مع دخول اليوم الـ459 لعملية «طوفان الأقصى»، تواصل قوات الاحتلال تصعيد عدوانها على قطاع غزة، مخلفة وراءها مجازر بحق المدنيين، وسط استمرار الاشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال على عدة محاور.
فيما يلي أبرز التطورات:
في يوم الشهيد الفلسطيني.. 47 ألف شهيد في غزة والضفة
في يوم الشهيد الفلسطيني، الذي يأتي في سياق معركة طويلة ومستمرة ضد الاحتلال، بلغ عدد الشهداء في قطاع غزة 45885 شهيدًا، وذلك منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر 2023، كما سجلت الضفة الغربية 841 شهيدًا في ذات الفترة.
وفي سياق الحصار القاسي الذي يفرضه الاحتلال، أفادت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني بارتقاء 54 شهيدًا من بين صفوف الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، الذين قُتلوا في سجون الاحتلال منذ بداية حرب الإبادة المستمرة، في حين أكدت الهيئة أن معظم هؤلاء الشهداء قد سقطوا في سياق تصاعد العدوان على غزة والضفة.
وقد كشف التقرير أن من بين هؤلاء الشهداء 35 شهيدًا من أسرى غزة الذين تم التعرف على هوياتهم منذ بداية العدوان، في الوقت الذي لا يزال الاحتلال يواصل إخفاء عشرات الجثامين من بين صفوف المعتقلين في سجون غزة. وأضافت الهيئة أن 63 شهيدًا آخر من المعتقلين الفلسطينيين لا تزال جثامينهم محتجزة لدى الاحتلال، منهم 52 شهيدًا منذ بدء الحرب، بينما يستمر الاحتلال في إخفاء عشرات الشهداء من معتقلي غزة قسرًا.
“صحة” غزة تحذر من أزمة كارثية تهدد النظام الصحي
أطلقت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة تحذيرات شديدة من كارثة صحية غير مسبوقة تهدد النظام الصحي في القطاع.
وذكرت الوزارة أن المستشفيات في القطاع تعاني من نقص حاد في الوقود، مما يهدد قدرة المرافق الصحية على تقديم الرعاية اللازمة.
وأشارت إلى أن سياسة الاحتلال في تقنين إمدادات الوقود قد جعلت المستشفيات في غزة على حافة الانهيار، حيث أصبح المرافق الطبية تعتمد بشكل شبه كامل على مولدات كهربائية لضمان استمرارية العمل في غرف العمليات، المستشفيات، والأقسام الحرجة.
وأفادت الوزارة في بيان لها أن الاحتلال يعرقل أيضًا وصول شحنات الوقود عبر المعابر، كما أن قوافل المساعدات الإنسانية التي تضم شحنات الوقود يتم تحويلها إلى طرق مليئة بالعصابات تحت حماية جيش الاحتلال، ما يعرض هذه الشحنات للسرقة.
كما أضافت الوزارة أن آخر شحنة من الوقود التي كانت متوجهة للمستشفيات تم سرقتها يوم أمس. وأكدت الوزارة أن هذه الممارسات تزيد من معاناة السكان في غزة، داعيةً الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لتوفير الوقود واستعادة القدرة على تشغيل المنشآت الصحية.
“حماس”: خرائط التوسع الصهيوني تستدعي تحركًا عربيًا وإسلاميًا حازمًا
وصفت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” نشر حسابات صهيونية رسمية لخرائط تشمل أراضي فلسطينية وأجزاء من الأردن وسوريا ولبنان، مع دعوات لضمّها، بأنه “تأكيد على الطبيعة العدوانية والاستعمارية للكيان الصهيوني”.
وأكدت الحركة، في بيان، اليوم الثلاثاء، أن هذه الخرائط والتصريحات العدائية الصادرة عن قادة الاحتلال تتطلب ردود فعل قوية من الحكومات العربية والإسلامية للتصدي لمخططات الاحتلال ووقف جرائمه.
وأشارت “حماس” إلى أن توقيت نشر هذه الخرائط يتزامن مع تصريحات لقادة الاحتلال تعلن نواياهم بتهجير الشعب الفلسطيني وضمّ أراضٍ فلسطينية وعربية، مؤكدة أن ذلك يُظهر نوايا الاحتلال لتصعيد عدوانه، بهدف إخضاع شعوب المنطقة وسلب خيراتها.
وأضافت الحركة: “إن استمرار هذه السياسات العدوانية، إلى جانب التصريحات العلنية المتكررة وحرب الإبادة والتطهير العرقي الوحشية في غزة والضفة الغربية، يستدعي موقفًا قويًا من جامعة الدول العربية”.
ودعت “حماس” الحكومات العربية والإسلامية إلى التصدي لهذه الأطماع، ووقف الجرائم الصهيونية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، وتقديم الدعم اللازم له في مواجهة مخططات الاحتلال التي تستهدف المنطقة بأسرها.
“القسام” تنشر مشاهد الاستيلاء على مسيّرات واستهداف دبابات الاحتلال
نشرت كتائب “القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، اليوم الثلاثاء، مقاطع مصورة تُظهر الاستيلاء على عدد من المسيّرات الصهيونية شرق رفح، جنوبي قطاع غزة.
كما عرضت الكتائب مشاهد لاستهداف مقاتليها دبابات وآليات جيش الاحتلال في مناطق مختلفة، أبرزها شرق مفترق الصفطاوي غرب معسكر جباليا، شمالي القطاع.
وتضمنت المشاهد استهداف ثلاث دبابات من طراز “ميركافا” بطرق متنوعة:
- الأولى دُمرت بعبوة شديدة الانفجار.
- الثانية، التي كانت ضمن قوة النجدة، استُهدفت بقذيفة من طراز “شواظ”.
- الثالثة أصيبت بصواريخ “الياسين 105” أثناء تحركها.
وأظهرت اللقطات إصابات دقيقة للدبابات وبقايا آليات الاحتلال المستهدفة، في تأكيدٍ على قدرة “القسام” على التصدي لتوغلات الاحتلال وتعطيل آلياته.
حمدان: موقف حماس في المفاوضات واضح
أكد القيادي في حركة “حماس”، أسامة حمدان، أن موقف الحركة في المفاوضات واضح ويقوم على وقف إطلاق النار، وانسحاب الاحتلال، وتبادل الأسرى، وإعادة إعمار غزة دون شروط صهيونية.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في فعالية تضامنية بالجزائر، حيث شدد حمدان على أن “المقاومة هي السبيل الوحيد لإنهاء الاحتلال”، مضيفاً أن إرادة المقاومة “قوية رغم التضحيات، ولن تنكسر تحت أي ظرف”، وفق “المركز الفلسطيني للإعلام”.
وأشار حمدان إلى أن المقاومة في جنين اكتسبت طابعاً وطنياً يتجاوز الانتماءات الفصائلية، مؤكداً أن هذا التحول هو أحد تأثيرات عملية “طوفان الأقصى”، التي وصفها بأنها “تهز ركائز الاحتلال، وتحقق فوائد لدول المنطقة”.
وأوضح أن حكومة الاحتلال تواجه ضغوطاً داخلية كبيرة وتحاول التغطية على أزمتها بتصريحات تصديرية للأزمات.
وعن الوضع الفلسطيني الداخلي، دعا حمدان إلى تشكيل حكومة وفاق وطني تكون بمثابة “معبر لإدارة الشأن الفلسطيني في هذه المرحلة الانتقالية”، مضيفاً: “إذا تعذر تشكيل حكومة وفاق، فلا بد من إنشاء إدارة وطنية لقطاع غزة تتألف من نخبة معروفة بالوطنية والنزاهة”.
وفيما يتعلق بالأسرى، أكد حمدان أن الحركة تتعامل مع ملفهم كقضية وطنية موحدة دون تمييز بين الفصائل.
وفي تعليقه على تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، دعا حمدان إلى أن “يتسم بالانضباط والدبلوماسية”، مؤكداً أن على الإدارة الأمريكية “وقف الحرب بدلاً من إطلاق التهديدات”.
وختم حمدان بالتأكيد على أن وحدة الموقف الفلسطيني ليست خياراً، بل “واجب الوقت”، داعياً كافة القوى والفصائل إلى العمل على تحقيق الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات الراهنة.
جيش الاحتلال: مقتل قائد سرية ونائبه في معركة بشمال غزة
أعلن جيش الاحتلال، اليوم الثلاثاء، عن مقتل قائد سرية ونائبه من الكتيبة 932 في معركة جرت شمال قطاع غزة.
وأوضح الجيش أن الرائد دفير تسيون ريفاح، قائد سرية في الكتيبة 932 بلواء ناحال، والنقيب إيتان يسرائيل شكنازي، نائبه، لقيا حتفهما في المعركة التي جرت في المنطقة الشمالية من القطاع.
هذه التطورات تأتي في وقت يتصاعد فيه العدوان الصهيوني في قطاع غزة، والذي يسعى من خلاله الاحتلال للسيطرة على الأراضي الفلسطينية تحت مبرر محاربة “حماس” والفصائل الفلسطينية.
مسؤول صهيوني: إنهاء حكم “حماس” في غزة لا يتم من خلال الحل العسكري
من جانبه، وفي تصريح موجه للرأي العام الصهيوني، أكد مهندس “خطة الجنرالات” الصهيونية غيؤرا آيلاند، أنه من غير الممكن إنهاء حكم حماس في غزة عبر الحل العسكري.
وفي حديثه لإذاعة “94 إف إم” العبرية، قال آيلاند: “إن الطريق الصحيح لإنهاء حكم حماس هو عبر المفاوضات وليس من خلال المعركة العسكرية، التي لا تفضي إلى نتائج ملموسة”، وفق ما نقلت وكالة “الأناضول”.
وأضاف أنه ينبغي على “إسرائيل” الإعلان عن استعدادها لإنهاء العمليات العسكرية مقابل عودة جميع الأسرى لدى الفصائل الفلسطينية في غزة.
دعوى قضائية ضد جنديين صهيونيين في الأرجنتين
وفي تطور قانوني على المستوى الدولي، كشف تقرير لصحيفة “إسرائيل اليوم” عن رفع دعوى قضائية ضد جنديين صهيونيين في الأرجنتين، حيث اتهم أحدهما، الذي فر من البرازيل إلى الأرجنتين، بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.
وأوضحت الصحيفة أن مؤسسة “هند رجب” قد تقدمت بمذكرة دعوى ضد الجندي الصهيوني الذي كان ضمن قوات الاحتلال في غزة، بتهمة المشاركة في عمليات قتل وجرائم ضد الإنسانية.
في نفس السياق، تم رفع دعوى أخرى في الأرجنتين ضد جندي آخر من لواء غفعاتي، والذي تم اتهامه بارتكاب جرائم حرب في غزة.
هذه الدعاوى تعتبر جزءًا من حملة حقوقية دولية لمحاكمة جنود الاحتلال على جرائم الحرب التي ارتكبوها ضد الفلسطينيين.
تظاهرات في أوروبا وأمريكا تنديدًا بالاحتلال ودعمًا لفلسطين
شهدت عواصم العالم وقفات تضامنية مع فلسطين، حيث نظمت تظاهرة كبيرة أمام مقر البرلمان الأوروبي في بروكسل تنديدًا بالعدوان على المرافق الصحية في غزة. ورفع المتظاهرون الذين ضموا عددًا من العاملين في القطاع الصحي مطالبين بالإفراج عن حسام أبو صفية، مدير مستشفى الشهيد كمال عدوان في غزة، والذي اعتقلته قوات الاحتلال.
وفي لندن، تظاهر الآلاف أمام البرلمان البريطاني في أكبر احتجاجات منذ بدء العدوان على غزة في أكتوبر 2023، مطالبين بتحرك فوري لإنهاء الأزمة الإنسانية في القطاع.
وفي نيويورك، تظاهر مئات الأشخاص أمام مستشفى “تيش” مطالبين بالإفراج عن أبو صفية، معبرين عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الإبادة الصهيونية.