أثارت الأنباء التي كشفت عنها الجبهة الداخلية في قطاع غزة حول تسلل قوة أمنية مشبوهة إلى القطاع ردود فعل واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وقال المحلل السياسي ياسر الزعاترة: إن مدير مخابرات السلطة الفلسطينية ماجد فرج الطامح بخلافة محمود عباس يقدّم فواتير صلاحيته لواشنطن عبر إرسال بعض ضباطه بذريعة المساعدات لشمال غزة، مضيفاً أن المساعدات لا تحتاج إلى تسلّل بروحية اللصوص.
وأوضح الزعاترة، في تغريدة عبر حسابه على منصة «إكس»، أن فرجاً لم يفعل ذلك من وراء ظهر سيده (على الأرجح)، وإن كان ذلك وارداً، فالأمريكيون يرتّبون المشهد برمّته على أساس من غياب عباس، وإن تعاملوا معه راهناً (رحّبوا بحكومته الجديدة)، وفرج يسابق دحلان للفوز بـ«العطاء»!
وتابع: لم يعرف تاريخ شعبنا قادة بمثل هذا المستوى من السقوط الوطني، إنهم مُنتجات «أوسلو» في طبعته «العباسية»، والمصيبة أن «فتح» توفّر لهم الغطاء في العلن، وإن اختلفت عليهم في السر.
وأشار الباحث في العلاقات الدولية أدهم أبو سلمية إلى أن هذه التطورات المتسارعة تؤكد أن هناك عدة أطراف تعمل بشكل مشترك وبتعاون كامل في الحرب على غزة، وأن الاحتلال الصهيوني وإن ظهر وحيداً في حربه العسكرية على شعبنا، إلا أن هناك أطرافاً داخلية وإقليمية ودولية تشاركه الهدف في القضاء على المقاومة، وخلق واقع جديد في غزة.
من جانبه، أشار الكاتب والباحث في العلوم السياسية خليل العناني إلى أن هذا التطور يعني عدة أمور، هي:
– التأكيد أن ما قيل حول وجود خطة «إسرائيلية» لإيجاد قيادة محلية تقوم بتوزيع المساعدات في غزة كلام صحيح ودخل حيز التنفيذ.
– هناك محاولات مستميتة من عباس والسلطة لإيجاد موطئ قدم لهم في غزة لتحل مكان حركة «حماس» في مرحلة ما بعد الحرب على غزة.
– وجود تعاون عربي «إسرائيلي» من أجل إيجاد سلطة بديلة قد تحل محل «حماس».
– لا تزال المقاومة رغم كل ما تتعرض له قادرة على التحكم في غزة.
– التآمر على فلسطين ليس له حدود، وما خفي أعظم!
وكان مصدر قيادي كبير في وزارة الداخلية بغزة كشف، مساء أمس الأحد، أنّ «قوة أمنية مشبوهة» دخلت، السبت الماضي، شمال القطاع مع شاحنات الهلال المصري، ونسقت أعمالها بشكل كامل مع قوات الاحتلال «الإسرائيلي».
وبيّن المصدر، في تصريح لقناة «الأقصى»، أنّ رئيس المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية اللواء ماجد فرج هو من أدار عمل القوة بـ«طريقة أمنية مخادعة وضلل فيها الفصائل والعشائر الفلسطينية».
وأشار المصدر إلى أنّ الجانب المصري أبلغ هيئة المعابر عدم علمه بالقوة الأمنية التي تسلمت الشاحنات المصرية، وأخلى المسؤولية الكاملة عنها.
وأكد المصدر أنّ الشرطة الفلسطينيّة في رفح ألقت القبض على 6 من قيادة هذه القوة المشبوهة، مضيفًا: جارٍ العمل على استكمال الاعتقالات بحق جميع منتسبيها.
وشدّد المصدر على أن توجيهات صدرت لوزارة الداخلية من الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة بالتعامل مع أي قوة أمنية لا تقوم بالتنسيق مع المقاومة معاملة قوات الاحتلال.
ونقلت وكالة «وفا» الفلسطينية عن مصدر رسمي فلسطيني قوله: إن بيان ما يسمى بـ«وزارة داخلية حماس» حول دخول المساعدات إلى قطاع غزة أمس لا أساس له من الصحة.
وقال المصدر الرسمي: إننا سنستمر في تقديم كل ما يلزم لإغاثة شعبنا، ولن ننجر خلف حملات إعلامية مسعورة تغطي على معاناة شعبنا في قطاع غزة وما يتعرض له من قتل وتهجير وتجويع.