في السابع من يناير من كل عام، يحيي الفلسطينيون «يوم الشهيد الفلسطيني»، الذي أقرته منظمة التحرير الفلسطينية في عام 1969م، يومٌ خصص تخليداً لذكرى الشهداء وتذكيراً بالتضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.
فما الذي يمثله هذا اليوم في ذاكرة الشعب الفلسطيني؟ وكم من الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الأرض والمقدسات؟
كان هذا اليوم تكريماً لأول شهيد فلسطيني، الشهيد أحمد موسى سلامة، الذي استشهد في الأول من يناير 1965م بعد تنفيذ عمليته البطولية «نفق عيلبون»، ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا التاريخ رمزاً للأبطال الذين قدّموا أرواحهم فداءً لفلسطين.
منذ نكبة 1948م، قدّم الشعب الفلسطيني أكثر من 100 ألف شهيد، ضحوا في سبيل نيل الحرية والحفاظ على الأرض، دفاعاً عن المقدسات والبيوت والأسر، ورداً على اعتداءات المستوطنين.
ورغم محاولات الاحتلال المستمرة لاقتلاعهم من أرضهم، بقي الفلسطينيون صامدين، مُحتفظين بكبريائهم وحقهم في الحياة الحرة الكريمة، ليظلّوا ركيزة أساسية في مسيرة النضال الفلسطيني.
ومع اندلاع حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة منذ 7 أكتوبر 2023م، استشهد أكثر من 45 ألف فلسطيني، بينهم 17818 طفلاً، و12287 امرأة حتى الآن، وهي أكبر حصيلة في تاريخ القضية الفلسطينية، وفقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
لم تتوقف الاعتداءات على غزة فقط، فقد وسّع الاحتلال عدوانه ليطال الضفة الغربية، بما فيها القدس؛ ما أسفر عن استشهاد 835 فلسطينياً، ويواصل الاحتلال نهج التنكيل دون رحمة.
في السجون، كشف نادي الأسير الفلسطيني عن استشهاد 54 فلسطينياً داخل المعتقلات خلال الفترة ذاتها، بينهم 35 من معتقلي غزة الذين ما زال الاحتلال يحتجز جثامينهم، في ظل غياب المعلومات الدقيقة عن مصيرهم.
«الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء» أفادت بأن سلطات الاحتلال تحتجز جثامين 198 شهيداً موثقاً في فلسطين خلال عام 2024م، في خطوة تضاف إلى سلسلة من جرائم الحرب التي لا تنتهي.
وفي تحقيقات رئيس هيئة شؤون الأسرى قدورة فارس، أظهرت أن العديد من معتقلي الضفة الغربية استشهدوا نتيجة التعذيب أو الإهمال الطبي المتعمد، لكن التنكيل بمعتقلي غزة يبقى الأكثر قسوة ووحشية.
«يوم الشهيد الفلسطيني» ليس مجرد ذكرى عابرة، هو موعد لتجديد العهد مع الدماء التي روت الأرض الفلسطينية، وتأكيد على أن القافلة مستمرة، وأن الشهداء كانوا ولا يزالون العمود الفقري الذي يستند إليه نضال الشعب الفلسطيني في سعيه لتحقيق الحرية والكرامة.