منذ انطلاق عملية «طوفان الأقصى»، في 7 أكتوبر 2023م، وما تبعها من أزمات أمنية وسياسية، شهد الكيان الصهيوني موجة غير مسبوقة من الهجرة إلى الخارج.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، في تقرير، رصدته «المجتمع»، أن عام 2024م سجل عددًا قياسيًا من «الإسرائيليين» الذين غادروا الكيان، حيث تجاوز الرقم 82700 شخص، مقابل عودة 23.8 ألفًا فقط، في مؤشر يُظهر تأثير الحرب وتداعياتها على مجتمع الاحتلال.
48 % من مهاجري الكيان في عام 2024م هم من الشباب بين 20 و45 عامًا
وأشارت الصحيفة إلى أن عام 2023م سجل مغادرة 55.4 ألفًا مع عودة 27.8 ألفًا، في حين غادر 37.8 ألفًا في عام 2022م وعاد 22.3 ألفًا.
التقرير، الذي استند إلى بيانات مكتب الإحصاء المركزي لدى الكيان الصهيوني، يُبرز أن هذه الهجرة لم تقتصر على فئة عمرية واحدة، بل شملت مختلف شرائح المجتمع، ما يطرح تساؤلات عن عمق الأزمة التي يعيشها الاحتلال في ظل هذه الظروف.
وأشارت الصحيفة إلى أن عدد المهاجرين خلال عام 2024م يعد الأعلى منذ تأسيس الكيان، لافتة إلى أن ما يقرب من 48% من المغادرين تتراوح أعمارهم بين 20 و45 عامًا، بينما شكّل الأطفال والمراهقون 27% من إجمالي المغادرين.
تل أبيب وحيفا ونتانيا والقدس تتصدر المدن التي شهدت أعلى معدلات هجرة من الكيان
المدن الأبرز في هجرة الصهاينة
وأوضحت الصحيفة أن بيانات مكتب الإحصاء المركزي تُظهر أن حوالي 11020 شخصًا من المغادرين العام الماضي كانوا من سكان تل أبيب، و6 آلاف من حيفا، و5370 من نتانيا، وأكثر من 5 آلاف من القدس، وشملت البيانات المغادرين خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر، مع تقديرات أولية لديسمبر؛ ما أدى إلى تسجيل الرقم القياسي.
وأضاف التقرير أن عدد المغادرين في أكتوبر وحده بلغ 14816 شخصًا، وهو أعلى رقم شهري في العام، تلاه أغسطس بـ11394 مغادرًا، أما في يوليو وسبتمبر، فقد تم تسجيل أعداد بلغت 7917 و8568 على التوالي.
304 صهاينة فوق 100 عام غادروا الكيان وفق بيانات مكتب الإحصاء المركزي
وفيما يتعلق بالتوزيع العمري، أظهرت البيانات أن 21262 مغادرًا تقل أعمارهم عن 19 عامًا، بينما بلغ عدد المغادرين في الفئة العمرية بين 20 و45 عامًا 37567 شخصًا؛ ما يعادل حوالي 3 أرباع إجمالي المغادرين تحت سن 45 عامًا.
وأشارت الصحيفة إلى أن مكتب الإحصاء المركزي أورد رقمًا مثيرًا يشير إلى أن 304 أشخاص ممن غادروا الكيان تجاوزت أعمارهم 100 عام، ويُرجح أن هؤلاء الأشخاص قد غادروا البلاد منذ سنوات طويلة ولم يتم تحديث معلوماتهم إلا مؤخرًا.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن تل أبيب وحيفا ونتانيا والقدس تأتي في صدارة قائمة المدن التي شهدت أعلى معدلات مغادرة في العام الماضي.