أعلنت وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية الجديدة، مساء يوم الأربعاء 1 يناير، إدخال تعديلات على المناهج الدراسية لجميع المراحل التعليمية، غير أن هذه التعديلات أثارت جدلاً واسعاً بين مؤيد ومعارض، وشملت التعديلات صياغة بعض العبارات، وإزالة أو تعديل صور ورسوم في عدد من الكتب المدرسية، بالإضافة إلى حذف نصوص وفقرات.
وفي منشور على منصة «فيسبوك»، أفادت وزارة التربية والتعليم بأن وزيرها نذير القادري أعلن عن إلغاء مادة «التربية الوطنية» من المناهج الدراسية والامتحانات، وذلك لاحتوائها على معلومات مغلوطة تهدف إلى تعزيز الدعاية للنظام السابق المخلوع وحزبه.
عاصفة من الانتقادات
قرار تعديل المناهج الدراسية أثار عاصفة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصف القرار بـ«المتهور» مع تشكيك في توجهات السلطة الجديدة، على اعتبار أن في سورية مذاهب وطوائف وأدياناً متعددة يجب مراعاتها.
وذهب بعض النشطاء إلى وصف هذه التعديلات بأنها تحول من «البعثية» إلى «الإسلاموية»، معلقين على بعض التغييرات التي طالت مادة التربية الدينية، مثل استبدال عبارات مثل «في سبيل الله» بعبارات وطنية مثل «الدفاع عن الوطن»، واستبدال مصطلحات مثل «اليهود والنصارى» بـ«المغضوب عليهم» و«الضالين».
وعلّق د. أحمد جاسم الحسين، الأستاذ في جامعة دمشق- كلية الآداب، في مقابلة مع «DW» عربية مُبينًا خلفية الإجراء، قائلاً: يريد أصحاب القرار أن يثبتوا لجمهورهم أن القرار بيدهم، وأنهم سيتركون بصمتهم في مختلف الأماكن والاتجاهات.
وأضاف أنّ هناك أيضاً أسباباً إستراتيجية أو أيديولوجية تكمن وراء هذه القرارات، هذه القرارات كانت ملائمة لمحافظة ذات طابع ديموغرافي أو حتى فكري مثل محافظة إدلب، لكن على مستوى سورية، هذا الموضوع له إشكالياته وتبعاته.
خلفيات ودوافع التعديل في المنهاج
الحكومة المؤقتة الجديدة اتخذت قرارها من أجل تحقيق صلاح الفرد والمجتمع، فـ«كُلُّ مولودٍ يُولَد على الفطرة؛ فأبواه يهوِّدانه، أو يُنصِّرانه، أو يُمجِّسانه» (رواه البخاري، ومسلم).
وحذفت عبارات وموضوعات، واستبدلتها بما يُرسخ القيم ومكارم الأخلاق.
وذكرت الوزارة بأنّ الشعب السوري ينتمي إلى أمة «اقرأ»، لا أمة حزب البعث، وتمجيد الرؤساء للممات، بل الانتماء إلى أمة العلم والمعرفة والنور مصداقاً لقوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ {1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ {2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ {3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق).
ومنهجية الوزارة أنّ المنهج «منظومة الخبرات التربوية التي تُهيئها المؤسسة التربوية لتلاميذها لمساعدتهم على النمو الشامل المتكامل المتوازن؛ إيمانياً، وخلقياً، وجسمياً، وعقلياً، ونفسياً، وجنسياً، واجتماعياً، بما يحقق خلافتهم لله في الأرض وفق هُدى الله»
إضافة إلى سعيها لتأصيل التراث التربوي الإسلامي العربي، اقتداء بمنهج علماء التربية الإسلامية كالغزالي، وابن خلدون، ومسكويه، وغيرهم من العلماء الكرام.
مع مراعاة الوزارة أنّ الأقليات لهم هويتهم وخصوصيتهم بما لا يتعارض مع الهوية الإسلامية العربية للشعب السوري.