكلات والإزعاج لحياة الآخرين، والأشخاص السامون غالباً ما يعانون من ضغوط وصدمات وأزمات يسقطونها على الآخرين، فيتصرفون بطرق تقدمهم للآخرين في أسوأ صورة؛ صورة عادة ما تزعج الآخرين على طول الخط.
الكثيرون منا، في حياتنا وأعمالنا، تعرض في فترة ما لشخصية سامة أو أصابه غبارها، فظاهرة الشخصيات السامة قد تغرقنا أحياناً بسمومها، والعجيب أن هؤلاء ينجذبون للأشخاص العقلاء العمليين الذين ليس لديهم فائض من الوقت الذي يضيعونه مع هذه الشخصيات الصعبة، وإرضاء هؤلاء صعب لأنهم ملتفون حول ذواتهم، لا يسمعون إلا أنفسهم، ولا يرون إلا من منظورهم الخاص؛ وهو غالباً منظور ضيق ومنغلق، ولذلك لا مجال لإرضائهم مهما فعلت.
تكمن براعتهم في قدرتهم على إثارة رد الفعل النموذجي الذي يريدونه، الشيء الذي يمكن أن يجعلك تتساءل: «هل كان تفاعلي مبالغاً فيه؟»، و«هل لديَّ حساسية مفرطة؟»، و«هل لديَّ ميل إلى سوء التفسير؟».
على أي حال، القدرة على اكتشاف سلوكهم الضار هي الخطوة الأولى لتقليل ضررهم، فقد لا نكون قادرين على تغيير ما يفعلونه، ولكن يمكننا تغيير ما نفعله نحن، وأي فكرة عن أن شخصًا ما في حياتك قد يكون لديه القدرة على الإفلات من العقاب.
هناك الكثير من الأشياء التي يقوم بها الأشخاص السامون للتلاعب بالناس وتحويل المواقف لصالحهم، وهذه بعض سلوكياتهم التي يمكن أن تساعدك على معرفتهم ومن ثم تجنب الوقوع تحت تأثيرهم:
1- محيِّرون ومن الصعب فهم نمط شخصيتهم:
تراهم يوماً في غاية اللطف، وفي اليوم التالي تسأل نفسك: ماذا فعلت لإزعاجهم؟! وغالباً لا تجد شيئاً واضحاً يفسر تغيير موقفهم! ترى أن الشخصية قد تحولت فجأة لشخصية شائكة أو حزينة أو باردة أو غريبة الأطوار، وعندما تسأل عما إذا كان هناك شيء خاطئ، تكون الإجابة: لا شيء، لكنها تمنحك ما يكفي لإعلامك بوجود شيء ما، وما يكفي هذا قد يكون تنهيدة عالية، وحاجباً مقطباً، وكتفاً بارداً، عندما يحدث هذا، قد تجد نفسك تختلق الأعذار لهم أو تفعل كل ما في وسعك لإسعادهم، فماذا تعمل لهم؟
توقف عن محاولة إرضائهم، الشخصيات السامة تعلم أن الأشخاص المحترمين سيبذلون جهودًا غير عادية لإبقائهم سعداء، محاولات إرضائهم لن تنجح، فطلباتهم لا سقف لها، ابتعد عنهم وربما تعود، وعد عندما يتغير المزاج، أنت لست مسؤولاً عن مشاعر أي شخص آخر.
2- محتالون متلاعبون:
الأشخاص السامون لديهم طريقة لإشعارك بأنك مدين لهم بشيء ما، كما أن لديهم أيضًا طرقاً تمكنهم من إيذائك، ثم إشعارك بأنهم يفعلون كل ذلك من أجلك، ينتشر هذا بشكل خاص في الأماكن أو الشراكات التي فيها ديناميكية القوة غير دقيقة؛ «لقد تركت تلك الستة أشهر من التسجيل من أجلك، اعتقدت أنك ستقدر التجربة والفرصة للتعرف على طريقة التعامل مع الملفات، أو لديَّ حفل عشاء، لماذا لا تقدم أنت هذا العشاء بهذا المبلغ الضئيل (10 دولارات) لأنها فرصة لإظهار مهاراتك؟».
هذا محض احتيال، فأنت لست مدينًا لأحد بأي شيء، إذا لم تر تقديم ذلك كخدمة له، فلا تستجب له.
3- لا يسيطرون على مشاعرهم بل ويتنصلون منها:
لا يمتلكون مشاعرهم الخاصة، سيئون يتصرفون تصرفات خاطئة ويحاسبونك أنت عليها وكأنك أنت الذي فعلتها، وهذا ما يسمى «الإسقاط» في عرض مشاعرهم وأفكارهم عليك، ترى الواحد منهم متضايقاً بشكل واضح، ويسألك: لماذا تشعر بالضيق؟ أو: هل أنت بخير؟ وربما يكون أكثر تحديدًا فيقول: لماذا أنت غاضب مني؟ أو يقول لك: لقد كنت سيئ المزاج طوال اليوم!
نظرًا لأن الأمر لا يتعلق بك وحدك، ستجد نفسك تبحث عن تبريرات لنفسك طوال الوقت، وسيدخلك هذا في دوائر لا تنتهي، كن واضحًا بشأن ما هو حقك وما هو حقه، لست مضطراً للدفاع عن نفسك ضد التهم التي لا أساس لها أو استفسارات لا مبرر لها، تذكر أنه لا يتعين عليك شرح أو تبرير أو الدفاع عن نفسك أو التعامل مع أي اتهام خاطئ.
4- يحاولون وضعك أمام خيارات صعبة:
سيضعونك دائماً في مواقف يتعين عليك فيها الاختيار بينهم وبين شيء آخر، وستشعر دائمًا أنك ملزم باختيارهم، سينتظر الشخص السام حتى يحدث شيء ما غالباً غير مناسب لك ثم يقول: إذا كنت تهتم بي حقًا، فستتخلى عن تمرينك وتقضي بعض الوقت معي.. تكمن الصعوبة في أنه لن يكون هناك ما يكفي من الوقت والجهد.
اعلم أن القليل من الأشياء هي التي تكون قاتلة؛ ويكون الخيار فيها بين الحياة والموت.
5- لا يعتذرون أبداً عن أفعالهم:
لا فائدة من الجدال معهم؛ لأنهم سوف يكذبون قبل أن يعتذروا؛ سيشوهون القصة، ويغيرون الأحداث، ويعيدون سردها بشكل مقنع لدرجة أنهم سيصدقون هراءهم.
لا ينبغي لكل من أخطأ أن يعتذر، ولست بحاجة إلى اعتذار للمضي قدمًا، فقط تقدم بدونهم، لا تتنازل عن حقيقتك ولا تستمر في الجدل الذي لا طائل من ورائه، لا تكن مثل بعض الناس الذين يفضلون أن يكونوا على حق أكثر من أن يكونوا سعداء، لديك أشياء أفضل للقيام بها بدلاً من توفير العلف لهؤلاء يقاتلون طواحين الهواء.
6- لا يشاركونك في أفراحك أبداً:
سيجدون الأسباب التي تجعل أخبارك السارة ليست سارة، إذا حصلت على ترقية سيقولون: المال الذي تتقاضاه لا يناسب كمية العمل التي ستؤديها، لو خرجت في عطلة على الشاطئ.. حسنًا، سيكون الجو حارًا جدًا، هل أنت متأكد أنك تريد الذهاب؟
لا تدعهم يثبطونك أو يقلصونك إلى حجمهم، لست بحاجة إلى موافقتهم على أي حال، أو موافقة أي شخص آخر في شؤونك الخاصة.
7- يحاولون تجاهلك فلا تبتئس:
إن اتصلت بهم سيتركون المحادثة غير مكتملة ثم يختفون، لن يلتقطوا هواتفهم، لن يردوا على الرسائل النصية أو رسائل البريد الإلكتروني، وعندما تتصفح رسائل البريد الصوتي الخاصة بهم، قد تجد نفسك تكرر المحادثة أو الجدل مرارًا وتكرارًا في رأسك، وتتساءل عن العلاقة؟ وماذا فعلت لإزعاجهم؟ هل ماتوا، أم ما زالوا على قيد الحياة؟
الأشخاص الذين يهتمون لأمرك لن يسمحوا بأن تظل قلقاً دون مساعدتك، هذا لا يعني أنهم سيحلون مشكلاتك بالطبع، لكن على الأقل سيحاولون، اعتبرها علامة جيدة واستثمرها.
8- يستخدمون كلمات غير سامة بنبرة مسمومة:
على الرغم من أن المحتوى قد يبدو غير ضار بدرجة كافية، فإن النغمة تقول الكثير، فالذي تشير إليه ضمنًا بسؤال مثل: ماذا فعلت اليوم؟ يعتمد على كيفية قولها، فقد تعني: لذا أراهن أنك لم تفعل شيئًا.. كالعادة، إلى: أنا متأكد من أن يومك كان أفضل من يومي.. لا تلتفت ولا تبتئس.
9- يقحمون تفاصيل لا صلة ولا لزوم لها إلى المحادثة:
يطرح الأشخاص السامون تفاصيل غير مهمة من خلافات مضت عندما تحاول حل مشكلة حيوية بالنسبة لك، المشكلة في هذا هو أنه بدلاً من معالجة الوضع الحالي، ستجد نفسك تتجادل حول شيء فعلته منذ ستة أشهر، وما زلت تدافع عن نفسك، يبدو الأمر دائمًا وكأنه ينتهي إلى شيء ما فعلته لهم.
10- لا يتعرضون لأفكارك بقدر ما ينتقدون نبرة صوتك وإيماءاتك وطريقتك في الكلام:
عندما تحاول توضيح شيء ما أو حل تعارض ما، يحولون المحاورة أو الجدال بسرعة من الشيء الذي كان مهمًا بالنسبة لك إلى جدال حول الطريقة التي تحدثت بها عن ذلك، بغض النظر عما إذا كانت هناك مشكلة في نهجك أم لا، لتجد نفسك تدافع عن نبرة صوتك أو لغة جسدك أو اختيارك للكلمات أو حتى كيف يتحرك بطنك وأنت تتنفس.
يفعلون هذا من أجل أن تضيع وتتلاشى الموضوعات الأساسية في كومة من المحادثات غير المكتملة التي تتزايد باستمرار.
11- يبالغون في انتقادك:
«أنت دائماً».. «لن تكون أبداً».. من الصعب الدفاع عن نفسك ضد هذا النوع من التلاعب، فالشخصيات السامة تمتلك طريقة في تحويل المرة الواحدة التي فعلتها أو لم تفعلها كدليل على فيضان أوجه القصور لديك، لا تقبل مثل هذا الجدل، فلن تفوز فيه، ولست بحاجة إلى ذلك.
12- مغرمون بإصدار أحكام نهائية:
كلنا نخطئ أحياناً، ولكن الشخصيات السامة لا تمل من تكرار ما ارتكبت من خطأ أو ما وقعت فيه من زلات، يحكمون عليك وينتقدون ثقتك بنفسك رغم أنك ارتكبت خطأ! لا شك أنه يُسمح لنا جميعًا بارتكاب خطأ ما بين الحين والآخر، ولكنهم لا يغفرون أبداً.
معرفة الأشياء المفضلة للشخصيات السامة تؤدي إلى زيادة حدة «الرادار» لديك، مما يسهل اكتشاف عمليات التلاعب التي يمارسونها ويسهل تسميتها، والأهم من ذلك؛ إذا كنت تعرف العلامات المميزة للشخص السام، فستكون لديك فرصة أفضل لكبح جماح نفسك قبل أن تربطها بعقد مركبة في محاولة لإرضائهم، إنهم لا ولن يرضوا.
الناس لا يمكن أن يشعروا بالسعادة على الدوام، وبعض الأشخاص سيميلون إليك والبعض الآخر لن يميل؛ غالبًا لأسباب لا تتعلق بك، يمكنك دائمًا رفض السلوك الجنوني غير الضروري، كن واثقًا من نفسك وتقبل عيوبك وغرابة الأطوار لديك والصفات التي تجعلك فريدًا، لست بحاجة إلى أحد، ولكن ضع في اعتبارك أنه إذا حاول شخص ما التأثير عليك، فقد تكون له مصلحة عندك، لا يتعين عليك توفيرها، ولكن إذا قمت بذلك، فلا تجعلها مرتفعة التكلفة.
____________________
المصدر: «heysigmund».