مع دخول اليوم الـ455 لعملية «طوفان الأقصى»، تواصل قوات الاحتلال تصعيد عدوانها على قطاع غزة، مخلفة وراءها مجازر بحق المدنيين، وسط استمرار الاشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال على عدة محاور.
فيما يلي أبرز التطورات:
الاحتلال يهدد بقصف مستشفى العودة في مخيم جباليا
في خطوة تصعيدية جديدة تعكس وحشية الاحتلال، هدد الجيش الصهيوني مساء اليوم الجمعة بقصف مستشفى العودة، الواقع في منطقة تل الزعتر داخل مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وأمهل الاحتلال من بداخل المستشفى، والبالغ عددهم نحو 96 شخصاً بين أطباء ومرضى وجرحى وعاملين، مدة قصيرة للإخلاء، ملوّحاً بقصفه حال عدم الالتزام.
ويأتي هذا التهديد في ظل حصار خانق يفرضه الاحتلال على المستشفى منذ 90 يوماً، مما يجعله الملاذ الطبي الوحيد لسكان شمال القطاع الذين يتجاوز عددهم 40 ألف نسمة، والذين يعانون من ظروف صحية وإنسانية كارثية.
لم يكتفِ جيش الاحتلال بالتهديد فقط، بل أطلق قنابل من طائرات مسيّرة استهدفت قسمي الاستقبال والطوارئ في المستشفى، مما أسفر عن إصابة عدد من أفراد الطواقم الطبية. كما استهدفت مدفعياته باحة المستشفى وبواباته، في محاولة لإرهاب من بداخله وإجبارهم على المغادرة.
ويعد مستشفى العودة في منطقة تل الزعتر في مخيم جباليا، آخر معقل طبي في محافظة شمال غزة، حيث يحاصر الاحتلال من بداخله منذ 90 يوما، وسط أوضاع صحية وإنسانية كارثية، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية.
قوات الاحتلال تقتحم المستشفى الإندونيسي شمال غزة
في حادثة أخرى تبرز انتهاك الاحتلال للقانون الدولي الإنساني، اقتحمت قوات الاحتلال، اليوم الجمعة، المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، موجهةً تهديدات مباشرة للطواقم الطبية والمرضى. وطالبت القوات الجميع بإخلاء المستشفى فوراً، في تحدٍّ صارخ للأعراف الدولية التي تحظر استهداف المنشآت الطبية.
عمليات نوعية لـ”القسام”.. تدمير دبابات واستهداف مروحية
أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عن نجاحها في تنفيذ عمليات نوعية استهدفت القوات الصهيونية المتوغلة شمال قطاع غزة.
وأوضحت الكتائب في بيان عسكري أنها تمكنت من تدمير أربع دبابات من نوع “ميركفاه” عبر تفجير عبوات شديدة الانفجار على محور التقدم شرق جباليا. وتعد هذه العملية ضربة كبيرة لقوات الاحتلال، التي تعتمد بشكل رئيسي على هذه الدبابات في عملياتها العسكرية.
وفي تطور آخر، استهدفت المقاومة الفلسطينية طائرة مروحية صهيونية من نوع “أباتشي” بصاروخ أرض-جو (سام) شرق مخيم البريج وسط القطاع. وأكدت كتائب القسام أن العملية نُفذت بالتنسيق مع ألوية الناصر صلاح الدين، في إطار الجهود المشتركة بين الفصائل لصد العدوان.
قلق حقوقي حول مصير الطبيب حسام أبو صفية
أثار المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قلقاً بالغاً إزاء مصير الطبيب حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، الذي اختفى بعد اعتقاله من قبل قوات الاحتلال.
وأكد المرصد أن الاحتلال ينكر اعتقال الطبيب، على الرغم من وجود أدلة قاطعة تثبت احتجازه بتاريخ 27 ديسمبر 2024، بما في ذلك صور وفيديوهات وثقتها جهات محلية، فضلاً عن إفادات معتقلين تم الإفراج عنهم لاحقاً.
ووصف المرصد إنكار الاحتلال لاعتقال أبو صفية بأنه مؤشر خطير على احتمال تعرضه للإخفاء القسري، مما يزيد من المخاوف بشأن سلامته وظروف احتجازه.
وفي سياق متصل، أصدر نادي الأسير الفلسطيني بياناً أشار فيه إلى أن حالة أبو صفية تمثل واحدة من آلاف الحالات لمعتقلين في غزة، الذين يتعرضون لجريمة الإخفاء القسري. ودعا النادي المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية للتحرك العاجل لضمان الكشف عن مصير أبو صفية وإنهاء سياسة الإخفاء القسري التي ينتهجها الاحتلال.
“حماس”: دعوات لإنقاذ غزة وتعزيز الوحدة الوطنية
أصدرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بياناً صحفياً أكدت فيه تلقيها العديد من المبادرات الوطنية الرامية لإنقاذ قطاع غزة من الإبادة الجماعية والتدمير الممنهج الذي يتعرض له على يد الاحتلال.
وأشارت الحركة إلى جهودها المستمرة لترتيب البيت الفلسطيني، قائلةً: منذ البداية، سعينا بجد لإعادة الاعتبار للنظام السياسي الفلسطيني، وقد قدمنا مرونة كبيرة للوصول إلى توافقات وطنية، سواء من خلال اتفاقات القاهرة أو الجزائر أو عبر جهود دولية في روسيا والصين.
وأكدت الحركة تجاوبها مع المبادرات المصرية والعربية لتشكيل لجنة إسناد مجتمعي لإدارة شؤون غزة مؤقتاً، مشيرةً إلى أنها سلمت قائمة بأسماء شخصيات وطنية ومهنية مقترحة إلى الوسيط المصري.
كما شددت “حماس” على أهمية تحقيق الوحدة الوطنية في مواجهة المخاطر التي تهدد القضية الفلسطينية، مؤكدةً استعدادها لتنفيذ أي اتفاق وطني يحقق هذا الهدف.
وختمت الحركة بيانها بالقول: إن المخاطر التي تواجهها فلسطين أرضاً وقضية تتطلب من الجميع التماسك والعمل المشترك، على قاعدة المقاومة الشاملة، لتعزيز صمود شعبنا ومواجهة التحديات الراهنة.
مئات الصهاينة يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى
ذكرت وسائل إعلام عبرية أن مئات المحتجين تظاهروا اليوم الجمعة أمام مقر إقامة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في القدس الغربية، للمطالبة بإبرام صفقة لتبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
ويأتي هذا الحراك عقب إعلان مكتب نتنياهو استئناف المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس بوساطة قطرية ومصرية، وسط ضغوط شعبية متزايدة لإيجاد حلول لأزمة الأسرى، وفق وكالة “الأناضول”.