من ساحة التخصص في الحديث النبوي الشريف، إلى ميدان الجهاد برفقة «كتائب القسام»، سطر عالم الحديث نزار ريان، على مدار 50 عاماً، رحلة عطاء من العمل الدعوي والأكاديمي والسياسي والعسكري.
القيادي في حركة «حماس»، ولد في 6 مارس 1959م، في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، ونال تعليمه الأساسي في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وحصل نزار على درجة البكالوريوس في أصول الدين من جامعة محمد بن سعود الإسلامية في السعودية، والماجستير من كلية الشريعة بالجامعة الأردنية متخصصاً بالحديث الشريف، وتخرج فيها بتقدير ممتاز، ليواصل الشهيد الراحل رحلة العلم؛ فنال درجة الدكتوراة في الحديث النبوي الشريف من جامعة القرآن الكريم، في السودان، بتقدير ممتاز.
عمل ريان معيداً بكلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية بغزة من عام 1984 إلى عام 1990م، ثم أستاذاً فيها بقسم الحديث الشريف حتى عام 1994م، ثم أستاذاً مساعداً حتى عام 1999م، وعين رئيساً لقسم الحديث الشريف بكلية أصول الدين، كما عمل مساعداً لنائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية من عام 2001 حتى عام 2003م.
ويُعرف عن الرجل ارتباطه بالشيخ الراحل أحمد ياسين، حيث انضم لجماعة الإخوان المسلمين عام 1977م، وكان من قياديي الانتفاضة الفلسطينية، عام 1987م.
ولم يحل زواج الرجل من 4 نساء (له 9 أولاد من الذكور، و7 من الإناث)، بينه وبين طريق الجهاد، فقد انضم إلى «كتائب القسام» مبكراً، ليقود برفقة آخرين مسيرة التحرير والكفاح ضد الاحتلال.
تولى عالم الحديث مهام جمع السلاح للمقاومة، وإيواء المجاهدين، وخطف الجنود «الإسرائيليين»، كما حصل على دورة وحدة الدفاع الجوي التابعة لـ«كتائب القسام»، إضافة إلى دوره الدعوي والخطابي، وبثه روح الجهاد بين صفوف الغزيين.
وقد أدى ريان دوراً مهماً في إطلاق الصواريخ على مستوطنات الاحتلال، كما شارك في حفر الأنفاق، وكان أحد أعضاء وحدة الرباط في «كتائب القسام»، وقاد المقاومة لصد الاجتياحات المتكررة لأحياء غزة، خاصة خلال عام 2004م.
أفتى عالم الحديث الشهيد بجواز دخول «حماس» في الانتخابات التشريعية، التي فازت فيها «حماس» بنحو ثلثي مقاعد البرلمان، عام 2006م، لتدير القطاع إلى يومنا هذا.
مطلع عام 2009م، كان عالم الحديث على موعد مع نهاية مشرفة، حيث اغتالته الطائرات «الإسرائيلية»، في سادس أيام عملية «الرصاص المصبوب»، في قصف جوي على منزله في مخيم جباليا، ليلقى ربه شهيداً بصحبة 11 من أبنائه ونسائه الأربع.