المولد و النشأة
رجل من رجالات الكويت الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية النهضة الشاملة بوطنهم ورفع شأنه وعزته ومجده، ولا عجب في ذلك حيث إننا بصدد الحديث عن أحد الرواد الأوائل الذين حملوا راية النهضة العمرانية والاقتصادية في دولة الكويت.
والسيد خالد يوسف المرزوق من مواليد الكويت عام 1931م، أي أنه من أبناء جيل النهضة المخضرمين، الذين أدركوا عصر النهضة الحديثة بالكويت، وهم في العشرينيات من أعمارهم، فكُتبت عليهم المسؤولية منذ بداية شبابهم فكانوا أهلاً لها.
نبذة عن تعليمه
تلقى تعليمه الأولي في المدرسة الأحمدية ومن بعدها بالمدرسة الشرقية، ولكن نظراً للظروف الاقتصادية بالكويت في تلك الحقبة لم يستكمل تعليمه المدرسي بعد ذلك، فانتقل إلى المدرسة التجارية الأكبر: مدرسة الحياة، حيث فُتحت أبواب التجارة على مصراعيها، وجذبت إليها كل شباب الكويت الطموحين الآملين في مستقبل مشرق بإذن الله تعالى الذي منّ على أهل هذه البلد الطيب بنعمة النفط.
وقد كان السيد خالد يوسف المرزوق من الذين تأثروا بتلك الظروف وبدأ حياته العملية وهو لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره.
حياته العملية
بدأ السيد خالد يوسف المرزوق حياته العملية في وقت لا يزال فيه كثير من أقرانه من نفس عمره يلعبون ويلهون، ولكنه آثر العمل على اللعب رغم كونه في ريعان الصبا، وفضل الكفاح على اللهو المباح، وكان يعلم بأن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
بعد أن فتح الله عليه في مجال التجارة قام مع نفرٍ من رجالات عصره بتأسيس “البنك التجاري الكويتي” عام 1963 وتولى منصب نائب الرئيس، بعد ذلك قام بتأسيس “شركة عقارات الكويت”، كشركة قطاع خاص، ليرأس مجلس إدارتها، وذلك عام 1972م، وحتى أكتوبر 1992م.
وبعد ذلك قام مع أقرانه بتأسيس “البنك العقاري الكويتي”، وتولى منصب رئيس مجلس إدارته في عام 1973م.
كما كان له دور بارز في تأسيس عدة شركات عقارية واستثمارية لها دورها وإنجازاتها البارزة، ومنها:
1- شركة لآلئ الكويت العقارية (شركة مساهمة كويتية مقفلة)، وقد أسسها السيد خالد المرزوق للقيام بمشروعات المدن البحرية وهي مشاريع عملاقة، وقد أسس هذه الشركة عام 1991م، أي في عام التحرير من الغزو العراقي الآثم على الكويت؛ الأمر الذي يدل على الطاقة الكامنة لديه في الحركة الاقتصادية، والعقارية بالتحديد.
2- شركة مشاريع الكويت للتعمير والعقارات ( شركة مساهمة كويتية مقفلة). وهي شركة متخصصة بتنفيذ المشاريع العقارية المتوسطة الحجم.
3- شركة اللؤلؤة الاستثمارية (شركة مساهمة كويتية مقفلة).
4- شركة اللؤلؤة العقارية (شركة مساهمة كويتية – مقفلة).
5- شركة المجموعة المالية الكويتية (شركة مساهمة كويتية – مقفلة). وهي شركة متخصصة بإدارة المحافظ المالية في أسواق البورصات العالمية خارج الكويت وكذلك في سوق الكويت للأوراق المالية.
6- شركة خالد يوسف المرزوق وشركاه (شركة ذات مسؤولية محدودة).
7- شركة سوق السالمية العقارية (شركة مساهمة كويتية مقفلة). وقد تأسست عام 1997م وهي مملوكة للسيد خالد يوسف المرزوق بالمشاركة مع مساهمين آخرين.
اهتماماته وملامح شخصيته
يعتبر السيد خالد يوسف المرزوق عقلية تجارية اقتصادية سياسية متميزة؛ حيث تميز ببعد البصيرة وقوة الشخصية وكان في تلك الملامح يكمن سر النجاح الذي حققه في حياته.
ومما يبرهن على ذلك أنه قام بتنويع أوجه نشاطه التجاري، والتي كان يغلب عليها الطابع العقاري؛ نظراً لاهتمامه الشديد بالإعمار والتشييد، وقد كان للسيد خالد المرزوق اتجاه سياسي اجتماعي واضح جداً، وبرز ذلك في إنشاء “دار الكويت للصحافة” (الأنباء)، التي تتولى إصدار صحيفة “الأنباء” اليومية، وهي غنية عن التعريف.
وإنما يدل ذلك على بُعد البصيرة عند الدخول في مجال الصحافة من رجل أعمال متخصص في الإعمار. وقد وفقه الله تعالى ومنّ عليه بأن تصبح جريدته واحدة من أبرز الصحف اليومية بالكويت.
وبالإضافة إلى ذلك فإن تجارة السيد خالد المرزوق تنوعت وشملت مناطق كثيرة، وتعدت حدود الوطن لتصل إلى كثير من البلاد العربية، ومنها جمهورية مصر العربية، حيث أسس فيها “شركة نوف مصر للاستثمار”، وقد تأسست بغرض إدارة استثمارات السيد خالد يوسف المرزوق في جمهورية مصر العربية الشقيقة.
وغني عن البيان الدور الاقتصادي الجيد والأثر الاجتماعي الفعال لتشغيل رؤوس الأموال الكويتية في مثل هذه الدولة العربية.
مساهماته وأعماله الخيرية
للسيد خالد المرزوق مساهمات طيبة جداً في مجال العمل الخيري بوجه عام حيث يتولى بنفسه أحياناً القيام بهذه الأعمال الخيرية من كفالة الأيتام ورعاية الأسر الفقيرة وإفطار الصائمين ومساعدة المحتاجين.
وليس غريباً على بيت المرزوق مثل هذه الأعمال الخيرية. وكفى دليلاً في هذا المجال أن نذكر مشاركة السيد خالد المرزوق مع إخوانه وأخواته في إنشاء مركز يوسف المرزوق ولولوة النصار (والده ووالدته) للطب الإسلامي، الذي افتتح تحت رعاية سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح في يوم 21/2/1987م.
وهذا المركز بلغت تكلفته أكثر من سبعة ملايين ونصف المليون دينار كويتي، ويتكون من ثلاثة أدوار بمساحة بناء تقارب ستة آلاف ومائة متر مربع، بالإضافة إلى مسجد يتكون من ثلاثة أدوار ويتسع لألف وخمسمائة مُصَّلٍ.
مساهمته في دعم الخدمات الصحية :
مركز الطب الإسلامي
- المتبرع : خالد يوسف المرزوق وإخوانه
- قيمة التبرع: 7.700.000 د.ك (سبعة ملايين وسبعمائة ألف دينار)
- يتكون المركز من: مسجد تم بناؤه على الطراز الإسلامي ومركز طبي مكون من دور أرضي ودور أول ينقسم إلى جانبين أحدهما للرجال والآخر للنساء.
- موقع المشروع: يقع ضمن منطقة الصباح الطبية التخصصية.
- تم افتتاح المركز ويقدم الخدمات العلاجية منذ 21/2/1987.
بدأ العمل رسمياً في إنشائه عام 1983 وانتهى عام 1987م، ليكون أحد الإنجازات البارزة للكويت في مجالي العمل الإسلامي والصحي. ويعد مركز الطب الإسلامي الذي تكلف أكثر من سبعة ملايين ونصف المليون دينار حتى الآن خطوة جادة على طريق إعادة بعث التراث الطبي الإسلامي الزاخر وتجسيداً فعالاً للرؤية الشاملة للإسلام الذي اهتم بالإنسان والمجتمع روحاً وجسداً وفكراً.
ويهدف المركز إلى إحياء التراث الطبي الإسلامي، ويعد تخليداً لما حققه السلف الصالح من علماء الطب المسلمين ومواصلة جهودهم الجليلة في إرساء أسس النهضة الطبية في العالم وتقديم كافة الخدمات الطبية لرعايا دولة الكويت بالإضافة إلى أن يكون مقراً دائماً للمنظمة العالمية للعلوم الإسلامية.
يتكون المبنى من ثلاثة أدوار بمساحة بناء تقارب ستة آلاف ومائة متر مربع، ومسجد يتكون من ثلاثة أدوار يتسع لألف وخمسمائة مصلٍّ بمساحة ألفين وستمائة متر مربع، وتصل بين الاثنين ممرات ذات طابع إسلامي مغطاة بالكامل، فيما استخدم الرخام المنقوش بالنقوش الإسلامية للأرضيات بمساحة ثلاثة آلاف وستمائة وخمسين متراً مربعاً.
وبذلك يكون المبنى مؤلفاً من أربعة أجزاء:
الأول للمركز الطبي بأقسامه المختلفة، والثاني للمسجد وملحقاته، والثالث للممرات المغطاة والحدائق الداخلية، والرابع مواقف السيارات والحدائق الخارجية.
ويحتوي الجزء الأول والخاص بالمركز الطبي وإدارة المنظمة الإسلامية على طابقين أساسيين، أرضي وأول، بالإضافة إلى سرداب مخصص لجميع الخدمات اللازمة للمركز، في الوقت الذي يحتوي فيه الجناح العلاجي على غرف علاج وصيدلية ومكتب اجتماعات واستراحة أطباء وغرف ملفات ومكتب رئاسة تمريض.
وتبلغ مساحة المكتبة 453.25 متر مربع، وهناك صالات للأجنحة والمداخل وقاعة للمؤتمرات بمساحة 2143 متراً مربعا، فيما تتسع القاعة الكبيرة لحوالي 400 شخص، أثثت بالكامل من قبل المتبرع بجميع أجهزة الاتصالات والسمع اللازمة للحضور.
وهناك غرفة للسينما وأماكن للصحافة والتلفزيون والترجمة، ومكتب لوزير الصحة الرئيس الأعلى للمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية. ويعد المبنى صرحاً إسلامياً ومعمارياً مشرفاً يليق بمكانة الكويت ودورها الحضاري، ويعكس مدى وفاء وعطاء أبناء الكويت.
وقد قامت الدولة بالمساهمة في تهيئة مواقف السيارات والحدائق الخارجية كما قامت وزارة الصحة بتزويد المركز بالأثاث الطبي اللازم والإشراف على المركز أثناء قيامه بدوره في خدمة الكويت.
وتستخدم وزارة الصحة المركز لتقديم الخدمات العلاجية للمترددين عليه، وهي تتكفل بتقديم العديد من المساعدات له وأهمها طاقم العمل من أطباء وفنيين وإداريين وغيرهم. والهدف من إنتاج الدواء داخل معامل مختبرات المركز، هو ضمان خلوها من المواد الكحولية ومن المواد الأخرى المحرمة شرعا بل هو من المواد الحافظة أيضاً.
ويقوم المركز حالياً بصرف الأدوية اللازمة للأمراض التي يعالجها، وهي الحساسية الأنفية والربو والصداع النصفي والسكري والجيوب الأنفية والتهاب المجاري البولية والبهاق وقرحة الإثنا عشر والقرحة المعوية، وهي أدوية مستخلصة بالكامل من النباتات الطبية، سواء كانت على شكل أقراص أو كبسولات أو أدوية سائلة، ويقدر عددها حالياً بحوالي 30 نوعاً.
إعادة ترميم المركز والمسجد بعد التحرير
إن حساسية موقع المسجد والمركز جعلهما – مع بالغ الأسى والأسف – مرمى لكثير من القذائف الصاروخية التي حارب بها الغزاة أبطال المقاومة في معسكر المباركية (الجيوان G1) ، صبيحة يوم الاحتلال وما بعده، لدرجة أنه إذا ما تسلل أحد أبطال المقاومة الكويتية إلى خارج المعسكر، لاحقته القذائف الخفيفة والثقيلة غير عابئة بما تصيب، حتى أحدثت أضراراً بالغة في جسم المسجد والمركز على السواء. الأمر الذي تطلب من المحسن خالد اليوسف المرزوق المباشرة في أعمال الترميم، التي بلغت قرابة النصف مليون دينار كويتي فور التحرير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: كتاب «محسنون من بلدي» للدكتور عبدالمحسن الخرافي.