بحضور نخبة من الشخصيات العلمية والداعمين، احتفلت جمعية «الراسخون في العلم» بتخريج دفعة جديدة من طلاب برنامج «طلائع العلماء»، في حفل بهيج يعكس التزام الجمعية بنشر العلم الشرعي وتأهيل جيل جديد من طلبة العلم بشراكة إستراتيجية مع الأمانة العامة للأوقاف، ونماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي، والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.
في كلمته خلال الحفل، عبّر رئيس مجلس إدارة جمعية الراسخون في العلم، د. ياسر عجيل النشمي، عن شكره وتقديره للأمانة العامة للأوقاف والشركاء الداعمين الذين أسهموا في نجاح برامج الجمعية، وقال: الحمد لله الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم، وأكرمنا بالقرآن والسُّنة نبراساً للهداية، مبيناً أن جمعية «الراسخون في العلم» تعتز برؤية طلابها يجتازون مرحلة أساسية في طلب العلم الشرعي، وتتطلع لرؤيتهم علماء ينيرون المجتمع بنور الكتاب والسُّنة.
وأضاف د. النشمي أن الجمعية حرصت على توفير بيئة تعليمية متكاملة، من خلال الشراكات المتميزة مع جامعات عريقة مثل جامعة ابن خلدون التركية، التي كان لها دور كبير في تعزيز المحتوى التعليمي وتطوير المناهج، وأكد النشمي أن برنامج «طلائع العلماء» يمثل بداية الطريق للطلاب نحو التعمق في العلوم الشرعية، داعياً الخريجين إلى الاستمرار في طلب العلم لتحقيق الخيرية التي بشر بها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين» (رواه البخاري).
وأوضح النشمي أنه تم خلال الحفل تكريم 300 طالب وطالبة حيث تم تكريم أوائل الخريجين من طلاب برنامج «طلائع العلماء» ، من جانبه، أشاد الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف بالإنابة ناصر محمد الحمد، بالدور الرائد لجمعية «الراسخون في العلم» في نشر العلم الشرعي، مؤكداً أن الأمانة مستمرة في دعم مثل هذه المبادرات التي تساهم في بناء جيل واعٍ قادر على مواجهة التحديات الفكرية والثقافية.
وأضاف الحمد: نحمد الله تعالى على توفيقه لنا للاهتمام بالعلم الشرعي، الذي يقود إلى فهم كتاب الله الكريم وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مبيناً أنها نعمة عظيمة وكرامة يوفق الله لها من يشاء من عباده، ونسأله أن يجعلنا من العاملين لهذا الخير، متوجهاً بالشكر والتقدير لجمعية «الراسخون في العلم»، التي بذلت جهودًا مباركة ومتميزة في التخطيط والتنظيم وتنفيذ البرامج العلمية، التي نرى اليوم ثمرتها في هذا الحفل البهيج.
وأوضح أن العلم الشرعي هو الطريق الصحيح لفهم كتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو السبيل الذي يضيء حياتنا ويعصمنا من الفتن، وتابع: أوصيكم بالمثابرة والاستمرار في طلب العلم، حتى تكونوا نواة صالحة تخدم المجتمع والوطن، مؤكداً أن الأمانة العامة للأوقاف تضع دعم العلوم الشرعية والعربية على رأس أولوياتها، إدراكًا لأهميتها في تحصين أبنائنا وبناتنا ضد الفتن والأفكار الهدامة، واختتم قائلاً: نحن ملتزمون بمواصلة هذا الدور الحيوي، ونسأل الله أن يبارك جهود الجميع لتحقيق هذه الغايات النبيلة.
تقدير للشراكات الدولية
وفي إطار تعزيز التعاون الأكاديمي، ألقى رئيس جامعة ابن خلدون التركية البروفيسور أتيلا أركان، كلمة أثنى فيها على الشراكة المثمرة مع جمعية «الراسخون»، وأشار إلى أهمية البرامج المشتركة التي تهدف إلى نشر اللغة العربية وتعزيز العلوم الشرعية، مؤكداً أن جامعة ابن خلدون تعتبر هذه الشراكة نموذجاً يُحتذى به.
تكريم الطلاب المتميزين
وتخلل الحفل فقرة لتكريم الطلاب المتفوقين في برنامج «طلائع العلماء»، بالإضافة إلى تكريم شركاء النجاح والداعمين الذين أسهموا في إنجاح مسيرة الجمعية التعليمية.
استمرار الريادة في التعليم الشرعي
واختتم الحفل بعرض تعريفي عن إنجازات جمعية «الراسخون»، التي حصدت مؤخراً المركز الأول في الريادة الإلكترونية بجائزة خالد العيسى الصالح للتميز في العمل الخيري، وأكدت الجمعية مواصلة جهودها في تطوير المناهج والبرامج التعليمية بما يحقق رسالتها السامية في نشر العلم الشرعي.
وأكد الحفل مكانة جمعية «الراسخون في العلم» كصرح علمي يُعنى بتأهيل أجيال من العلماء الشباب، ويعكس رؤية الكويت الرائدة في دعم التعليم الشرعي وتعزيز الشراكات الدولية لتحقيق أهداف سامية تسهم في رفعة الأمة وخدمة الإنسانية.