كاتب المدونة: عزالدين جلولي (*)
كان الحسن رجلًا مجاهدًا، شارك في ثورة التحرير الوطني، وتعرض للاعتقال على التراب الفرنسي مع من اعتقل، ثم لاحقته السلطات الفرنسية في الجزائر، لتزج به في سجون البرواقية وعين وسارة وبوغزول.. كان السجانون الفرنسيون، كما كان يروي لي دومًا، يفرضون على المعتقلين الاستحمام فجرًا، والخروج إلى العراء مبللين، في منطقة تنخفض فيها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في غالب ليالي الشتاء.. وقد قضى الرجل نحبه منذ سنوات قليلة وكان لا يزال يشكو أمراضا صدرية لازمته طوال حياته من جراء ذلك التعذيب.
كنت في كل مرة أزوره في بيته في أعالي مدينة آقبو، التابعة لولاية بجاية، يكرمني أيما إكرام، ويكرم زوجتي وأطفالي، ويلح علينا في المبيت عنده، محاولًا الحديث بالعربية بحماسة من يريدها أن تجري على لسانه من جديد، ليعبر لنا عن معاناته أيام الاعتقال في تلك المناطق التي منها أتينا.
لاحظت في كل مرة أدخل فيها بيته الواسع النظيف، وأستأذنه في أداء الصلاة، أنه يسارع إلى تهيئة ذلك لي، من دون أن ألحظ عليه أنه يأبه لأداء ذلك الواجب إذا سمع النداء، ولما سألته متلطفًا أخبرني بصراحة أهلنا في بلاد القبائل بأنه ترك الصلاة منذ أحداث التسعينيات؛ ولما استوضحته الأمر، أخبرني أنه لم يطق أن يرى جزائريًا يقتل باسم الدين أخاه الجزائري وأن يبقى هو يؤدي فريضة الصلاة! فتعجبت من تلك الملازمة في ذهنه، وحاولت جاهدًا فك العلاقة بين هذا وذاك من دون جدوى.
ثم إني رحت أحدثه عن فريضة الحج، ولزومها في حقه، وقد يسر الله له سبل الحياة وتقدم به العمر، فكان يرد علي بأن الحج في مساعدة الفقراء، بدل إنفاق المال في السعودية، ولما رجوته أن يحج مرة واحدة ويعود لإنفاق المال على الفقراء، قال لي بأن الفقراء كثر، ولا مجال عنده لأداء فريضة الحج.. وظلت الأواصر بيني وبينه متصلة، والحديث إليه عن ثورة التحرير وما هو عليه من تقصير في جنب الله لا ينقطع.. ولكن الرجل توفى أجله (رحمه الله وغفر له) وهو على رأيه معتقدًا بالله تاركًا للصلاة.
ذلك حال الكثير من الناس في زواوة، إيمان فيه دخل، وخلال حسنة تمزجها مفارقات، وإصرار على الرأي حتى الهلاك دونه مهما كان الرأي قابلًا للنقاش، ومراس صعب في المحاورة والجدال لا تخطئه العين؛ شكلت في خلدي مجتمعة خصائص فارزة لهذا البطن من الأمازيغ عن غيرهم من الجزائريين.
يعتقد أكثر الأئمة والدعاة إلى الله في تلك المناطق، أن العقلية القبائلية معاندة وغير قابلة للتطويع ولو كان باسم الإسلام، وأن حصاد عملهم الدعوي قليل رغم ما بذلوه من جهد جبار، ولو أنهم بذلوا اليسير منه في مناطق أخرى من الجزائر لآتى كثيرا من أكله؛ لهذا هم يفضلون أن يرتحلوا للعمل في أماكن أخرى، وأن سعيهم في بلاد القبائل يبقى تجربة في حياتهم مرت، يتذكرونها بعجب ولا مجال للعودة إليها من جديد.
أرض أنكرت دعاتها
سعى الغزاة سعيًا حثيثًا لمسخ الشخصية القبائلية في هذا الثغر الجميل من ثغور الإسلام، بدءا بسلخها عن دينها ومرورًا بضخ كم هائل من الثقافة الأوروبية في تركيبتها، وانتهاء بدق إسفين فتنة بينها وبين المناطق العربية في الجزائر وخارجها، وبالمجمل فإن جل ذلك الكيد الاستعماري تداعى في ثورة التحرير، فكانت منطقة القبائل سخية بدمائها، انصهرت في جبالها الشاهقة أطياف المجتمع الجزائري كافة، قد توحدت كلمتها على الحق المبين من أجل طرد الاستعمار من البلاد؛ ولقد استبقى الزمان شيئًا من آثار ذلك المسخ يسري في الحياة اليومية للناس لحكمة، وإن كان تأثيره على الشخصية القبائلية في زواوة ليس بعميق.
لقد قصرت السلطة القائمة بعد الجلاء الفرنسي عن البلاد كثيرًا في جسر الهوة بين أبناء الشعب، ولربما وجدت في تلك الهوة ما يغريها باستغلالها وقت الحاجة؛ وأي حاجة للمستبد أدعى من التفريق بين الناس ليضمن لنفسه البقاء.. إن ترك بلاد القبائل عرضة للضياع جعلها بيئة خصيبة تعبث فيها أيد معادية للثوابت الوطنية، فتنت بأطروحاتها المدسوسة السذج من الناس فصدقوها؛ ولعل أكبر شيء أضعف الدين في النفوس القول بأن الإسلام ثقافة دخيلة على الأمازيغ فرضت بالقوة ولم يكن اختيارًا مقنعًا بحرية!
القبائل همشت كثيرًا شعائر الإسلام من حياتها، وإن بقيت القلوب تخفق بالإيمان، ومن مظاهر تلك المفارقات ما يرويه بعض الأئمة في مناسبات القرآن التي يحضرونها، أنهم يدعون لأداء الصيغة الشرعية بين العاقدين، ثم يقدم لهم الإكرام على عجل، وكأنهم يدفعونهم إلى الرحيل من قاعة الفرح، حيث يضج المكان بعدها بالرقص والغناء. وربما دارت على موائد بعضهم الراح، ويظلون هكذا طوال اليوم إلى أن يتفرق الجمع بعد طول عناء. ولا يخفي الأئمة تندرهم على أنفسهم حين يشبهون حالهم في هذه المناسبات بحال القس الذي يؤتى به ليبارك الزوجين عند المسيحيين.
إنك قلما تجد أحدًا من أبناء القبائل يمتهن الدعوة إلى الله، فجل الأئمة من العرب أو من الطوارق، بل إن معظم المعاهد التي تخرج الأئمة في بلاد القبائل يدرس فيها غير الأمازيغ، ما يفضي لاحقًا إلى توظّفهم في مساجد المنطقة فيجدون أنفسهم كالغرباء ويعاملون على هذا الأساس؛ فتتعزز النظرة إلى الدين بأنه عربي الطابع، وليس بنو مازيغ من العرب، والنتيجة من هاتين المقدمتين المغالطتين متروكة للناس يكتشفونها بأنفسهم على مهل، وهذا من التخدير الفكري الذي أوقع فيه أهلنا بجبال جرجرة.
تفتقد السلطة في الجزائر إلى المشروع الثقافي الذي يقيها من الشرور والآثام، وينجدها في معالجة المشكلات الاجتماعية التي تقض مضجعها بين الفينة والأخرى، ولم تكن العلمانية التي يتبناها النظام بصمت ترياقًا فاعلًا يداوي هذه الأمراض المستعصية، التي ابتلانا بها الخالق سبحانه، في قانون كوني مهيمن على الحياة لا يأبه به العلمانيون، أن الله كتب على نفسه أنه لا يصلح عمل المفسدين.
إن العمل الدعوي لصيق بكينونة الشعب الجزائري، لأن الإسلام أقنوم من أقانيم الثالوث المشكل للشخصية الجزائرية، وأي تقصير أكبر من ترك المعاهد الدينية التي تخرج الأئمة بلا عناية تستحقها؛ فالتكوين العلمي فيها وفي الكليات الشرعية قصير المدى وغير متين، وتكليف المتخرجين منها بمهام ثقيلة في المجتمع يجعل العمل الدعوي قليل الجدوى.
تنبذ الطبيعة الأمازيغية النفاق السياسي، وتقدر الشجاعة في مواجهة الظلم مهما كان مصدره، وتقديرها لمن يرمز للإسلام تبع لذلك المقياس؛ ومن هنا يقع الإمام الذي يعمل في زواوة بين حرجين شديدين، فهو داع إلى الله ابتداء وقول كلمة الحق هو عنوانه، ولكن الرجل موظف لدى الحاكم أيضًا، والبيئة التي فيها يتحرك ناقمة على الحاكم ومبالغة في النقمة؛ فيقع المسكين هاهنا بين نارين، ولن ينفعه الخطاب المراوغ في كسب ود أحد من الخصمين اللدودين، وفي نهاية المطاف يجنح الرجل إلى الصمت عن انتقاد السلطة وجلًا من أن يعاقب في راتب زهيد يتقاضاه، فيسد المجتمع القبائلي حينذاك سمعه للمنابر حين تعظ، ولا يلبي نداء الأذان إذا سمع، لأن أهلها صاروا خدامًا للحاكم الجائر، ويعيرون الخطباء بأنهم أئمة الحساب البريدي الجاري!
ومن المدخلات التي تساعد على فقه الواقع في زواوة، أن أهلها يفضلون أن يكونوا بين خيارين لا ثالث لهما، والألوان عندهم بين بياض وسواد لا توسط فيه بينهما، وهم بخلاف نظرائهم من العرب، الذين مزجوا الحليب الأبيض بالقهوة السوداء؛ في مقاربة متهكمة بنفاق طبع العنصر العربي كما يدعون.
وقد روى لي أحد الأئمة أنه عبثا حاول دعوة رجل لا يصلي إلى المسجد، فتأبى على الإمام أيما إباء بحجة أنه لا يزال يسرق في الأسواق، ولا يمكنه أن يشرع في أداء الصلاة وهو على هذا الخلق الذميم! وكذلك يصدمك الواقع مع أهلنا الأمازيغ في بلاد القبائل، فيهم من يكره سماع القرآن الكريم لأنه يذكره بالجنائز، ومنهم من يتحدث العربية الفصحى تبركًا بها، ولله في خلقه عجائب!
زاد الدعاة إلى الله
يحسن بالإمام قبل أن يخدم الإسلام في تلك البقاع الجميلة أن يعزم على الرباط في تلك الثغور المشرعة، ولا يتوهم أنه سيؤدي عملًا نوعيًا إن التزم بما تمليه عليه الوزارة الوصية، سيتعرض لاختبارات في أول مناسبة وعليها ستتحدد علاقته بالجمهور، كم من مصلى تمر عليه وهو يشكو إلى بارئه الخلوة من المصلين، وكم من مسجد يتعرض القائمون عليه للإهانة والاعتداء، وكم من جامع يطرد خطباؤه لأنهم داهنوا السلطة أو دعوا للسلطان، وكم تحدث تجاوزات من هذا القبيل.
ليحذر الداعية الفطن تحاشي الحاكم خوفًا من بطشه إن كان لا مفر من قول الحقيقة، وعليه أن يبرهن للناس بأنه ضد الظلم مهما كان فاعله، وللضعيف من الأئمة، إن شاء، أن يكتفي بما تيسر له من موضوعات عامة لا تمس الشأن العام، فلعله أن يجد خارج جدران المسجد متسعًا ليشارك الناس هموم السياسة والنقمة على السياسيين.
يكبر القبائل الأعمال الخيرية، ويقدرون كثيرًا التكافل الاجتماعي. ومن مظاهر الاجتماع والألفة بينهم، أنهم يحبون في كثير من المناطق إحياء ذكريات لها صلة بأولياء صالحين مروا من هنا أو دفنوا هناك تاركين آثارًا طيبة وكرامات لا يزال بعضها مشهودًا إلى اليوم، ولبجاية الناصرية تاريخ حافل مع الصالحين والصالحات.. يتعاون من يهتم بتلك المناسبات في شراء رأس من النعم يذبحونه ويقسمونه على الفقراء والمساكين، ويأكل مما طبخ منه رجالهم ونساؤهم، ثم يتحلقون للحديث والغناء بكلمات تحمل معاني شريفة، لقد رأيت بعضهم يشد الرحال حرصًا على حضور تلك التجمعات التي تشكل الفسيفساء الثقافية في أعالي جرجرة.
لقد كثر بين الأئمة في العهد القريب من يبدّع هذه المظاهر لأتفه الأسباب، غافلًا عما فيها من محاسن يمكن للداعية البناء عليها لتوجيه الناس إلى الخيرات، ولقد تجرأ الأهالي على طرد إمام مسجدهم الوحيد في القرية، لأنه أنكر على الناس إحياء تلك المناسبات، فبقي الجامع مغلقًا لا تفتح أبوابه إلا لمامًا. فانظر معي إلى حاجة الإمام، حين يكون مبشرا بتعاليم الإسلام، إلى فقه الأولويات والأخذ بالكليات في بيئة لها خصوصياتها الفارقة.
ولع الأمازيغ بالرموزية، يتخذونها وسيلة للتعبير عما يريدون، وأداة لتخليد أيام عابرة للأجيال في رموز مبثوثة في وسائل الحياة المعيشية، تدخل في اهتمامات علم الإنسان؛ تلحظ ذلك في زرابي بني ميزاب، وفي حلي الطوارق وأوانيهم، وفي الفستان القبائلي شاراته وألوانه.. ولا يزال ديدنهم منذ القدم في تقديس رموز بشرية صنعت لهم مجدًا كل مناسبة جد فيها جدهم، بعضها صالح وبعضها الآخر لا خلاق له قد صنع تصنيعًا، ويتوارى هذا ويبرز ذاك بحسب الفئة وبحسب المناسبة، على أن الرموز البارزة في الفترة الأخيرة ذات طابع سياسي عنصري، نفخ فيها لتتوهج ولكنها مفلسة، لا تمتلك مشروعًا حضاريًا للأمة الجزائرية، غير فتنة عمياء كالتي أودت بحياة الشهيد جمال بن إسماعيل (يرحمه الله) الذي تم قتله وحرقه بحجة تسببه في حرائق الغابات هناك.
هي دوامة قد لا يلقي لها الإمام بالًا، لكونه لم يخبر علم الأنثروبولوجيا في تكوينه، أو أنه ليس ابن المنطقة، فلا يستوعب ذلك كله وقد يصادمه، وفي كل صدام يكون هو الملوم ونظارة الشؤون الدينة التابع إليها مكسور الجناح ستكون أول اللائمين. بمعنى آخر، أن الإمام يُصلح في مجتمع وظهره فيه عار.. ومن الحكمة دراسة شيء من الأنسنة، وتفهم الحياة الثقافية للأمازيغ بالمشافهة، ولعل الله يشرح قلوبًا غلفًا طبعت على أفكار جاهلية وهي لا تدري.. ولمن يريد الرباط في تلك الربوع حتى آخر عهده بالحياة الدنيا، فليمدد يد الود لأحزاب سياسية ناضلت من أجل حرية الجزائر ولو كانت مؤدلجة اشتراكيًا، أو لجمعيات محلية تتخذ من شخصيات علمية وثقافية عنوانًا لها، وللإمام أن ينتقي منها ما شاء، فهي كثيرة متنوعة.
للأعراف سلطة على الناس أشد وطأ من القوانين، وللشخصيات الكاريزمية من أبناء المنطقة حضور بارز في توجيه العامة خاصة ضد النظام القائم، ولقد رأيت بأم عيني كيف تفرّغ جامعة بجاية من طلابها ليدفع بهم في حافلات كي يتظاهروا في العاصمة، لقاء عطاء ما.
من يعرف المطلوب يحقر ما بذل، ما دام المطلوب هو الدعوة إلى الله، وحماية المجتمع الجزائري من هذه الآفات المدمرة، التي قد يستغلها الاستعمار ذريعة في هذا الثغر الباسم من ثغور الجزائر للعودة من جديد لا سمح الله.
تعلّم اللهجة البربرية سلاح يقي مصارع السوء، وتعلمها يسير لمن ركز فيها قليلًا، لأن بعضها عربي، وبعضها الآخر قريب منه، ودخيل من اللغة الفرنسية يمتزج بتراكيبها؛ هي هجينة من لغات شتى تقريبًا. وبين تعلمها والزواج من أهلها نسب وثيق؛ خاصة أن الأجداد اعتادوا على انتقاء الصالحات من نسائهم، فللقبائل أعراف حسنة في المصاهرة قل نظيرها في البلاد، ولبناتهم وفاء جميل للحياة الزوجية، وأرحامهن تتفتق على نسل قوي، لا ضوى فيه بالجملة، ومن أحسن حظا من إمام نال هذه المكرمات؟
التشبه بكرام القوم في الحياة المعيشية يحمد الإمام عقباه، والأمازيغ في زواوة نشطاء اقتصاديًا، ولا يليق بالداعي إلى الله أن يكون بينهم فقيرًا وهو يسعى جهده لإقناعهم بعزة الإسلام، خاصة لمن لم يزهد في كرائم أموالهم وتلقي الصدقات منهم لقاء واجب اجتماعي أو رقية شرعية أو صلاة التراويح؛ فاليد العليا أحب إلى النفوس من اليد السفلى، ولا يتذرع الإمام بأنه موظف ويمنع عليه مزاولة نشاط مربح، فتلك خدعة سياسية تتخذها السلطة لإفقار الموظفين فلا يخرجون عن طاعتها.
لا ريب أن التفاف أناس من العقلاء حول المسجد سيكون من مخرجات العملية الدعوية، طال الزمن أو قصر، ومن وراء هؤلاء نساء وأطفال هم مدده لنشر الخير في هذا المجتمع الطيبة أرومته المفتون في دينه وتاريخه وثقافته.. وليكن الإمام رحيمًا بهؤلاء شفيقًا على ضعفهم وجهلهم وفاقتهم، لأنهم سيكونون عصبته وقت الضيق والشدة.
ومن طباع الأمازيغ التي يندر مثلها في الناس ثباتهم على المواقف مهما تقلبت بهم الأيام، وتأمل كيف ثبت بنو ميزاب على الإباضية في مجتمع مالكي محيط بهم من كل جانب، لم يتبدلوا عنها مذ تلقوها أول مرة قبل مئات السنين.. بقي أن يكون إمامهم بقدر قامتهم وحسبه ذلك.
لا أستبعد أن تكون الأيدي الاستعمارية تبتغي فتنة عمياء في الجزائر، أصبحت تطل برأسها بين الفينة والأخرى، يهبّ لوأدها الصالحون من عباد الله في كل مرة..
إن إشغال الناس في شمال إفريقية بالشقاق والخلاف لا يخدم المغاربة في صراعهم المزمن مع الغرب بحال، ويقيني جازم بأن قادة الغرب يعلمون ما صنع الأمازيغ بهم في سالف الأزمان، فروما باعها يومًا من الأيام يوغرطة، وطارق بن زياد أقام بها مجدًا يسمى الأندلس، وبشارة من الوحي الصادق بعودة النداء الخالد قريبًا يصدع من أبراجها المائلة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) ماجستير في الدراسات الإسلامية والمسيحية.
عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.