بطولة كأس الخليج الـ26 المقامة في الكويت شَهِد معظم الرياضيين بأنها من أروع وأمتع وأجمل البطولات، بدءاً من التجهيزات والتحضيرات إلى حفل الافتتاح المعبّر والجميل -وإن شابه مشاركة العنصر النسائي- إلى كرم الضيافة، إلى الروح الرياضية بين اللاعبين والجماهير، إلى التجمعات الجماهيرية التي كان من أجملها وأمتعها ما كان في سوق المباركية.
ونتمنى أن تنتهي البطولة كما بدأت بكل محبة وروح أخوية بغض النظر عن الفائز بالكأس.
هذه البطولة برغم جمالها من أغلب النواحي، فإنه غاب عنها أي إشارة أو دلالة على التضامن مع الأشقاء الفلسطينيين وخاصة الذين يتعرضون للإبادة الجماعية والمجازر الوحشية في غزة!
فنحن كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
كان الأولى أن نستغل هذه البطولة في إظهار دعمنا وتأييدنا وتضامننا مع الأشقاء في غزة.
لكن للأسف، لم نر أي دلالة على ذلك، فقد خلت المدرجات من أي لافتات أو أعلام، ولم نرَ أي إشارة أو لفتة من أي لاعب من جميع المنتخبات يعلن فيها دعمه لأهل غزة!
إن الجماهير ما تزال تتذكر بكل إكبار واحترام الموقف الإنساني والرجولي للاعب الكبير محمد أبو تريكة، لاعب المنتخب المصري لكرة القدم، عندما كشف عن قميصه الذي كتب فيه «تعاطفًا مع غزة» بعد تسجيله لهدف مع منتخب بلاده في بطولة كأس أمم أفريقيا، وكانت غزة وقتها تتعرض لعدوان «إسرائيلي».
صُدمت عندما سألت أحد الإخوة الناشطين في دعم القضية الفلسطينية عندما أخبرني بأن القائمين على الدورة رفضوا السماح لهم بإدخال حتى الكوفيات الفلسطينية إلى المدرجات!
البعض يقول: لا دخل للرياضة بالسياسة، لكن هذا الكلام مردود عليه من جهتين؛ الأولى: أن الاتحاد الدولي والاتحاد الأوروبي لم يلتزما بهذا المبدأ في الحرب الروسية الأوكرانية، فقد فرضت عقوبات على روسيا فعلّقت مشاركات المنتخب الروسي والأندية الروسية في جميع المسابقات الدولية، وفرضت عليها عزلة دولية.
ومن جانب آخر، نحن كعرب ومسلمين ينبغي أن نقدّم المبادئ على المصالح، ولا خير في مكاسب دنيوية على حساب قيمنا وعروبتنا ونخوتنا.
لذلك، آمل أن نرى دعمًا واضحا لأهل غزة فيما تبقى من فعاليات بطولة كأس الخليج؛ سواء من المنظمين أو الفرق أو اللاعبين.