في عالم يتسابق نحو تطويع الذكاء الاصطناعي (AI) لخدمة البشرية وتحقيق التنمية المستدامة، وجدت الكويت نفسها خارج قائمة مؤشر «تورتويس إنتليجينس» للذكاء الاصطناعي لعام 2024م، المعتمد من الأمم المتحدة، هذا الغياب يعكس تحديات كبيرة تتطلب وقفة جادة وخطة شاملة للحاق بركب الدول التي جعلت من الذكاء الاصطناعي ركيزة لاقتصادها ومجتمعها.
الوضع الراهن
– تراجع البنية التحتية: البنية التحتية الكويتية لا تستوعب احتياجات السوق الحالية، وتعاني من نقص في الطاقة الكهربائية والاتصالات المتطورة.
– ضعف التشريعات: غياب قوانين لحماية البيانات وخصوصية المستخدمين يمثل تحديًا كبيرًا.
– غياب الكفاءات: نقص الكوادر المدربة في الأمن السيبراني وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
– تأخر الهيكلة الإدارية: الحاجة إلى إعادة هيكلة إدارات الدولة وتطوير أنظمة إدارة البيانات لتواكب التطورات العالمية.
أسباب التأخر ونتائجه
– نقص الاستثمارات في قطاع الذكاء الاصطناعي.
– ضعف التنسيق بين القطاعين العام والخاص.
– التركيز على قضايا هامشية بدلاً من الأولويات التكنولوجية.
نتائج الغياب
– فقدان فرص اقتصادية هائلة.
– تراجع تنافسية الكويت على المستوى الإقليمي والدولي.
– استمرار الاعتماد على النفط كمورد رئيس بدلاً من البيانات والتكنولوجيا.
خطوات مطلوبة لتحسين الوضع
– البنية التحتية: تطوير شبكات الألياف الضوئية.
– بناء محطات طاقة جديدة لتلبية احتياجات التكنولوجيا الحديثة.
– التشريعات: وضع قوانين صارمة لحماية البيانات وخصوصية المستخدمين.
– إنشاء إطار تنظيمي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
– التعليم والتدريب: إدراج الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية.
– تدريب العاملين في الجهات الحكومية على استخدام «AI».
– الشراكة مع القطاع الخاص: استقطاب الشركات التكنولوجية الرائدة.
– تمكين الشركات المحلية لتطوير حلول تكنولوجية مبتكرة.
– تحقيق الشفافية: الإفصاح عن الخطوات التنفيذية وفق خطط زمنية واضحة.
التحديات الكبرى وسبل التغلب عليها
– أزمة الطاقة: ضرورة تسريع بناء محطات جديدة وضمان توفير طاقة مستدامة.
– التوعية المجتمعية: تعزيز فهم الجمهور للذكاء الاصطناعي عبر حملات توعوية وبرامج تعليمية.
– إدارة التغيير: تقليل البيروقراطية واعتماد نظام حوكمة فعال.
في الوقت الذي تسير فيه الدول الكبرى نحو مستقبل يعتمد على الذكاء الاصطناعي كعنصر أساس للنمو الاقتصادي والاجتماعي، تظل الكويت بحاجة ماسة إلى اتخاذ خطوات جريئة وسريعة للحاق بهذا الركب.
إن التحرك نحو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وتطوير البنية التحتية والتشريعات والتعليم يمثل نافذة أمل لإعادة الكويت إلى الخريطة العالمية للتكنولوجيا، فالمستقبل ينتظر أولئك المستعدين لاحتضانه.
_________________
المصدر: مؤشر «تورتويس إنتليجينس»، (الإصدار الخامس) المعتمد من منظمة الأمم المتحدة.