المطوع: مجلس الوزراء لا يريد تحجيم العمل الخيري.. ومستعدون للتعاون[1]
رحب عبد الله العلي المطوع، رئيس مجلسي إدارة جمعية الإصلاح الاجتماعي ومجلة «المجتمع»، بقرار مجلس الوزراء بتشكيل لجنة وزارية لمتابعة العمل الخيري بأنه سمة أصيلة وأزلية لتاريخ الكويت وتراثه، مؤكداً في حديث لمجلة «المجتمع» أن مجلس الوزراء لا يرمي أبداً إلى تحجيم العمل الخيري، بل يريد التنظيم، وأن هذا محل اهتمام وترحيب إذا ما كان القصد من ذلك هو دعم العمل الخيري واتساع رقعته.
وشرح المطوع في حديثه مآثر العمل الخيري، مطالباً المشككين فيه بقوله: «كفوا إيذاءكم، فقافلة الخير مستمرة»، وداعياً الجميع إلى زيارات ميدانية للاطلاع على أنشطة جمعيات النفع العام الخيرية، لمشاهدة الأنشطة الكبيرة، وآملاً أن تضع الوزارة تصوراً كاملاً وواضحاً حول التعاون المطلوب، على أن ينطلق من رؤى شرعية، وأسس إسلامية.
< ما تعليقكم على قرار مجلس الوزراء الأخير بتنظيم العمل الخيري؟
– لقد شكلت لجنة من مجلس الوزراء للاتصال بالجمعيات والتفاهم حول تنظيم العمل الخيري ودعمه، باعتبار أن العمل الخيري الكويتي هو الواجهة المشرقة للكويت؛ لما تقوم به من أنشطة خيرية جبارة من بناء للمساجد، والمدارس والمعاهد، والمستشفيات، ودور الأيتام، ومساعدة المنكوبين من أهل الكوارث في شتى بقاع الأرض، وهذا الصنيع الطيب توارثه الأبناء عن الآباء، وسيتوارثه الأحفاد إن شاء الله، وستظل حلقة الخير مستمرة.
< يردد البعض أن هناك محاولة لتحجيم العمل الخيري داخل الكويت، ما رأيكم؟
– أقولها صراحة: لا أعتقد أن مجلس الوزراء يريد تحجيم العمل الخيري؛ لأن عمل الخير لا يمكن أن يُحجم، ولا يمكن للكويت كقُطر عربي مسلم أن يسعى إلى ذلك لا على المستوى الشعبي، ولا على المستوى الرسمي، بل بالعكس، فقد حفظ الله الكويت وتحررت بفضل الله عز وجل، ثم بالأعمال الطيبة لأهل الخير في الكويت، فالجمعيات الخيرية مستعدة للتعاون ما دام القصد من التعاون هو التنظيم لا التحجيم، وبانطلاقة جديدة وفق منظور شرعي وأسس شرعية ليعم خير الكويت أرجاء العالم وأصقاع الأرض كلها.
< تحدثتم في غير موضع عن مراسلات للوزارة بهذا الشأن، هل لنا أن نعرف طبيعة هذه المراسلات؟
– منذ القرار الأول لمجلس الوزراء، اتصلنا بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وأبدينا الاستعداد للتعاون معها بما يدفع العمل الخيري إلى الأمام وإلى تحقيق مقاصد العمل الخيري، وأن يتعاون الجميع بما يرضي الله سبحانه وتعالى من أجل إيصال خير أهل الكويت إلى مستحقيه.
< كيف ستكون استعداداتكم للتعاون مع الوزارة في المستقبل؟
– أي تعاون مع الوزارة من منظور دعم العمل الخيري وتوسيع رقعته سيكون إيجابياً من أجل التنظيم المنشود، ووفق الرؤى الشرعية والالتزام بوصايا أهل الخير.
< تعالت بعض الأصوات التي باتت تشكك بالعمل الخيري وتحاول التحريض ضده، ما تعليقكم؟
– أقول: إن أي مشكك في العمل الخيري هو إنسان إما أن يكون مغرضاً أو مدفوعاً، أو أن يكون إنساناً يفتقر إلى المعلومات حول ما تقوم به الجمعيات الخيرية، وأما الشخص الذي يفتقر للمعلومات فندعوه لزيارة ميدانية ليطلع على الجهود الكبيرة والجبارة لأعمال أهل الكويت التي شملت أصقاع الأرض، التي حقيقة تعجز دول عن إقامة مثل هذه المشاريع الكبيرة المباركة، وإننا على يقين بأن ما تقوم به الجمعيات الخيرية من بناء مدارس ومعاهد كبيرة تستوعب الألوف، ومصحات ومستشفيات سيدفع الجميع إلى الافتخار بإنجازات أهل الكويت، فنحن في الكويت نرعى 50 ألف حالة من خلال 45 لجنة زكاة، ولعل هذه اللجان تسد هذا الكم الهائل من العوز والفقر، وعلينا ألا ننسى الدور الكبير خارج الكويت، فهناك 8 آلاف مسجد و9 آلاف بئر، وكفالة 30 ألف يتيم، وتدريس نصف مليون طالب، سيجعل المتابع شاكراً لجهود هذه اللجان وأنشطتها، نقول: هذا غيض من فيض، وإحصاءات اللجان الرسمية خير دليل على سعة العمل الخيري وقوته في شتى أصقاع الأرض، وهذا كله بدعم وتوفيق من الله سبحانه وتعالى لأهل الخير الأفاضل، الذين منحوا اللجان الخيرية الثقة في عملها ونشاطها الكبير، أما المشككون في العمل الخيري والذين يتربصون به الدوائر فهم إما مدفوعون أن بتحريض أجنبي لا يريد للإسلام والمسلمين الخير، أو أنهم عاجزون عن المساهمة في الخير.. إن هناك بلا شك قوى أجنبية وداخلية لا تحب الخير، خاصة إذا كان صادراً من التوجهات الإسلامية، ولا نملك إلا أن ندعو لهم بالهداية ونقول لهم: كفوا إيذاءكم فقافلة الخير مستمرة إن شاء الله، فالله يرعاها.
< فضيلتكم رمز خيري بارز ومتمرسون في العمل الخيري، أبناؤكم في العمل الخيري يودون أن يسمعوا منكم كلمة؟
– أقول للإخوة الأفاضل العاملين في العمل الخيري: اثبتوا واصبروا ولا تأخذكم في الله لومة لائم، وإن طريق الجنة محفوف بالمكاره، مصداقاً لقول الرسول |: «حُفت الجنة بالمكاره، وحُفت النار بالشهوات»، واصلوا عملكم واثبتوا ولا تختلفوا ولا تلتفتوا لأقوال المغرضين، وإن العاقبة للمتقين.
[1] العدد (1367)، عام 1999م، ص12.