أكدت هيئة علماء فلسطين أن اقتحام الصهاينة للمسجد الأقصى في أعيادهم وغيرها، وممارستهم لطقوسهم المحرفة من نفخ في البوق والصلوات التلمودية؛ يعد انتهاكاً عظيماً لحرمة المسجد الأقصى، وعدواناً على الإسلام والمسلمين.
واعتبرت الهيئة، في فتوى لها، أن هذه الاعتداءات الصهيونية مقدمة لتهويد المسجد الأقصى وهدمه وبناء هيكلهم المزعوم مكانه، وإيذان بزعم الصهاينة بانتهاء المرحلة الإسلامية للمسجد الأقصى، وبدء المرحلة اليهودية فيه.
وقالت الفتوى: يجب على المسلمين في كل مكان وجوباً عينياً ردّ هذا العدوان سواء أكان ذلك بشكل مباشر لمن كان قادراً على ذلك، أو كان بشكل غير مباشر عن طريق إعانة القادرين ومساعدتهم واستخدام جميع الوسائل في سبيل ذلك.
وأشارت إلى أن المسجد الأقصى مسجد لله سبحانه وتعالى، قدّسه وبارك فيه وحَوْله وجعله مسجداً إسلامياً خالصاً للمسلمين، لا حق فيه لغيرهم ولا سيادة عليه إلا لهم، ولا يقبل القسمة الزمانية ولا المكانية ولا شراكة فيه لأي ملة أو دين غير الإسلام.
وشددت على أنه من الواجب العيني على كل عالم من علماء الإسلام ودعاته في كل مكان أن يبينوا للأمة أن المعركة على المسجد الأقصى وبيت المقدس معركة مركزية رئيسة، لا يُقبل فيها الحياد، ولا يجوز للعالم أن يسكت وهو يرى عدوان اليهود على المسجد الأقصى.
وأوضحت أن الرباط في المسجد الأقصى واجب كفائي على المسلمين أجمعين، مشيرة إلى أن الناس ينقسمون فيه إلى قسمين؛ قسم هم من أهل فلسطين الذين لديهم القدرة على الوصول إلى المسجد الأقصى ولو بمشقة شديدة؛ فهؤلاء يجب عليهم أن يحققوا الكفاية من المرابطين في المسجد الأقصى طيلة أيام العام، والقسم الثاني هم بقية المسلمين؛ فهؤلاء الواجب عليهم إعانة القادرين من أهل فلسطين وإمدادهم بما يحتاجونه، وإذا لم تتحقق الكفاية، فإن الإثم يعم كل مكلف من المسلمين في كل مكان.
وأكدت وجوب النفير إلى المسجد الأقصى على كل قادر من أهل القدس ومناطق الـ48 والضفة الغربية رجالاً ونساءً شباباً وشيوخاً في أيام الأعياد اليهودية بشكل خاص.
وبينت أن من أعظم الواجبات على كل مسلم ومسلمة في كل مكان إعانة المرابطين والمجاهدين ودعمهم وتمكينهم بكل وسائل التمكين، سواء أكان ذلك من خلال الدعم السياسي والضغط على الحكومات للوقوف في وجه هذا العدوان على المسجد الأقصى، أو من خلال الدعم المادي.
وحمَّلت الفتوى الحكومةَ الأردنية عامة ووزارة الأوقاف فيها خاصة مسؤولية حراسة المسجد الأقصى والحفاظ عليه، مشيرة إلى وجوب زيادة أعداد الحراس في المسجد الأقصى ودعمهم وإسنادهم، والإعلان عن فتح المسجد الأقصى طوال العام للاعتكاف فيه ليلاً ونهاراً.
ودعت عموم المسلمين وأهل الخليل والضفة السعي بكل الوسائل من أجل استرجاع حق المسلمين المغتصب في المسجد الإبراهيمي.
وذكرت الفتوى أن التطبيع مع العدو الصهيوني بأي شكل من الأشكال محرم شرعاً، وقد وصل بعض من يطبع مع هذا العدو المجرم إلى مرتبة أن يكون شريكاً له في عدوانه على مقدسات المسلمين وأرضهم وحقوقهم، وهو غادر لأمة الإسلام ولقضيتها العادلة.