مكتب الوفاء- عادل العصفور:
حبيب القلوب، وصانع الابتسامة، ورجل العلاقات العامة، والمصور المحترف، وصاحب الدعاء المشهور لمن يناديه بأبي مهنا، فيرد عليه: «عساك الجنة».
كان، يرحمه الله، فناناً في صناعة الابتسامة يلقاك فيبتسم، ويحدثك فيبتسم، ويصورك فيقول لك ابتسم، حياته كلها باختصار «ابتسامة»؛ لذلك ملك القلوب.. إنه حمد مهنا محمد المزعل.
النشأة والولاد
ولد عام 1954م في منطقة شرق، ثم انتقل إلى كيفان، ودرس في مدارسها، وعمل في البلدية، ثم في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وأخيراً في بيت الزكاة.
أهم الصفات
– الحلم:
كان قليل الغضب، وحتى لو غضب فإنه كان سريع الرضا، تقول زوجته الفاضلة: لم أره غاضباً عليَّ طيلة عشرتي معه، التي امتدت ثلاثين عاماً، ولم يرفع صوته عليَّ، وإذا ما أغضبه أحد في أثناء قيادته للسيارة، فإنه يوقفه ويسلم عليه ويبتسم في وجهه، ثم ينصحه بكل هدوء.
– التواضع:
كانت صفة التواضع من أبرز الصفات فيه بعد الابتسامة، فقد كان متواضعاً في طعامه، وملبسه، ودابته، فلم يسمع منه أبناؤه يوماً أنه عاب طعاماً، حتى طعام المستشفى الذي يعافه غالب الناس، كان يأكله، ويقول: إنه لذيذ، بل يدعو الآخرين لمؤاكلته، وكان يراعي مشاعر العمال الذين يعملون معه في التصوير، فيلبس مثل لبسهم حتى لا يحرجهم برؤية اللبس الكويتي، وكان إذا أوصل بناته إلى المدرسة، نزل من سيارته ويسلم على حارس المدرسة، ويشتري إفطاراً ويتناوله معه في غرفته.
– التأمل في خلق الله:
كان كثير التأمل، يتأمل في الزرع، ويتأمل في الحيوانات والحشرات، ويظل ينظر إليها طويلاً، يتعجب من قدرة الله في الخلق، وكان وهو يتأمل يستمتع بهذه العبادة، وفي أثناء دعوته لإلقاء بعض الدروس والتعليق على إبداعاته التصويرية من الطبيعة، كان يعلق على ما صوره في الطبيعة، ويشعرك وأنت تستمع إليه بالتفاعل مع الصورة والتأثر بعظيم خلق الله.
– طرق تربيته لبناته:
كان كثير الاحتكاك والمصاحبة لبنتيه، وكان يصر على إيصالهما للمدارس ويرفض أن يأخذ عنه أحد هذه المهمة، وكان يحرص على تناول الغداء والعشاء معهما، وفي الليل تعود أن ينيم بنتيه، منذ أن كانتا طفلتين حتى كبرتا، ويأخذهما إلى السرير، ويجلس بالقرب من رأسيهما حتى تناما، أي نوع من الآباء أنت يا أبا مهنا؟! وكم عدد الذين يتحلون بهذه الصفة في هذه الحياة؟!
وكان يتعمد أخذهما معه في السيارة، لعلمه بأهمية الاحتكاك والمصاحبة، وكان يقتطع جزءاً كبيراً من وقته لتحفيظ بنتيه القرآن الكريم، تارة بالتسجيل، وتارة بالمتابعة.