المطعم ابن عدي.. الذي دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة في جواره ونصرته، كان كافرًا، وعاش ومات على ذلك، لكنه كان يتمتع بمسكة من مروءة وشهامة.
عبدالله ابن أريقط.. الذي اتخذه النبي صلى الله عليه وسلم دليلًا في هجرته إلى المدينة المنورة، لم يكن مسلمًا، وعاش ومات على ذلك، لكنه كان خبيرًا ماهرًا، باعتباره أنسب رجل لأعظم مهمة في تاريخ الإسلام والمسلمين.
مستر ولفريد بلنت.. الذي دافع عن الإمام محمد عبده، والزعيم أحمد عرابي ورفاقه، لم يكن مسلمًا، ولا عربيًا، بل كان من جنس وملة العدو الإنجليزي المحتل المجرم، لكنه كان حرًا ماجدًا، بل إن بلنت قد انتدب على حسابه الشخصي اثنين من كبار المحامين الدوليين، للقيام بهذه المهمة، هما: مستر برودلي، ومستر نابييه!
وهناك جاك فيرجيس.. ذلك المحامي الثائر المناضل (الفيتنامي/ الفرنسي)، الذي دافع بقوة وصلابة عن جميلة بو حيرد المناضلة الجزائرية الشهيرة، بل إنه من شدة مناصرته لها، أعلن إسلامه، وتزوجها، بعد أن نجح في تخفيف حكم الإعدام عنها، وإطلاق سراحها بعد عدة سنوات، وأنجب منها مريم، وإلياس
وهناك جورج جلاوي.. ذلك النائب البريطاني الشهير، المؤيد لقضية فلسطين على طول الخط، وصاحب الوقفة الجسورة في قضية «أسطول الحرية» والسفينة «مرمرة» التي أطلقتها عدة قوى دولية، لكسر الحصار على غزة عام 2010م، وقصفتها «إسرائيل» في عرض المتوسط فجر 31 مايو وعليها 750 رجلاً وامرأة من أحرار العالم.
وهناك الكاتب المفكر الفرنسي الحر، المصري المولد ألان ديلون، رئيس تحرير «لوموند ديبلوماتيك».. والمعبر عن صوت وقضايا العرب، ربما أكثر من أنفسهم.
ويجب ألا ننسى العلَّامة ناعوم تشومسكي، بروفيسور اللسانيات والإدارة السياسية، بمعهد «ماساتشوسيتس» للتكنولوجيا.. والمعروف أن تشومسكي قد قارب المائة من عمره، وله ما يقارب مائتي كتاب وبحث علمي رصين، الذي لم يخنه انتصاره للحق العربي والفلسطيني يومًا ما.
وهناك عشرات الملايين حول العالم يحملون هذه الرؤية الحرة العادلة الشريفة في كل المجالات.
أين اختفت؟!
ولماذا خفتت؟!
ولما لا نسعى إلى تضفير أصوات الأحرار حول العالم؟!
ولماذا لا نتخذ لقضيانا الكبرى أنصارًا من شرفاء العالم في كل مجال.. وليس في السياسة فحسب؟!
يجب أن تفتح العيون على المدى الأبعد والأوسع حول العالم؛ ليكون لنا في كل قضايانا ألف سفير وسفير.. حر.. مجاني.. رمز.. يسعه ما لا يسع الحكومات والرسميات.. المكبلة.. البطيئة.. الباردة..
ولن تخلو أرض من قائم لله بحجة.