يتصور البعض أن مسلمي الصين هم الأويغور فقط، ولا عجب في ذلك لأن الإعلام يسلط الضوء كثيرًا عليهم دون غيرهم نظرًا لما يتعرضون له من تضييق شديد، ولكن الحقيقة تخبرنا بأن مسلمي الصين ينقسمون إلى 10 قوميات مختلفة، لكل قومية منهم ما يميزها عن غيرها، وهذا ما سوف نسعى للتعرف عليه معًا، ولكن علينا أن نعرف أولًا أنه يوجد بالصين 55 أقلية عرقية، منها 10 قوميات تدين بالإسلام، ويبلغ تعدادها مجتمعة حسب الإحصاءات الرسمية حوالي 30 مليون نسمة، ولكن الواقع يقول: إن تعدادها يفوق هذا الرقم بكثير.
يمكننا بداية تقسيم هذه القوميات المسلمة العشر إلى مجموعتين، الأولى تتكون من 4 قوميات، هي: هوي، دونغشيانغ، سالار، باوآن.
وأفراد هذه القوميات الأربع أصولهم عربية وفارسية، وقد وصل أجدادهم من قديم الزمان إلى الصين بغرض التجارة وأمور أخرى، فعاشوا واستقروا بها وتزاوجوا مع الصينيين، لذا فهم لا تكاد تفرقهم عن الصينيين الأصليين؛ نظرًا للتشابه الشديد في الشكل واللغة والعادات والتقاليد، وحتى في أسمائهم، إلا أنهم يجتنبون النواهي والمحرمات التي جاء بها الإسلام، ويمكن تمييزهم عن غير المسلمين من الصينيين من خلال أماكن تجمعاتهم أو عندما يرتدون الزي الإسلامي.
أما المجموعة الثانية فتتكون من 6 قوميات، هي: الأويغور، القازق، القرغيز، الأوزبك، الطاجيك، التتار.
وأفراد هذه القوميات أصولها تركية وتتارية، وهم يختلفون في أشكالهم وعاداتهم وتقاليدهم ولغاتهم عن الصينيين، وهم يعيشون في تركستان الشرقية سابقًا، وما يسمى بإقليم شنجيانج حاليًا، ويتمتع هذا الإقليم بنظام حكم ذاتي لقومية الأويغور، أسسته الصين الشيوعية ويكون الحاكم به من الأقلية العرقية ذات الأغلبية، لكنه في الحقيقة يتبع الحكومة المركزية وينفذ سياستها، وبحكم الاختلاف العرقي خاصة مع قومية الأويغور التي تشكل غالبية السكان في هذه المنطقة، فإنه يشهد إقليم شينجيانغ إجراءات أمنية مشددة وتضييقات في كثير من الأمور الدينية وغيرها.